الفوركس أو سوق الفوركس هي كلها اختصارات شائعة عن سوق تبادل الصرف الأجنبي . في واقع الأمر, فانه يعد اكبر الأسواق المالية علي مستوى العالم حيث يتم بيع وشراء العملات بكل حرية . علي وضعه الحالي فان سوق الفوركس تم إطلاقه في السبعينات من القرن الماضي وذلك حين تم تحرير أسعار الصرف بحيث بات المشاركون في هذا السوق فقط هم من يحددون سعر أية عملة في مقابل العملات الأخرى بناء علي مستويات العرض والطلب . عندما يتعلق الأمر بالحرية والابتعاد عن أية سيطرة خارجية بشكل يحقق المنافسة الحرة فان سوق الفوركس يعد هو المكان المثالي لتحقيق كل هذه الأمور . وذلك لان أحجام التداولات اليومية في سوق الفوركس تبلغ عدة تريليونات من الدولارات وهو ما يعني ان سوق العملات يفوق في حجمه ثلاثة أضعاف الحجم الإجمالي لسوق الأسهم والسندات الأمريكية مجتمعين . سوق الفوركس هو سوق تبادل عبر شبكات الاتصال حيث يلتقي البائعون والمشترون لإجراء معاملتهم باستخدام وسائل اتصال تكنولوجية.
علي عكس الأسواق المالية الأخرى, فان سوق الفوركس ليس لديه كيان مادي أو بورصة مركزية . وبما ان هذا السوق لا يعبر عنه مكان للتبادل المادي فان التداولات تجري بصفة مستمرة علي مدار الأربعة وعشرين ساعة حيت تتحرك من منطقة زمنية إلي أخرى من خلال التنقل عبر المراكز المالية الكبرى في العالم وذلك بشكل يومي . تريليونات الدولارات من أنشطة التبادل العملات الأجنبية تحدث بشكل يومي في سوق الفوركس . منذ العام 1997 وحتى نهاية العام 2000 فان أحجام تداولات الفوركس اليومية ارتفعت تقريبا من خمسة مليارات دولار إلي 1.5 تريليون دولار وربما أكثر ( طبقا لبعض الدراسات الحديثة فان أحجام التداولات لامست مستوى 1.7 تريليون دولار في اليوم متفوقة علي كافة الأسواق المالية الأخرى مجتمعة ) . أظن انه من الصعب فعلا ان لم يكن المستحيل .- ان نحدد رقم دقيق مطلق لان تداول الفوركس لا يتم من خلال بورصة مركزية , ولكن الشيء الأكيد هو ان سوق الفوركس يواصل نموه بمعدلات مذهلة .
قبل ظهور الانترنيت والتجارة الالكترونية , فان الشركات الكبرى والبنوك متعددة الجنسيات والأفراد من أصحاب الثروات كانوا هم من يحق له التداول في سوق الفوركس من خلال استخدام أنظمة التجارة المملوكة للبنوك . هذه الأنظمة كانت تتطلب نحو مليون دولار كحد أدنى لفتح حساب تداول . بفضل التطورات التكنولوجيا الحديثة خصوصا فيما يتعلق بالانترنيت فان مستثمري اليوم يمكنهم باستخدام بضعة ألاف من الدولارات ان يدخلوا إلي سوق الفوركس علي مدار الأربعة وعشرين ساعة يوميا وخمسة أيام في الأسبوع .
سوق الفوركس هو سوق نقدي لا يتوقف حيث يتم فيه تداول عملات البلدان بشكل متصل وذلك عادة من خلال الوسطاء الذين يسمونهم بوسطاء الفوركس . العملات الأجنبية يتم بشكل مستمر بيعها وشرائها من خلال الأسواق المحلية والعالمية فيما يزيد المستثمرين أو ينقصون من قيمة احد الاستثمارات بناء علي تحركات العملة . أوضاع سوق الفوركس قد تتغير في أي لحظه كاستجابة للأحداث الجارية ولهذا يصنف الفوركس كأحد أكثر الأسواق تقلبا وهشاشة. أيضا فان اوضاع سوق الفوركس لا تبقي علي حالها أبدا بل تتغير تقريبا في كل ثانية . أحجام التداولات في سوق العملات الأجنبية يفوق كافة المعاملات المجمعة التي تحدث في أسواق الأسهم وأسواق العقود الآجلة في كلا من لندن وطوكيو . طبقا لحجمها ونطاقها, فان سوق الفوركس يبلغ حجمه أضعاف أحجام الأسواق الأخرى . الإحصائيات تشير إلي ان التداولات الفورية والموجهة التي تحدث في سوق الانتربنك يتم تقسيمها كالاتي . 51% في شكل معاملات فوركس فورية يليها 32% في شكل عمليات مبادلة العملات, معاملات الفوركس الصريحة تمثل أيضا 5% من حجم التداول اليومي , فيما خيارات معاملات "الانتربنك " تساوي هي الأخرى نحو 8% وبالتالي فان حسابات سوق الانتربنك يخصص منها نحو 96% لسوق تبادل الصرف الأجنبي فيما الـ 4% في الجهة الأخرى مقسمة بين بورصات العقود الآجلة العالمية .
بالنسبة للمتداولين فان تجارة الفوركس تمثل بديلا للتداول في سوق الأسهم . فبينما يوجد ألاف من الأسهم للاختيار بها , فانه يوجد عدد من الأسهم الرئيسية التي يتم تداولها في سوق الفوركس ( الدولار الأمريكي والين الياباني الباوند البريطاني والفرنك السويسري واليورو هي أكثر العملات شهرة ) . تجارة الفوركس أيضا تمنح المتداول رافعة تفوق ما يحصل عليه في سوق الأسهم فضلا عن حد أدنى من الاستثمار من اجل البدء في التجارة . أضف إلي ذلك القدرة علي اختيار أوقات تداول مناسبة ( فتداولات الفوركس تتم علي مدار الأربعة وعشرين ساعة ) ومن هنا ربما قد تكون عرفت السبب الذي دفع كثير من متداولي الأسهم إلي ترك مجالهم والتوافد نحو تجارة العملات.