استراتيجية التداول هي مجموعة من القواعد الموضوعية التي تحدد بوضوح الشروط التي يجب تحققها للدخول في إحدى الصفقات. تحدد استراتيجية التداول الشروط الضرورية لفتح الصفقات كما تتضمن قواعد محددة للدخول والخروج وإدارة رأس المال.
بالنسبة لسوق الفوركس، تشير استراتيجية التداول إلى خطة ثابتة تم تصميمها لتحقيق عائدات مربحة عن طريق الدخول في صفقات شراء أو بيع. يعتبر توظيف استراتيجيات التداول واحد من الأدوات الهامة في سوق الفوركس بسبب قدرته على تقديم خطة موضوعية ومستدامة وقابلة للتحقق.
يدوية أم آلية
يمكن تنفيذ استراتيجيات التداول بطريقتين: يستطيع المتداول الدخول إلى الصفقات والخروج منها بشكل يدوي وفق استراتيجيته المتبعة. أو يمكنه بدلاً من ذلك تفعيل الصفقة بطريقة آلية من خلال برنامج حاسوبي. يتطلب التداول اليدوي الإلمام بمعلومات كافية عن سوق الفوركس كما يتطلب تنظيم العمل والالتزام بالانضباط الذاتي. ولكن في كثير من الأحيان، يميل المتداول اليدوي إلى عدم الالتزام باستراتيجيته وهو ما يؤدي إلى تقليل مستوى الأداء مقارنة بإتباع الإشارات الصادرة عن نظام التداول في جميع الأحوال.
على الجانب الآخر، تعمل استراتيجية التداول الآلية وفق أنظمة تنفيذ وأوامر مؤتمتة يتم إعدادها بشكل مسبق. وساعد تطور تقنيات النمذجة الحاسوبية، جنباً إلى جنب مع توفر القنوات الإلكترونية للوصول إلى بيانات الأسواق العالمية، المتداولين على استخدام هذه الاستراتيجيات بطريقة فريدة. تستطيع استراتيجية التداول أتمتة كل أو جزء من المحفظة الاستثمارية كما يمكن ضبط إعداداتها بحيث تتلائم مع أنظمة التداول المحافظة أو المغامرة.
يفضل متداولي الفوركس المبتدئين، والذين تنقصهم عادةً الثقة المتوفرة لنظرائهم من ذوي الخبرة، استخدام أنظمة التداول الآلية بدلاً من الاعتماد على مهاراتهم الخاصة. برغم ذلك، ينبغي الانتباه أن المتداول سيظل بحاجة لتحديد معلمات الصفقة بنفسه حتى مع أنظمة التداول الآلية. يفضل المتداولون المبتدئون في كثير من الحالات نمذجة استراتيجية التداول الآلية استناداً إلى أنظمة تداول موجودة بالفعل.
استراتيجيات التداول
هناك العديد من استراتيجيات التداول التي يمكن استخدامها في تداول الفوركس. نستعرض فيما يلي بعض منها:
يفضل البعض التداول باستخدام ما يطلق عليه ’ميزة التداول‘، والتي توصف بأنها مجموعة من الشروط التي توفر احتمالات أكبر لنجاح الصفقة. أحد الأمثلة على هذه الميزات هو القدرة على تحديد ما إذا كان السوق يتحرك في اتجاه معين، وبالتالي فتح الصفقة في نفس اتجاه الترند السائد، الأمر الذي يزيد من فرص نجاح الصفقة.
أحد الأنواع الأخرى لميزة التداول هو القدرة على تحديد ما إذا كان السوق يتحرك في نطاق عرضي ومن ثم الشراء عند الحد السفلي للنطاق والبيع عندما يصل السعر إلى حده العلوي.
أصبح التداول اليومي هو الآخر واحد من أشهر الاستراتيجيات المستخدمة في الوقت الحالي. ويستند هذا النوع من التداولات على الاحتفاظ بصفقات كبيرة الحجم لفترات زمنية صغيرة مع تواتر عمليات الشراء والبيع بسرعة كبيرة. في هذه الحالة يبحث المتداول عن التحركات الصغيرة على الأطر الزمنية القصيرة. برغم ذلك، يجب ملاحظة أنه من الضروري عند استخدام استراتيجيات التداول اليومية وضع أوامر الوقف عند مستويات قريبة بالنظر إلى توافر قدر كبير من فرص التداول. يحقق المتداول عادةً أرباح صغيرة إلا أنها تتراكم سريعاً.
على الجانب الآخر، تقتضي استراتيجية تداول السوينغ فتح صفقات أصغر حجماً ولكنها تستند على تحركات سعرية كبيرة. في هذه الحالة يجب وضع أوامر وقف الخسارة عند مستويات أبعد مقارنة بالطريقة السابقة. تحقق استراتيجيات السوينغ مكاسب أكبر ولكنها تتطلب التحلي بالصبر.