تحظى استراتيجيات التجارة الخاطفة أو الاسكالبينج بشعبية كبيرة بين متداولي الفوركس، كما تعتبر من بين طرق التداول التي يفضلها بعض الوسطاء عبر الإنترنت، بل ويشجعون متداوليهم على ممارستها من خلال إتاحة مستويات مرتفعة من الرافعة المالية.
ما هو الاسكالبينج وكيفية ممارسته
ينطوي التداول باستخدام تقنيات الاسكالبينج على استخدام مستويات مرتفعة للغاية من الرافعة المالية — تتراوح عادةً حول 1:1000 وقد تصل إلى 1:3000 — لفتح الصفقات على أزواج العملات التي تتمتع بسبريد منخفض، وذلك بهدف تحقيق عدد محدود من النقاط، في كل صفقة مع تعويض المستوى المرتفع من المخاطر عن طريق وضع أوامر إيقاف الخسارة عند مستويات قريبة.
وبسبب طبيعتها الخاصة، تستغرق صفقة الاسكالبينج فترة تتراوح بين بضعة ثواني إلى بضعة دقائق، الأمر الذي يسمح للمتداول بوضع عدد كبير من الصفقات واستثمار نسبة أكبر من رأسماله على مدار اليوم. وكما أسلفنا، يتم وضع أوامر إيقاف الخسارة وأخذ الربح عند مستويات قريبة للغاية، الأمر الذي يؤدي إلى تفعيل إحداها خلال فترة زمنية قصيرة.
تتميز استراتيجيات الاسكالبينج بسهولة الاستخدام كما أن إتقانها يسمح للمتداول بتحقيق قدر كبير من الأرباح (وأيضاً الخسائر) خلال اليوم الواحد بفضل القدرة على وضع عدد كبير من الصفقات. برغم ذلك، من الضروري أن يتمتع متداول الاسكالبينج بالقدرة على التحكم في المخاطر المرتفعة المصاحبة لهذا النوع من التداولات بمنتهى الدقة. على سبيل المثال، من الوارد أن يكسب متداول الاسكالبينج أو يخسر ما يصل إلى 15 – 20% من رصيده في يوم واحد بسبب وضع عدد كبير من هذه الصفقات، وهو بالطبع أمر لا يتماشى مع قواعد إدارة رأس المال التي يستخدمها المتداولين المحترفين حيث من النادر المخاطرة بهذه النسبة من رصيد الحساب إلا إذا تهيأت فرصة استثنائية في السوق.
لماذا يرحب بعض وسطاء الفوركس بمتداولي الاسكالبينج
يلقى متداولي الاسكالبينج ترحيباً كبيراً من بعض وسطاء الفوركس، والذين يشجعونهم على استخدام استراتيجيات التجارة الخاطفة، وهو ما يعزى إلى حقيقة أن معظم وسطاء الفوركس يحصلون على عائداتهم بشكل رئيسي من الفرق بين أسعار الشراء والبيع. يعني ذلك أن أرباح الوسيط تتوقف على مقدار السبريد وحجم صفقاتك، وبالتالي كلما تداولت أكثر كلما حصل الوسيط على عائد أكبر.
برغم ذلك، ينبغي الانتباه إلى أن الشروط المثالية لتطبيق استراتيجيات الاسكالبينج غير متوافرة بالضرورة لدى جميع الوسطاء، والتي تنحصر بشكل رئيسي في توفير مستوى مرتفع من الرافعة المالية و أسعار سبريد معقولة (لا تتجاوز 1-2 نقطة على زوج اليورو دولار وغيره من أزواج العملات الرئيسية).
أيضاً لا ننسى أن القدرة على وضع أوامر الإيقاف والحد عند مستويات قريبة من نقطة الدخول ليست متوافرة لدى جميع الوسطاء، وبالتالي قد لا تتمكن من وضع أوامر التداول عند المستويات التي تريدها بالضبط، خصوصاً إذا كانت محدودة للغاية مثل 5 أو 6 نقاط.
يؤدي ذلك بالضرورة إلى الحد من قدرة متداول الاسكالبينج على تنفيذ استراتيجيته، ولكن لا ننسى وجود جانب إيجابي لهذا العائق يتمثل في حماية المتداول من التذبذبات المرتفعة في السوق. واقع الأمر فإن وضع أوامر الحد أو الوقف عند مسافة 5 أو 6 نقاط ليس بالخيار المثالي خصوصاً إذا ما وضعنا في الاعتبار أن معدلات السبريد تتراوح بين 2 إلى 3 نقاط: في هذه الحالة فإن مساحة الحركة المتوفرة للزوج الذي تتداوله لا تتجاوز نقطتين بعدها سيتم تفعيل أمر الخسارة، وهو ما قد يفوت عليك فرصة الاستفادة من صفقة تتوفر لها مقومات النجاح.
بعبارة أخرى، فإن استخدام استراتيجيات الاسكالبينج ربما يتطلب إعطاء فسحة للزوج للتحرك جيئة وذهاباً قبل الوصول إلى مستوى الربح المستهدف. ولهذا السبب، يلجأ العديد من المتداولين إلى وضع أوامر أخذ الربح وإيقاف الخسارة على مسافة تتراوح من 10 إلى 20 نقطة، والتي بدورها تظل قريبة للغاية مقارنة باستراتيجيات التداول الأخرى خصوصاً تلك التي تعمل في المدى الطويل.