النتائج الشائعة

$ £ ¥
¥ £ $

استعراض شركة الوساطة Oanda: لماذا لا يروج البعض لوسطاء بعينهم

في ظل تصاعد الاهتمام الإعلامي والإعلاني على حد سواء بوسطاء الفوركس عبر الإنترنت خلال السنوات الأخيرة، فضلاً عن تكاثر المواقع المتخصصة في صناعة الفوركس، ربما يعتقد البعض أن أفضل شركات الوساطة هي تلك التي تحصل على عدد أكبر من التقييمات المختلفة، أو التي تنتشر روابطها عبر العديد والعديد من مواقع الويب، تحت مظنة أن هذا الانتشار لا يستهدف سوى تحقيق مصلحة المتداول. لسوء الحظ، فإن العبارة الأخيرة ليست صادقة تماماً.

الوسطاء المعرفين (IB) في عالم الفوركس

يوفر العديد من وسطاء الفوركس عبر الإنترنت برامج التسويق بالعمولة (الأفلييت)، والتي تمنح جوائز للمسوقين إما من خلال مبلغ ثابت مقابل كل عميل أو نسبة مئوية من أرباح شركة الوساطة. وبالنظر إلى أن معظم وسطاء الفوركس عبر الإنترنت يعتمدون في توليد إيراداتهم على الربح المحقق من السبريد بشكل حصري، فهذا يعني أن أسعار السبريد التي يقدمها هؤلاء الوسطاء ستكون أعلى من المعتاد لتعويض التكاليف المدفوعة للوسطاء المعرفين. هذه الحقيقة لا تمثل مشكلة كبيرة من زاوية المنافسة حيث أن الغالبية العظمى من وسطاء الفوركس تطبق هذه الآلية بالفعل لحث المسوقين على توجيه المتداولين إلى مواقعهم.

ولكن تكمن المعضلة في استخدام هذه الطرق التسويقية في أنها قد تتجاهل عن قصد بعض الوسطاء الموثوقين الذين يرفضون اللجوء إلى هذه الأساليب الترويجية في محاولة لتقليل تكاليف السبريد للمتداول الفعلي، وبالتالي تقديم شروط أفضل للعمل في السوق. يعتمد هذا النهج على عدم اللجوء إلى برامج الأفلييت وسعي هذه النوعية من الوسطاء إلى الوصول إلى عملائهم بأنفسهم.

استعراض وسيط الفوركس Oanda

Oanda هي إحدى هذه الشركات التي لا تطبق برامج الأفلييت، بل ربما هي الأكثر شهرة في هذا المجال. إذا قورنت شروط التداول لدى Oanda مع تلك التي يقدمها وسطاء الفوركس الآخرون، يمكننا القول بكل أريحية أن Oanda توفر شروط تنافسية للغاية وأفضل كثيراً من الشروط القياسية المتاحة لدى كثير من وسطاء الإنترنت. تشمل قائمة المزايا ما يلي:

  • تداول أي أجزاء من اللوت (حتى وحدة واحدة):
  • القدرة على تعيين أوامر الإيقاف والحد بدقة متناهية؛
  • تقديم أسعار سبريد متغيرة(مع ملاحظة أن هذه الطريقة ترافقها مخاطر إضافية)، ولكنها عادةً أقل من الوسطاء الآخرين؛
  • فائدة على الأموال ثانية بثانية؛
  • توفر Oanda مجموعة من أفضل أدوات التداول مثل مفكرة الأحداث الاقتصادية، أدوات تحويل العملات، والعديد غيرها؛
  • وحتى برغم أن الشركة توفر منصة الميتاتريدر4، إلا أن منصتهم الأصلية تعتبر أكثر ملائمة للمتداولين المبتدئين، كما يمكن للمتداول العادي استخدامها طالما ليس بحاجة لأي من الخصائص الفريدة التي تتمتع بها MT4.

تعتبر النقاط الثلاثة الأولى مفيدة وهامة لجميع متداولي الفوركس. ولكن يظل التساؤل قائماً حول السبب في عدم انتشار الحديث عن Oanda عبر الويب مع ضآلة عدد التقييمات التي تتناول خدمات الشركة؟ بكل تأكيد يكمن جزء كبير من الإجابة على هذا السؤال في ما ذكرناه سابقاً، وهو أن الشركة تسعى لتقليل السبريد لعملائها من خلال عدم الاستعانة ببرامج الوسطاء المعرفين، وبالتالي لا توجد مصلحة لمعظم مواقع الويب المتخصصة في الفوركس في الحديث عن Oanda.

هناك ملاحظة هامة لا يجب أن تفوتنا في هذا الصدد: نحن لا ندعي أبداً أن Oanda هي أفضل وسيط على الإطلاق لأنها ليست كذلك بالفعل. كل ما في الأمر أننا نعتقد أنها لا تحظى بالاهتمام والتقييم الذي تستحقه مقارنة بالوسطاء الآخرين. ولكي نكون موضوعيين في تقييمنا لـ Oanda، سنسرد فيما يلي بعض العيوب التي لاحظناها في خدمات الشركة:

  • تعمل Oanda وفق نموذج صانع السوق، ما يعني أنها تعمل كطرف مقابل على الأقل في بعض الصفقات التي تنفذها نيابة عن عملائها. يرى بعض المتداولين في هذا النموذج نوع من تعارض المصالح الذي قد يؤثر بالسلب على مصداقية الشركة. الخيار البديل في هذه الحالة دائماً هو التداول مع وسيط ECN .
  • يشتكي بعض المتداولين من تكرار توقف منصة Oanda عن العمل في أوقات كثيرة.
  • برغم كفاءة منصة Oanda الأصلية، إلا أنها تكون بطيئة في كثير من الأحيان.

هل من الممكن أن يؤدي هذا التجاهل الإعلامي إلى تلاشي نوعية الوسطاء مثل Oanda؟ نأمل ألا يحدث ذلك.

تحديث: بدأت Oanda خلال الشهور الأخيرة في إطلاق برنامج أفلييت للوسطاء المعرفين، إلا أنه متوفر فقط في بعض المناطق، كما لا تطبقه الشركة في الولايات المتحدة. ولهذا يمكن القول أن Oanda لا تزال قادرة على تقديم سبريد منخفض، على الأقل للمتداولين من الولايات المتحدة.