تجارة الفوركس لها إمكانيات كبيرة في ان تصبح مهنة مربحة تتيح لك أسلوب حياة لا يوفره سوى عدد قليل من الأنشطة في هذا العالم, بالشكل الذي يساعد الناس على تحقيق أهدافهم في الحياة ودون ان يحتاج هؤلاء الرجال والنساء للحصول على شهادات خاصة.
ولكن تجارة الفوركس ليست بالسهلة ؛ فقد يكون من السهل دخول السوق وفتح صفقاتك الأولى فيه ولكن ان تصبح متداول ناجح هو أمر مختلف تماما. سوف تحتاج إلى امتلاك المعرفة والتقنيات السليمة كي تتفهم وتعرف متى تدخل ومتى تخرج من الصفقة بالشكل الذي يحقق دائما الهدف الرئيسي لأي متداول وهو؛ كسب الأموال.
هناك نوعين من التحليل الذي يمكن إجرائه في أسواق الفوركس. يطلق عليهما التحليل الفني والتحليل الأساسي. من الشائع ان يقسم المتداولون أنفسهم بين " الفني" و " الأساسي" . كل مجموعة توفر لأنفسها الأدوات الرئيسية التي يمكن استخدامها في التداول وفق الطريقة المتبعة.
تجار الفوركس الفنيون يؤسسون تداولاتهم على تحليل الرسومات البيانية وعدد من المؤشرات المستمدة من أنماط وتذبذبات السعر. في ذات الوقت فان المتداولون الاساسيون يقومون بتأسيس تجارتهم بشكل رئيسي على الأرقام الأساسية والمؤشرات الاقتصادية. برغم ذلك , وحتى إذا تم تقسيمهم , فان كلا الاتجاهين يميلان إلى ان يكمل بعضهما الأخر إلى حدا ما.
في هذه المقالة سأضع نفسي في جانب "المتداولين الأساسيين " وأركز على المواقف التي يجب ان يكون على دراية بها كل متداول للفوركس كي لا يترك الأحداث المتداخلة تؤثر على نتائج تجارته.
سيكون موقف يتسم بخطورة كبيرة عندما تتبادر بعض الأحداث العالمية غير المتوقعة وتبدأ في التأثير على التداول. قوة وسائل الإعلام ( التليفزيون والانترنيت والصحافة المطبوعة ) يمكنها ان تضخم وفي بعض الأحيان قد تشوه الأحداث الجارية الأمر الذي يؤثر على التجارة بشكل كبير. تأثير هذا التضخيم والانتشار السريع للأخبار حول سلسلة من الأحداث الجارية تخلق جو متزايد من الخوف والارتباك وعدم اليقين في الأسواق المالية. المتداولون الخائفون قد يفشلون في التصرف واتخاذ خيارات التداول الصحيحة لأنهم اسلموا أنفسهم للفزع وردود الفعل العاطفية بدلا من القرارات المعللة والذكية.
إذا كنت بحاجة إلى أمثلة أكثر تحديدا لهذا النوع من الأحداث يمكنك ان ترجع بذاكرتك قليلا لتتذكر تأثير عدد قليل من الأحداث غير المواتية والاضطرابات السياسية أو فضائح الشركات مثل انرون وورلد كوم أو أشخاص كما في حالة محاكمة مارثا ستيوارت وما إلى ذلك . هناك أيضا مثال الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر أيلول في نيويورك و11 مارس آذار في اسبانيا. أيضا الكوارث الطبيعية مثل موجات المد والزلازل والفيضانات والجفاف والأعاصير جنبا إلى جنب مع الحروب يمكنها ان تتسبب في فوضى عارمة للأسواق المالية.
باختصار, فكل متداول فوركس يجب ان يكون متأكدا بشكل تام من ان طريقته في التجارة لديها أدوات حماية ذاتية ( أوامر الوقف والحد ) وذلك للحيلولة دون حدوث الخسائر المالية الكبرى في حال حدوث أي من الأحداث غير المواتية مثل التي ذكرتها أعلاه. وكي نكون واقعيين فان كثير من هذه الأحداث سوف تحدث بلا شك في المستقبل.