أحد الأسئلة التي ستطرحها على نفسك عندما تبدأ رحلتك في سوق الفوركس هو "ما هو الإطار الزمني الذي يجب أن أتداول عليه؟" سوف تكتشف عاجلا أم أجلا أن هذا السؤال في جوهره أكثر تعقيداً مما قد يبدو للوهلة الأولى. لن تقتصر عملية البحث على تحديد الإطار الزمني المناسب لوضع الصفقات، بل قد تشمل أيضاً أطر زمنية أخرى يتعين النظر إليها لتحديد ماهية هذه الصفقات.
تشمل الأطر الزمنية في الفوركس 1 دقيقة، 5 دقائق، 15 دقيقة، 30 دقيقة، 1 ساعة، 4 ساعات، اليومي، الأسبوعي والشهري. تشير هذه التسميات إلى الفترة الزمنية التي يستغرقها تشكيل شمعة واحدة على كل إطار زمني. بعبارة أخرى، فإن رسم شمعة واحدة على إطار 1ـدقيقة يستغرق دقيقة واحدة، فيما تظهر شمعة جديدة على كل ساعة على إطار الساعة، وهكذا دواليك.
قبل اتخاذ أي قرار سيتعين عليك قضاء بعض الوقت في مراقبة السوق على أطر زمنية مختلفة. اختر زوج عملات واحد واستمر في مراقبته لبعض الوقت لتعرف طبيعة حركته على مختلف الأطر الزمنية. ستلاحظ ظهور عدد من الأنماط المتكررة، على سبيل المثال، تميل أزواج العملات إلى أن تكون أكثر تذبذباً على الأطر الزمنية الصغيرة. أما على الأطر الكبيرة، يتلاشى قدر كبير من هذا التذبذب. كما ستكتشف بعد فترة أنه يمكنك متابعة عدة أطر زمنية لنفس الزوج. على سبيل المثال، افتح شارت اليومي لإحدى أزواج العملات ثم افتح شارت الساعة لنفس الزوج. قم بتمرير الرسم البياني خلال نفس الفترة وسوف تلاحظ أن كل شمعة يومية تتكون من 24 شمعة على إطار الساعة. وعلى ذات المنوال، تتكون كل شمعة على إطار الساعة من 15 شمعة على إطار الـ15 دقيقة، فيما تضم شمعة الـ 15 دقيقة بدورها خمسة عشرة شمعة للدقيقة الواحدة.
يكتفي بعض متداولي الفوركس بالنظر على إطار زمني والتداول على إطار زمني آخر. فيما يفضل البعض تفحص عدد كبير من الأطر الزمنية قبل وضع الصفقة على إطار معين. ولكن تفضل الغالبية اتخاذ نهج وسط بالنظر على عدد محدود من الأطر الزمنية والتداول على إطار واحد. إحدى الاستراتيجيات الجيدة في هذا الصدد هو التداول على إطار اليومي ولكن بعد تخطيط الصفقة باستخدام إطار الساعة. تسمح لك هذه الطريقة برؤية تفاصيل حركة السعر خلال اليوم، والتي أدت بدورها إلى ظهور نماذج معينة على إطار اليومي يمكن الاستفادة منها في تخطيط صفقات التداول. وبحسب أوضاع السوق الظاهرة على إطار الساعة، يمكنك اتخاذ قرار بالتداول على إطار اليومي من عدمه. النظر إلى عدة أطر زمنية سيساعدك على خلق نوع من السياق، ولهذا يفضل الكثيرين دراسة الأطر الزمنية الكبيرة حتى عند التداول على أطر صغيرة لمراعاة ألا ينحرف مسار التداول عن السياق العام لحركة السوق. على سبيل المثال، إذا كنت ترى اتجاه معين على شارت الأسبوعي، فعندها يجب التفكير مرتين قبل التداول عكس هذا الترند على إطار اليومي.
أيهما أفضل، التداول على الأطر الزمنية السريعة أم البطيئة؟ تتوقف إجابة هذا السؤال على تفضيلاتك الشخصية، فلكل متداول شخصيته الخاصة. أما إذا كنت لم تحسم أمرك بعد، ربما يكون من المستحسن بدء العمل على إطار زمني بطيء، حيث سيساعدك على التداول ضمن بيئة أقل تذبذباً وبالتالي ستتاح فرصة أكبر لتصحيح أخطاؤك. أما إذا قررت اللجوء لاستراتيجيات التجارة الخاطفة (الاسكالبنج) منذ اللحظة الأولى لدخولك السوق، فإن هذا على الأرجح سيكون قرار خاطئ وقد يؤدي إلى خسارة جميع أموالك في بضعة دقائق! على العكس من ذلك، فإن بدء التداول على الرسم البياني اليومي سوف يعطيك أيام وأسابيع لمعالجة المشاكل التي تؤثر على ربحيتك في المراحل الأولى.