يقع معظم متداولي الفوركس الذين يجربون حظهم للمرة الأولى عادةً في فخ استسهال الاستعانة بالأدوات والأنظمة التقليدية والمجربة، والتي تبدو كبوابة دخول معتادة لأي وافد جديد إلى عالم الفوركس. هناك عدد لا حصر له من مواقع الويب التي تبيع أو تمنح أنظمة تداول تدعي قدرتها على تحقيق الثراء، ثم ما تلبث أن تتلاشى هذه الأوهام مع توالي الاختبارات في الواقع العملي. هناك أيضاً عشرات من الكتب والمقالات التي تتحدث عن نفس الأمر. بعض هذه الكتب لاقت رواجاً كبيراً حتى تصدرت عناوين الأفضل مبيعاً، بسبب نجاحها في إعطاء انطباع بأنها تقدم أدوات خفية عجز عن تقديمها الآخرون. ولكن إحقاقاً للحق، لن يجدي نفعاً عدد الكتب التي يقرأها المتداول أو الفترة التي استغرقها في بحثه عن أفضل نظام للتداول، طالما كان غير قادراً على فهم وقراءة الأسعار على الرسم البياني.
التداول اليومي باستخدام مخططات رينكو – نهج بديل
إذا كنت واحد من هؤلاء المتداولين الذين يشعرون بالارتباك بسبب العدد الهائل من نماذج الرسم البياني و الشموع اليابانية والتي تحمل عادةً أسماء غريبة، أو كنت تواجه صعوبة في رسم خطوط الاتجاه أو خطوط الدعم والمقاومة، فربما يتعين عليك إعادة التفكير في أسلوب التداول الذي تستخدمه. تماماً كما هو الحال مع السائق الذي يقرر إجراء صيانة شاملة لسيارته بعد تكرار أعطالها، ينطبق نفس الأمر على المتداول عندما تتعثر استراتيجيته لفترة طويلة.
يوفر التداول اليومي باستخدام مخططات رينكو مقاربة بسيطة لكيفية التداول. وعلى عكس ما يعتقد البعض، لا تعتبر رسوم رينكو البيانية اختراعاً جديداً بل هي موجودة منذ فترة طويلة لاتختلف كثيرا عن مخططات الشموع اليابانية، كما أنها اخترعت أيضاً بواسطة اليابانيين. وبرغم أن هذه النوعية من الرسوم البيانية قد ظهرت من سنوات طويلة إلا أن مخططات رينكو فقدت حضورها منذ فترة بعيدة. في أغلب الحالات، يفضل المتداولين الانتقال إلى استخدام مخططات رينكو بعد مواجهة فشل متكرر مع الشموع اليابانية أو طرق الرسم البياني الأخرى.
يمكن تعريف مخططات رينكو ببساطة على أنها تمثيل لحركة السعر على أساس نقاط محددة. على سبيل المثال، يقوم مخطط رينكو بإعدادات 10 نقاط برسم مربعات أو قوالب عندما يتحرك السعر (ويغلق) على مسافة 10 نقاط صعوداً في حالة الترند الصاعد أو 10 نقاط هبوطاً في الترند الهابط. أحد الميزات الفريدة لمخططات رينكو هو أنها لا تعتمد على الوقت، وبالتالي لا يتم رسم قوالب رينكو سوى في حال تحرك السعر صعوداً أو هبوطاً وفق العدد المحدد من النقاط.
هذا التوصيف يبدو كافياً لمساعدة المتداول على تخيل كيفية رسم قوالب رينكو وأيضاً الميزات التي تتفوق بها على طرق الرسم البياني الأخرى. يظهر الرسم البياني أدناه مثال على مخطط رينكو لزوجEUR/USD مع تحديد حجم المربع عند 80 نقطة (لاحظ أن المقياس الزمني لم يعد مستخدماً):
يستهدف العامل الجوهري في أسلوب التداول المستند إلى مخططات رينكو في المقام الأول التداول في نفس اتجاه الترند القائم عن طريق الشراء عند القاع الارتدادي أو مواصلة الشراء بعد تشكيل قالب رينكو جديد. يمكن تحسين نتائج هذه الاستراتيجية من خلال إضافة المتوسطات المتحركة لفترة 10 أو 20 (في هذه الحالة تستخدم القوالب وليست الأسعار المنفردة) للمساعدة في إيجاد الارتدادات السعرية.
يتفرد التداول اليومي باستخدام مخططات رينكو أيضاً بميزة لا تتوفر في طرق الرسم البياني الأخرى. تكمن هذه الميزة في سهولة تطبيق قواعد إدارة المخاطرة بمجرد النظر على مخطط رينكو وذلك بفضل القوالب التي لا يتم رسمها سوى بعد تحرك السعر بعدد محدد سلفاً من النقاط. على سبيل المثال، إذا قرر المتداول الشراء في ترند صاعد عند قاع ارتدادي يتواجد بالقرب من إحدى المتوسطات المتحركة، فسيكون من السهل استنتاج أنه سيضع أوامر الوقف عند مستوى الدعم السابق أو الحالي والذي يقع على مسافة بضعة نقاط أسفل قالب رينكو.
التداول باستخدام مخططات رينكو – لا تعقد الأمور وأجعلها دائماً بسيطة
في ختام هذه المقالة يمكننا القول بأن أي شخص يفكر في تحسين نظام التداول ربما يتعين عليه تجربة مخططات رينكو. تضمن الطبيعة البسيطة لرينكو سهولة التعرف على المستويات الفنية الهامة مثل خطوط الدعم والمقاومة، فضلاً عن قدرتها على عرض الاتجاهات السعرية بمنتهى الوضوح.