$ £ ¥
¥ £ $

التنبؤ بتجارة الفوركس

المحتويات

ما هي توقعات الفوركس

يطلق على التنبؤ باتجاهات السوق الحالية والمستقبلية استنادً إلى البيانات والحقائق القائمة التوقعات. في الفوركس، والذي يعتبر أكبر الأسواق المالية في العالم، حيث تتجاوز أحجام تداولاته اليومية 7.5 تريليون دولار أمريكي، يعتبر التنبؤ هو الأداة الرئيسية التي يستخدمها المتداولون في فتح وإغلاق مراكزهم على أزواج العملات.

يعتمد المحللون على المؤشرات الفنية، والإحصاءات الأساسية، وتحليل معنويات السوق للتنبؤ باتجاهات أسعار صرف العملات الأجنبية.

مخطط انسيابي لعملية التوقع في الفوركس

نستعرض في السطور القادمة مضمون توقعات الفوركس بشكل تفصيلي ونكتشف كيفية بناء توقعات السوق بشكل صحيح، وما الذي يجعلها مختلفة عن إجراء بعض التخمينات البسيطة.


التحليل الفني في توقعات الفوركس

يستخدم التحليل الفني الرسوم البيانية والحسابات المشتقة من الرسم البياني لاكتشاف المستويات الهامة، الاتجاه الحالي، قوة الترند، نقاط الانعكاس المحتملة، والأهداف المثلى لحركة السعر القادمة.

لا يستخدم جميع المتداولين التحليل الفني في نماذجهم الخاصة عند إعداد توقعات الفوركس. برغم ذلك، يوفر التحليل الفني مزايا هامة عند توظيفه بالشكل الصحيح في عملية التوقع، مثل:

  • فرصة استخدام قواعد منظمة تعتمد على الحسابات الرياضية.
  • إمكانية تطبيق اختبارات الأداء السابق (الباك تيست) على المؤشرات والعوامل الفنية المستخدمة لتحليل جدوى الاستعانة بها في إعداد التوقعات من عدمه.
  • توفر البيانات الأساسية (سجلات الرسم البياني) بسهولة، فضلاً عن أن هذه البيانات تكون متطابقة بنسبة 99.9% بالنسبة للجميع، الأمر الذي يخلق نهجًا أكثر موضوعية في تحليل البيانات.
  • توفر عدد كبير من الطرق والأساليب للاستفادة من البيانات المتاحة.

عند صياغة توقعاتك الخاصة لسوق الفوركس، يعود القرار لك في تحديد بيانات الرسم البياني التي تريد استخدامها، وكذلك المؤشرات الفنية والنماذج التي ستطبقها على هذه البيانات، فضلاً عن تحديد الدور الذي ستلعبه استنتاجات التحليل الفني عمومًا في تشكيل التوقعات النهائية.


التحليل الأساسي في توقعات الفوركس

برغم أن العديد من متداولي الفوركس، لاسيما المبتدئين، يميلون إلى تجاهل التحليل الأساسي بمجرد تعلم أساسيات التحليل الفني، ولكن يظل النوع الأول الطريقة الرئيسية التي تُستخدم في تقييم نقاط الضعف والقوة لمختلف العملات.

يدرس التحليل الأساسي مؤشرات الاقتصاد الكلي والعوامل المالية التي تؤثر على عملة معينة، وكذلك ظروف البلد الذي تنتمي إليه (أو الاتحاد النقدي كما هو الحال مع اليورو).

بعض هذه التحليلات قد تكون سطحية إلى حد ما، حيث تتطرق غالبًا إلى بعض المؤشرات الرئيسية مثل أسعار الفائدة، الحساب الجاري، المعدلات المتوقعة لنمو الناتج المحلي الإجمالي، فيما يغوص البعض الأخر بشكل أعمق في نماذج اقتصادية قياسية ومركبة، مع دمج بعض المؤشرات الاستشرافية مثل مؤشر مديري المشتريات وتعادل معدلات التضخم.

لبدء العمل باستخدام التحليل الأساسي، يتعين عليك أولاً تعلم كيف تؤثر العوامل الأساسية على أسعار صرف العملات. تنطوي عملية التنبؤ الفعلية على قيام المحلل الأساسي بجمع المؤشرات والبيانات الاقتصادية التي سيستخدمها، ثم إجراء أبحاث حول تأثير هذه المؤشرات على سوق الصرف في الماضي.

من المفاهيم الخاطئة الشائعة حول التحليل الأساسي هو أنه يتعلق فقط بالتوقعات طويلة الأجل، وأنه غير مجدي في التنبؤ على المدى القصير. سنتناول هذا الأمر بشكل أكثر تفصيلاً في قسم لاحق من هذا الدليل، ولكن يمكن القول بشكل عام أن هذه المقولة خاطئة. في بعض الحالات، يمكنك استخدام التحليل الأساسي في التداول (وتحقيق الأرباح) خلال بضع ثواني، خاصةً عند صدور بعض البيانات الاقتصادية الهامة.


تحليل المعنويات في توقعات الفوركس

ينطوي تحليل معنويات السوق على النظر إلى طبيعة تمركز مختلف فئات المتداولين في سوق الفوركس. ولتبسيط الأمر، عندما تعتمد على تحليل المعنويات فأنت في واقع الأمر تفحص من يبيع ومن يشتري في السوق، مع التركيز على نوعية كل طرف.

تنقسم المؤشرات المتاحة لتحليل معنويات السوق إلى قسمين رئيسيين:

التقارير المؤسسية - وتحديدًا تقرير التزامات المتداولين (CoT)، والذي يوضح طبيعة مراكز التداول المفتوحة بواسطة أنواع مختلفة من المتداولين الكبار(المؤسسات) في أسواق العقود الآجلة والخيارات الأمريكية؛ مؤشرات التذبذب مثل CBOE VIX؛ ومؤشرات تدفقات السوق الداخلة/الخارجة التي تصدرها بعض البنوك والبورصات والبنوك المركزية.

التجزئة — ينشر بعض وسطاء الفوركس في سوق التجزئة معلومات حول طبيعة مراكز المتداولين على بعض أزواج العملات المتداولة على منصاتهم. تقتصر هذه التقارير على بعض المعلومات الأساسية مثل عرض النسبة المئوية لمراكز الشراء والبيع، أوامر الشراء والبيع، وفي بعض الأحيان مستويات التجميع لهذه الأوامر عند مستويات معينة لسعر الصرف. وعلاوة على ذلك، يمكنك إلقاء نظرة على معنويات سوق الفوركس بالتجزئة عن طريق مواقع التداول الاجتماعي مثل Myfxbook وForexFactory.

يتم تفسير المعلومات المتعلقة بمعنويات السوق بناءً على منهجية محددة للتنبؤ بأوضاع سوق الفوركس. وبشكل عام، يُعتقد أن المضاربين الكبار من المؤسسات – والذين يشملهم تقرير CoT – هم غالبًا على صواب في توقعاتهم مقارنةً بآراء متداولي التجزئة من الأفراد.


التوقع في المدى الطويل

بغض النظر عن ترتيبك لأفضلية كل طريقة من طرق التنبؤ التي أشرنا إليها أعلاه، سيتعين عليك التأكد من استخدام المؤشرات الصحيحة على الإطار الزمني المناسب. على سبيل المثال، من غير المنطقي استخدام مزيج يجمع التحليل الفني للرسم البياني السنوي مع البيانات الفصلية للناتج المحلي الإجمالي وتقارير CoT الأسبوعية في إعداد توقعات يومية لتداول الفوركس. بعبارة أخرى، يجب أن تضع في اعتبارك مدى ملائمة الإطار الزمني الذي تتداول عليه عند اختيار المؤشرات التي ستدمجها في بناء توقعاتك.

بالنسبة للتوقعات طويلة المدى، يوفر التحليل الأساسي العديد من مؤشرات الاقتصاد الكلي. في واقع الأمر، فإن معظم هذه المؤشرات لا تغطي فترة أقل من الشهري.

الشيء الجيد هو أن التحليل الفني أيضًا لا ينقصه الأدوات اللازمة للتنبؤ في المدى الطويل. تستطيع دراسة الرسوم البيانية على إطار الأسبوعي والشهري وحتى السنوي – حيث يمثل كل عمود أو شمعة أسبوعًا أو شهرًا أو سنة كاملة – ثم تطبيق المؤشر الفني أو اللوغاريتمات الحسابية أو آليات التعليم الذاتي على تلك البيانات.

تستطيع أيضًا تطبيق تحليل المعنويات على الأطر الزمنية الكبيرة، حتى برغم أنه أقل مرونة من طرق التنبؤ الأخرى. على سبيل المثال، يمكنك الاعتماد على تقارير CoT الأسبوعية، وبدرجة أقل على بيانات معنويات السوق التي يوفرها وسطاء التجزئة. ولكن لسوء الحظ لا تقدم شركات الوساطة أي معلومات حول كثافة مراكز المتداولين على منصاتهم.

توفر كم كبير من البيانات الأساسية الموثوقة (مثل توقعات أسعار الفائدة) يجعل من التنبؤ في سوق الفوركس على المدى الطويل أكثر دقة بشكل عام من توقعات المدى القصير.


توقعات المدى القصير

تتطلب الاستفادة من توقعات المدى الطويل في تداولاتك الانتظار لفترة طويلة، وهو ما يفسر السبب في إحجام متداولي الفوركس عن استخدام هذا النهج وتفضيلهم لتوقعات المدى القصير، حتى برغم انخفاض مستوى دقتها.

في توقعات المدى القصير، تهيمن نماذج التنبؤ التي تعتمد على التحليل الفني، وهو ما يعزى إلى أن التحليل الأساسي وتحليل المعنويات لا يمكن أن توفر معلومات موثوقة بدرجة كافية في المدى القريب.

لا يعني ذلك القول بأن المتداول ينبغي عليه تجاهل أنواع التحليل المذكورة عند إعداد توقعات الفوركس في المدى القصير. على سبيل المثال، يعتمد تداول الأخبار بشكل كامل على التحليل الأساسي رغم أنه أحد استراتيجيات التداول السريعة للغاية.

إحدى الطرق المستخدمة لدمج مجموعة من مؤشرات التحليل الأساسي ضمن توقعات الفوركس على المدى القصير هو استخدامها كإشارات تأكيدية. على سبيل المثال، تستطيع تحليل نقاط القوة أو الضعف العامة لعملة معينة، وذلك بحسب ما تحدده العوامل الأساسية، لضبط توقعاتك على الأطر الزمنية الصغيرة أو حتى تجاهل فرص التداول التي تتعارض مع مدلول هذه العوامل الأساسية.

يمكنك أيضًا استخدام تحليل المعنويات بطريقة مشابهة. على سبيل المثال، إذا كنت تفضل التداول في عكس المعنويات السائدة لدى متداولي التجزئة، يمكنك ضبط توقعاتك في المدى القصير، والتي تعتمد بالأساس على أشكال أخرى من التحليل الفني، لتعكس هذا التحيز تجاه تمركز المتداولين في سوق التجزئة. على سبيل المثال، إذا اكتشفت أن الغالبية العظمى من المتداولين الأفراد لديهم صفقات بيع على عملة معينة، وكانت توقعاتك في المدى القصير تشير إلى اتجاه صاعد محتمل، فإن نتائج تحليل المعنويات في هذه الحالة ستدعم توقعاتك الصعودية. على العكس من ذلك، إذا كانت توقعاتك للمدى القصير ترجح ظهور اتجاه هابط، فإن مدلول تحليل المعنويات قد يُضعف من موثوقية تحليلاتك.


التداول على أساس توقعات الفوركس

لا توجد فائدة تذكر في إعداد توقعات للفوركس إذا لم تكن تنوي التصرف بناءً عليها بشكل أو بآخر (إلا إذا كنت تقوم بذلك بغرض التسلية). النقطة الهامة في هذا الصدد هو إدراك أن أي توقعات لتداول العملات تعتمد على فكرة الاحتمالات - لا توجد توقعات مؤكدة في سوق الفوركس أو غيره. ولهذا يجب أن تضع في اعتبارك أن كافة خطواتك ستعتمد على احتمالات مختلفة لفرص تحقق توقعات الفوركس من عدمه.

عند فتح صفقة بناءً على توقعاتك، يجب ألا يغيب عن بالك احتمالات الفشل، ومن ثم اتخاذ إجراءات وقائية – ربما لا تتجاوز في بعض الحالات وضع أمر إيقاف الخسارة.

من المنطقي أيضًا تحديث توقعاتك عند ظهور بيانات جديدة أو تنقيح البيانات الحالية. تتطلب هذه التحديثات في بعض الأحيان إجراء تغييرات في الصفقات التي فتحتها استنادًا إلى تلك التوقعات. لا تقتصر منطقية هذه الفرضية على توقعات المدى الطويل، بل تسري أيضًا على تنبؤاتك في المدى القصير، حيث أن أي تغير في المدخلات الأساسية للمخطط الانسيابي الذي أشرنا إليه في بداية هذا الدليل سيتطلب بالضرورة تعديل التحليلات السابقة، وبالتبعية التوقعات التي بنيت عليها، وأخيرًا يمتد هذا التغيير إلى صفقاتك الفعلية في السوق.

نعتقد أنك الآن تعي تمامًا مفهوم التوقعات في سياق تداول الفوركس، ومن المفترض أن تكون جاهزًا لتطوير نظامك الخاص لتوقعات الفوركس. إذا كانت لديك أي أسئلة أو توصيات بخصوص أهمية التوقعات في تداول الفوركس، يمكنك مناقشة هذ الموضوع في منتدانا.