جميعنا يكره الخسارة ولكن لسوء الحظ فانه لا يوجد بيننا من لدية القدرة علي التنبؤ بالغيب , وبالتالي فان الخسائر تعتبر جزء لا يمكن تجنبه من عملية التجارة . حين تدخل السوق فانك اما ان تكون علي حق أو مخطئ , أو حتى قد تصل إلي نقطة التعادل والتي تعد أيضا نوعا من الخسارة – لأنه لا يوجد احد يتاجر فقط للخروج خالي اليدين ! حين يواجه المتداولون الناجحون سلسلة من الخسائر فانه يبدؤون في إظهار أنماط غير بناءه من السلوك التي قد تساعدهم علي الهروب من الألم الذي يعانونه .
تسليط الضوء علي هذه الأفعال الهدامة قد يساعدك علي إدراك ما تفعله قبل ان يلقي بتأثيراته الضارة علي صحتك الجسمانية . إذا وجدت نفسك بالفعل منخرطا في هذه الأنماط أتمني ان تساعدك هذه المقالة علي العودة إلي المسار الصحيح بأسرع وقت ممكن .
ما هي هذه الأنماط الهدامة ؟
إذا وجدت نفسك واقعا في سلسلة من الخسائر أو الأداء السيئ في احد الأسابيع أو احد الأشهر يرجي التأكد من مراقبة تصرفاتك حينها . في مثل هذه الأوقات فانك تكون في أقصى درجات ضعفك . حيث تبدأ في ممارسة بعض الأنشطة التي تبدوا للوهلة الأولي ضاره إلا ان استخدامها بشكل متكرر ( أو مع مرور الوقت ) , يبدأ في احداث أضرار ملموسة علي صحتك الجسمانية .
اطرح علي نفسك الأسئلة التالية : خلال الفترات السيئة هل أجد نفسي مفرطا في هذه الأنشطة :
الطعام ( خاصة غير المرغوب فيه , مثل الشيكولاته والايس كريم ورقائق البطاطس ) ؟
الجنس ( بما في ذلك مشاهدة افلام البورنو)
الكحول ؟
العقاقير الطبية ( بما في ذلك الإفراط في التدخين ) ؟
الكسل ( هل تجد صعوبة في الاستيقاظ صباحا ) ؟
الترفيه ؟
كل ما ذكر أعلاه من جرعات مفرطة يمكن ان يكون ضار لصحتك البدنية ( حتى مع الجرعات الصغيرة منها )
هذه الأنشطة المذكورة أعلاه خلال فترات خسارتك دورها يقتصر على محاولة التغطية علي الألم للهروب من مواجهة المشكلة الحقيقية , وحينها فان جسدك يحاول التخلص من الألم النفسي عن طريق محاولة " إصلاحه" باستخدام الملذات المادية . لسوء الحظ فأنت تذهب بهذا في الاتجاه الخاطئ , إذا ما الذي يتعين فعله؟
أولا ... أدرك ما الذي تفعله وتوقف عن القيام به فورا !
أنت بحاجة في هذه الأوقات إلي ان تدرك ما الذي تقوم بفعله وأيضا ان تقوم بإيقاف هذا الأمر علي الفور ! يمكنك إما ان تقرر التوقف أو ستكون مجبرا لاحقا علي التوقف حين تنهار صحتك البدنية وتمنعك من القيام بأي نوع من الحركة . سيكون أكثر فائدة لك علي المدى الطويل ان تأخذ قراراك بالتوقف " فورا " .
بمجرد ان تتوقف فانك تصبح بحاجة إلي ان تجد طريقة لحل مشكلة هذا الألم .
اخرج مشاكلك إلي دائرة الضوء وكن صادقا مع نفسك . لن يكون هناك تقدم في حياتك دون بعض الألم ; وبما انك تعاني حاليا من الألم النفسي فربما قد حان الوقت لان تعرف الخطأ الذي ارتكبته من ثم يمكنك بعد معالجته مواصلة النجاح .
ابدأ مراجعاتك
عملية المراجعة تبدأ في منطقتين منفصلتين : أنت ونظام تداولاتك . هاهي بعض قوائم المراجعة التي يمكنك البدء بها للعثور علي مكمن المشكلة التي تعاني منها :
قائمة مراجعة " نظام التداول "
هل تم اختبار نظام تداولاتك بدقة قبل استخدامه في التجارة ( أو قمت بالتداول علي الورق إذا لم تكن لديك القدرة على برمجة نظام تداولاتك من خلال برمجيات الباك تيست )؟
هل قمت باختبار النظام باستخدام بيانات خارج العينة ؟
هل حتى لديك نظام للتداول ؟؟؟؟ إذا لم يكن لديك هذا إذا كيف ستعرف حتى ان كانت طريقة تداولاتك مربحة ؟؟
هل اكواد نظام التداول صحيحة ؟
هل بالغت في تحسين النظام ؟ ( ما ناقشناه سابقا بخصوص الانغماس المبالغ فيه ؟)
هل قمت بتسجيل نتائج استخدم النظام علي الورق قبل إضافة رأس مالك إليه ؟
هل تداولت باستخدام كمية صغيرة من رأس المال قبل ان تبدأ في استخدام باقي أموالك في التداول مع هذا النظام ؟
هل تعرف حدود هذا النظام ؟
هل قمت بحفر نظامك التداول الخاص بك ؟ (راجع مقالنا في المدونة بخصوص ان تكون مسئولا عن تصميم النظام من البداية حتى النهاية )
قائمة المراجعة الخاصة " بذاتك "
هل التراجع الراهن يعد عارضا بالمقارنة مع الوضع العادي لنظام تداولاتك ؟
هل تشعر بالراحة من النتائج التاريخية التي حققتها مع هذا النظام ؟
هل أنت علي دراية كاملة بالمخاطر التي يتضمنها النظام والأصول المالية التي تقوم بتداولها ؟
هل تتداول باستخدام الاموال التي تشعر بالراحة عند المخاطرة بها ؟
هل تعتمد بشكل كبير علي أداءك الشخصي ؟
هل قمت بوضع أهداف واقعية ؟
كما نري فان هناك بشكل عام منطقتين بحاجة للاستكشاف : الجانب الميكانيكي – نظام تداولاتك – والجانب العاطفي – أي أنت . كلا الجانبين سيكونان هما المسئولان عن الحالة الشعورية التي وصلت إليها . فالأمر لن يتعدي وجود خطأ في النظام سواء في طريقة برمجته و/ أو اختباره , أو ان تكون حالتك النفسية هي غير المنسجمة مع أداء النظام .
إجاباتك = التغير = نجاحك
إذا ما هي الخطوات التي يجب ان نتخذها الان ؟
الان وبعد ان بدئنا عملية تصحيحية نهدف من خلالها إلي إيقاف الطبيعية الشريرة للمسارات التي ننغمس فيها بشكل مبالغ فيه بهدف السيطرة والاستمرار في تطبيق " الطبيعية التصحيحية " وذلك لتحديد كافة الأشياء التي تسببت في وضعنا الحالي يليها اتخاذ خطوات لتصحيح الأخطاء التي وقعنا فيها .
إذا كانت المشكلة في الجانب الميكانيكي – إذا قم بإصلاحه , أما إذا كانت المشكلة سببها الجانب العاطفي إذا سيتعين عليك ان تضع أنماط جديدة للتفكير أو تغير نظام تداولاتك الحالي .
الإجابة ستكمن في إذا ما كنت بحاجة إلي توسيع معرفتك لتطوير النظام أو ان تفعل ما هو مطلوب لتحقيق النمو والانضباط العاطفي الصحيح .
لسوء الحظ لا توجد طريقة سهلة , وحتى لو وجدت لاستخدمها الجميع . أمل من هذه المقالة ان تكون قد تعرفت بشكل قريب عن بعض التصرفات التي قد تقوم بها في أوقات التراجع , لذا تيقن من إبقاء عينيك مفتوحتين علي ذاتك وأعط الاهتمام الكافي لصحتك البدنية لان اموال الدنيا كلها ستكون بلا فائدة إذا كان جسدك العليل غير قادر على الاستمتاع بها.