في الماضي حين بدأت التعلم عن الاستثمار , قررت ان أبدأ من النقطة الأولي وأقوم بقراءة الكتب الأساسية عن التمويل الشخصي جنبا إلي جنب مع " إرشادات " لفهم كل ما يدور في عالم الاستثمار . معظم هؤلاء المؤلفين كانوا علي دراية ومعرفة واسعة , ولكن نصائحهم الاستثمارية بالنسبة لي كانت محافظة بدرجة كبيرة ولا تتناسب مع طمعي الشخصي . فهم يكررون حرفيا فصلا بعد فصل في كتاباتهم الفرق بين الاستثمار المحافظ والذي طبقا لهم قد يغل عائدا بحدود 5% سنويا , في مقابل الاستثمار " الأكثر مخاطرة " والذي يعني عادة الأسهم المتنوعة – صناديق الاستثمار والتي قد تغل ( كما اعتقد) عوائد اعلي قليلا من النوع الأول . ما نوع العوائد التي يمكن ان تقبلها في سوق الأسهم ؟ حسنا هم يقولون ان السوق منذ ان خلق ادم وحواء يرتفع بمعدل 10% سنويا . المؤشرات الشهيرة مثل الداوجونز وحاليا الأكثر شهرة S&P500 دائما ما " يسجلون ارتفاعات متواصلة بمرور الوقت " تماما كما يحدث بالعقارات .
الان , فان مؤشرات السوق هذه بات المستثمرون يتبعونها كالعجول الذهبية . بشكل متكرر , قد حفر في ذهني مفهوم ان هناك مئات ( ان لم يكن ألاف) من مديري صناديق الاستثمار وغيرهم من " المحترفين" متواجدون في هذا السوق وهم يحملون درجات علمية من جامعة هارفارد وعقود من الخبرة وملايين الدولارات تحت إدارتهم ويقضون نحو 15 ساعة يوميا في تحليل أية معلومة ولو بسيطة تصدر في السوق فقط علي أمل هزيمة هذه العجول الذهبية بنقاط قليلة .
إذا ما هي الفرصة التي ستكون لدي في هذا السوق . إذا كان السيد مدير الصندوق الذي يأكل وينام ويتنفس في الأسواق ولديه أوراق اعتماد تزيد عن عدد شعر رأسي لا يتمكن من تحقيق عائد سنوي بحدود 20% بشكل منتظم ... حسنا ... انسي الأمر يا صغيري ... ففرصتك تقريبا شبة معدومة . ولهذا فقد أري انه من الأفضل شراء بعض الأسهم في صندوق استثمار XWZ واقبل بعض الفتات الذي سيتركه عباقرة الأوراق المالية علي الطاولة .
لا !
سوق تبادل العملات الأجنبية يمنح مزايا عديدة لا يمتلكها سوق الأسهم . معظم هذه المزايا تم قتلها بحثا في مختلف المنتديات والمدونات والمقالات والكتب الالكترونية , وغير ذلك . برغم ذلك فانه من الجيد إعادة التأكيد علي هذه الايجابية ( سبب اقتناعي الشخصي يأتي أخيرا ) : ــــ سوق الفوركس يعرض سيولة لم يسبق لها مثيل , حيث يتم فيه تداول ما يزيد عن ترليوني دولار يوميا, وهو ما يجعل من ملء أي طلب للبيع أو الشراء شبة لحظي . هذا الأمر يعني بدوره حد أدنى من الانزلاق السعري ودرجة اعلي من الربحية . " التداول الورقي " في سوق الأسهم في مقابل التداول الفعلي يكون مختلفا تماما , لان أوامر التجارة قد لا يتم ملئها بشكل فوري . الفرق بين تداول الفوركس علي الحساب الحقيقي والحساب التجريبي هي تقريبا شبه منعدمة . – الفوركس يكون متاحا 24 ساعة يوميا و5.5 يوم في الأسبوع , وذلك بالمقارنة مع ساعات التداول الصباحية لأسواق الأسهم .ـــ سوق الفوركس لا يمكن السيطرة عليه بواسطة الكيانات الكبرى . أصحاب الثروات الكبرى والبنوك ومديري صناديق الاستثمار الذين لديهم وزن كبير في أسواق الأسهم يمكنهم ان يحدثوا تأثيرات هائلة علي حركة الأسعار . ولكن نظرا للحجم الهائل من التداولات في سوق العملات والذي يتدفق بشكل يومي فان السوق لا يمكن أبدا تحريكه بواسطة " الأيادي الكبرى " حتى البنوك المركزية لا يمكنها السيطرة علي سوق الفوركس .ـــ الفوركس يعرض رافعة مالية 1: 200 بالمقارنة مع رافعة سوق الأسهم 1 :2 . – الفوركس ليست لدية أية قيود للبيع علي المكشوف , بعكس قاعدة " التصاعد " التي تحكم سوق الأسهم – الفوركس يمكن تداوله في أي مكان عبر العالم حتى ولو في معسكرات الجيش الجمهوري الايرلندي . ـــ أرباح الفوركس تفرض عليها الضرائب بمعدل 60/ 40 المفضلة , بغض النظر عن أسلوب التجارة الذي تستخدمه ( يومي أو سونج أو مركزي ) بعكس العقوبات الضريبية التي تفرض علي حمل الأسهم لفترات قصيرة .
القائمة لاتزال مستمرة , ولكن الميزة الأفضل بالنسبة لي هي الميزة النفسية . اعلم ان الأمر قد يبدوا سخيفا بعض الشيء , ولكن الخوف والرهبة في بعض الأحيان تهزمنا حتى قبل ان نخطو الخطوة الأولي , فانا لا أحب فكرة العيش في حالة تنافس مع " المديرون المحترفون " والذي لديهم معرفة بأساسيات السوق أكثر مما اعرفه أو من الممكن ان اعرفه بقية حياتي . ولكن بالفوركس فأنت تلعب دائما في المجال والمستوى الذي تكون فيه مرتاحا فانا ليس لدي ذهنية المنافسة ضد أفكار أي شخص حول ماهية الأرباح " المقبولة والواقعية " وعن ماهية الأرباح التي تعد " محض من الخيال ." فكل ما أرغبه هو ان استمر في التداول حتى أجد معدل مقبول من المخاطرة إلي العائد وفرص ربحية متسقة . ومن ثم فان ذاتي هي الشيء الوحيد الذي أتنافس ضده في سوق الفوركس.