عند تجارة الفوركس, ينظر المرء عادة إلى البحث عن طرق ابسط وأسرع وأكثر أمانا لكسب المال. توجد إمكانيات هائلة لتحقيق أرباح طائلة, ولكن الفهم الدقيق للمخاطر والعوائد وتقلبات الأسعار ودقة التوقعات هي بعض الأمور الأساسية التي ينبغي الإلمام بها. يرغب العديد من الناس في معرفة المزيد عن أوجه المقارنة بين الخيارات الثنائية في مقابل الفوركس, وما إذا كانت الخيارات الثنائية تعتبر بديلا جيدا لتجارة الفوركس المعتادة أم لا؛ وما هي أوجه الاختلافات بينهما, والمخاطر المصاحبة لها, الخ. بادئ ذي بدء, يجدر التنويه إلى أن تجارة الخيارات الثنائية تختلف عن تجارة الفوركس المعتادة فيما يتعلق بمعدلات العائد والرسوم والمخاطر وأيضا غني عن الذكر هنا القول بأنها تتضمن هيكل مختلف تماما للسيولة وعملية الاستثمار. تعتبر الخيارات الثنائية بديلا رائعا طالما تمكن المتداول من القيام بعمليات التحوط و التوقع بشكل مناسب, فضلا عن ضرورة إلمام المتداول بالمعرفة الشاملة حول النتائج المحتملة لهذا النوع من التجارة والتي لا تخرج عن اثنين.
الخيارات الثنائية مقابل الفوركس – الأساسيات
غالبا ما تصنف الخيارات الثنائية تحت فئة "الخيارات الشاذة", كما تعتبر ابسط نسبيا في تفهمها وممارستها عن الخيارات التقليدية. وعلى عكس تجارة العملات الأجنبية, فان الخيارات الثنائية يمكن ممارستها في أسواق الأسهم والسلع والمؤشرات. غالبا ما يشار إليها بمصطلح خيارات العائد الثابت لأنها تنطوي على توقيت ثابت لانتهاء الصلاحية وأيضا سعر ممارسة ثابت. إذا تمكن المتداول من توقع الاتجاه الذي سيتحرك فيه السوق بشكل صحيح خلال الفترة الزمنية المحددة, وأغلق سعر الأصل بحلول توقيت انتهاء الصلاحية على الجانب الصحيح من سعر الممارسة, فان المتداول يحصل على مبلغ ثابت بغض النظر عن المدى الذي تحرك فيه الأصل. على الجانب الأخر, إذا كانت توقعات المتداول بخصوص اتجاه السوق خاطئة بحلول توقيت انتهاء الصلاحية, فانه يخسر بعض أو كل استثماراته.
كيف تربح في صفقة للخيارات الثنائية
الشيء الأكثر أهمية الذي يتعين عليك معرفته عند المقارنة بين تجارة الخيارات الثنائية والفوركس هو انه في حالة التداولات العادية يبقي مبلغ الربح أو الخسارة غير معروف مقدما, بعكس الخيارات الثنائية والتي يكون فيها توقيت انتهاء الصلاحية وسعر الممارسة والمخاطرة التي تنطوي عليها الصفقة جميعها محددة بشكل مسبق وواضحة منذ بداية الصفقة. المتداول الذي يتوقع أن السوق سوف ينهى أعلى سعر الممارسة يقوم بممارسة ما يسمي خيار "الاستدعاء", على الجانب الأخر إذا كان المتداول يتوقع أن السوق سوف ينهى أسفل سعر الممارسة بحلول توقيت انتهاء الصلاحية, فانه يقوم بممارسة خيار "الوضع".
يحقق المتداول ربحا باستخدام خيار الاستدعاء إذا أنهى سعر الأصل بحلول توقيت انتهاء الصلاحية أعلى سعر الممارسة. بينما يحقق المتداول الربح في حالة خيار الوضع إذا أنهى سعر الأصل بحلول توقيت انتهاء الصلاحية أسفل سعر الممارسة. وبغض النظر عن مقدار الأموال المستثمرة, فان المتداول يحصل على معدل ثابت للعائد يكون محددا مع بداية الصفقة.
الخيارات الثنائية في مقابل الفوركس, فرق آخر
بالنظر إلى أن كافة العوامل تكون محددة بشكل مسبق في تجارة الخيارات الثنائية, فان المستثمر لا يكون بحاجة إلى قضاء كل الوقت في مراقبة تقلبات السوق طالما قام بفتح الصفقة. بمجرد الانتهاء من المعاملة, فان المتداول لا يسمح له بتسييل أو الخروج من الصفقة قبل حلول توقيت انتهاء الصلاحية.
مثال على صفقة للخيارات الثنائية
إذا تنبأ المتداول وفق مراقبته لأوضاع السوق انه سينهى أعلى سعر الممارسة, إلا انه غير متأكد بخصوص مقدار الحركة. على سبيل المثال إذا كان المتداول يراقب مؤشر S&P 500 والذي يتداول في الوقت الحالي عند 1150 ووجد احد الوسطاء الذي يوفر نفس سعر الممارسة بحلول نهاية اليوم. في هذه الحالة فان المتداول قد يقرر شراء خيار "استدعاء" يوفر عائد بنسبة 80% إذا أنهى الخيار أعلى المستوى 1150 بينما يخسر 85% من استثماره في حال أنهى الخيار أسفل المستوى 1150.
باعتبار أن الخيارات الثنائية تتاح بأوقات انتهاء صلاحية متعددة تتراوح ما بين عدة دقائق إلى شهور ويمكن شرائها عند كافة أنواع أسعار الممارسة, فان المتداول لا يجد صعوبة في إيجاد الخيار الثنائي المناسب لإمكانياته ومتطلباته. مقدار الاستثمار والشروط والأحكام العامة قد تتفاوت ما بين وسيط إلى آخر؛ لهذا فان المستثمر الذكي يتعين عليه الاطلاع بعناية على كافة التفاصيل قبل أن يبدأ في تداول الخيارات الثنائية.