يرى كثيرون أن النجاح في استخدام تكتيكات التداول المستندة إلى حركة السعر هو الطريقة الأكثر موثوقية لتحقيق أرباح مستدامة في المدى الطويل. برغم ذلك، فإن الإلمام ببعض المفاهيم البسيطة حول كيفية تطبيق هذه الطريقة في التداول لن يكون كافياً ما لم تكن قادراً على تحديد الشروط الملائمة لنجاح استراتيجيات حركة السعر. يشبه الأمر ما يقوم به لاعبي التزلج على الماء حيث أن مهارتهم في القيام ببعض الحركات الاستعراضية ستكون بلا فائدة ما لم تكن أمواج البحر في حالة ملائمة للقيام بهذه الأكروبات الفنية.
يعتبر تحديد حالة السوق المناسبة لتطبيق استراتيجية حركة السعر هي الخطوة الأولى والأكثر أهمية، والتي برغم ذلك يتجاهلها الكثير من المتداولين أو على الأقل يتناسون الالتفات إليها. يجب أن تنظر إلى تعلم التداول باستخدام حركة السعر على أنه عملية متعددة الخطوات. الخطوة الأولى هي تعلم كيفية رصد الأمواج...
الأسواق الاتجاهية
يعتبر السوق الاتجاهي هو السيناريو الأفضل لتطبيق استراتيجيات حركة السعر. وبغض النظر عن كون الترند صاعد أم هابط، فإن الحركة المستمرة للسعر في اتجاه واحد تسمح لهذه النوعية من الاستراتيجيات بتحديد أفضل نقاط الدخول. برغم ذلك، يجب الانتباه لحقيقة أن بعض القفزات المفاجئة على إطار الـ 5 دقيقة مثلاً ليست كافية للحكم على اتجاهية السوق. ينطبق نفس الأمر أيضاً على حركة السعر في اتجاه واحد لبضعة ساعات في أعقاب نشر تقارير هامة مثل أسعار الفائدة. يتطلب الحكم بالشكل الصحيح على أننا بصدد سوق اتجاهية أن نكون قادرين على رؤية حركة السعر في اتجاه واحد لعدة أيام، إن لم تكن أسابيع. الفشل في إدراك هذه الاعتبارات الهامة سيؤدي غالباً إلى الوقوع في فخ فتح صفقات خاطئة لأن السوق ببساطة يتحرك ضمن نطاق عرضي وليس ترند حاسم.
الأسواق العرضية
برغم أن الأسواق الاتجاهية توفر البيئة المثلى لتحقيق أفضل النتائج الممكنة إلا أن الأسواق العرضية هي الأكثر شيوعاً. من المعتاد أن تتحرك أزواج العملات لفترة طويلة ضمن حدود عليا وسفلى لنطاق معين دون القدرة على تجميع الزخم الكافي للكسر خارج هذه الحدود. وبرغم أن بعض المتداولين يفضلون الاستفادة من السوق العرضية عن طريق الدخول في عدة صفقات، إلا أن الاستراتيجية الأكثر شيوعاً للعمل في الأسواق العرضية هي تلك التي يطلق عليها التجارة الخاطفة أو الاسكالبينج. برغم ذلك، لا تنسجم هذه الممارسة مع التداول استناداً إلى حركة السعر كما قد تقود في كثير من الأحيان إلى تكبد خسائر فادحة. يقع كثير من المتداولين في فخ الاعتقاد الخاطئ بأن الحدود العليا أو السفلى للنطاق هي خطوط جامدة وصريحة في حين أنها تأخذ غالباً شكل نطاقات سعرية على الرسم البياني. يؤدي هذا في كثير من الأحيان إلى خطأ الاعتقاد بأن السعر على وشك عكس وجهته في الوقت الذي يحضر فيه السوق للكسر خارج النطاق الحالي.
اختراق النطاقات السعرية
يشير هذا المصطلح إلى الحالات التي يكسر فيها السعر بشكل حاسم خارج حدود النطاق السعري الذي ظل محاصراً داخله لبعض الوقت. يؤدي هذا الاختراق إما إلى البدء في سوق اتجاهية أو تشكيل نطاق عرضي جديد بحدود مختلفة، سواء كانت أعلى أو أسفل الحدود السابقة. وكما أوضحنا عند شرح السوق العرضية نعيد التذكير بأن حدود النطاق تأخذ في أغلب الأحيان شكل مناطق سعرية وليس خطوط نهائية. أيضاً لا تقع في فخ الاعتقاد الخاطئ بأن السعر على وشك كسر النطاق الحالي بسبب تجاوز إحدى هذه الخطوط لأن الزوج ربما لا يزال محصوراً داخل منطقة الحد العلوي.
وكما هو الحال مع كافة أوضاع السوق الأخرى، إذا اعتقدت أنك وجدت النقطة التي تمثل الترند أو النطاق أو الاختراق، احرص على تطبيق شبكة أمان من خلال فتح أمر معلق عند منطقة لاحقة على تأكيد نوعية السوق. ستساعدك هذه الطريقة في التأكد من جدية حركة السعر وأنها ليست مجرد تغير طفيف أو مؤقت. كما تزداد أهمية هذه الخطوة عندما يتعلق الأمر بوضع الأوامر المعلقة.
ضع أوامرك وانساها
ربما الميزة الأكبر التي يستفيد منها متداولي حركة السعر هو أنهم ليسوا بحاجة لقضاء وقت طويل أمام شاشات الكمبيوتر. يمكن الحكم على مدى توفر الشروط الملائمة لتحليل حركة السعر بمجرد النظر على إطار اليومي عند إغلاق السوق. لا تستغرق هذه العملية أكثر من 20 إلى 30 دقيقة، وبمجرد الانتهاء منها يمكنك استخدام الأوامر المعلقة لفتح صفقاتك بطريقة آلية. كل ما تحتاجه هو تحديد النقاط التي تعكس وجود حالة من حالات السوق المشار إليها ثم النظر إلى حركة السعر السابقة لاختبار نظرياتك، وأخيراً وضع الأمر المعلق. لست بحاجة للانتظار طويلاً وقضم أظافرك أمام شاشة الحاسب بانتظار حدوث ما تتمناه.
وبمجرد التأكد من فهمك لآلية ظهور هذه الشروط الملائمة التي تحدثنا عنها، ستصبح جاهزاً للانتقال إلى المرحلة الثانية وهي تعلم كيفية تطبيق استراتيجيات تحليل حركة السعر على هذه الأسواق بهدف تعظيم الأرباح.
ما مدى موثوقية استراتيجياتك الحالية؟ وهل أنت جاهز لوضع أموالك وثقتك في إحدى هذه الاستراتيجيات؟