تقنيات التجارة والتدخل يمكنها ان توفر مزايا عديدة لمتداولي الفوركس أثناء تجارتهم في سوق العملات الأجنبية أو ما يسمي بالفوركس . المتداولون ينظرون إلي التدخل كطريقة للتنبؤ باتجاهات سوق الفوركس وتحديد ما إذا كانت بعض العملات قد ترتفع أو تنخفض اعتمادا علي ما يدور في بلد ما .
التدخل في سوق الفوركس ليس أمرا غير معتاد . فعندما تكون هناك مشاكل كبرى أو قدر كبير من الدين في إحدى البلدان فان قيمة عملة هذه البلد سوف تتراجع بشكل قوي . حدث في وقت سابق ان تسبب عجز ميزانية الولايات المتحدة في تراجع قيمة الدولار الأمريكي بشكل سريع مقابل الين الياباني . هذا الأمر دفع بالين إلي الارتفاع هو الأخر بشكل سريع , وعندما حدث هذا فان الوسطاء والمتداولين في سوق الفوركس تنبؤا بقرب حدوث تدخل لوقف هذا التدهور في قيمة الدولار . التدخل يمكنه ان يرفع أو يخفض من قيمة العملة اعتمادا علي ما تريده الحكومة حتى ولو كان في المدى القصير .
الوسطاء والمتداولون ذوي الخبرة في سوق الفوركس يمكنهم التكهن بما إذا كان سيحدث تدخل قريب أم لا ومن ثم تتيح لهم الفرصة في تحقيق أرباح جيدة إذا ما تصرفوا بالسرعة المناسبة . استخدام تقنيات التدخل كطريقة لتجارة الفوركس يتطلب بالضرورة من المتداول ان يبقي علي اطلاع دائم بالأحداث الجارية ومن مختلف أنحاء العالم كما يتعين عليه ان يتصرف وفق ما تمليه هذه الأحداث بسرعة كبيرة . برغم هذا فانه لا يمكن استبعاد ان يؤدي خطأ التاجر في مثل هذه الحالات إلي خسارته لكمية كبيرة من رأس ماله وفي وقت قصير من الوقت .
من الأهمية بمكان ان نتفهم طبيعة العوامل الاقتصادية التي تأتي من كافة أنحاء العالم حتى تكون لدينا القدرة علي استيعاب كيفية عمل سوق الفوركس والأسباب التي تقف خلف حركة العملات . الفوركس بشكل رئيسي يركز علي قيمة العملة في مقابل العملات الأخرى . قيمة العملة تلعب دورا محوريا في كلا من الاقتصاد المحلي والعالمي .
أسلوب التدخل أيضا يتصل مباشرة بقيمة العملة وبتصرفات البنوك المركزية . العملات تتحدد قيمتها بعوامل الطلب والعرض وأيضا وفق ما تريده الحكومة أو البنك المركزي وذلك عندما تكون العملة خاضعة للتقييم وفق ما يسمي بالتعويم . بينما عندما تتولي الحكومة بنفسها تحديد معدلات صرف العملة فان هذا يسمي بنظام تثبيت سعر الصرف . هذا يعني ان سعر عملة البلد بالمقارنة مع العملات الأجنبية الأخرى خصوصا الدولار الأمريكي سوف تضمن الحكومة بقاءه ثابتا .
التدخل في سوق الفوركس عادة ما يحدث في أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي. وبما ان العملات يتم تداولها عادة في شكل أزواج فان حدوث حركة كبيرة وقوية في أسعار الصرف في اتجاه واحد سوف يؤثر بشكل مباشر علي قيمة العملة الأخرى . في أي وقت تعاني فيه بلد ما من عدم الاستقرار بسبب التضخم أو التكهن بحدوث كوارث أو حتى زيادة الدين العام , فان البلد الأخر سوف تتأثر بهذا الأمر هي الأخرى . نتائج هذه الأوضاع عادة لا يتم الإحساس بها علي الفور , ولكن يتم هذا الأمر عبر فترة زمنية طويلة . هذا الفاصل الزمني قد يسمح للحكومات أو البنوك المركزية باتخاذ تدابير معينة وبالتالي يعطيهم فسحة من الوقت للتدخل إذا لزم الأمر .
عند النظر علي الرسومات البيانية لمعرفة كيفية عمل سوق الفوركس فانه يمكن ملاحظة أوقات التدخل علي هذه المخططات . التدخل قد لا يتم الإعلان عنه للعامة ولكن المتداول صاحب الخبرة يمكنه ان ينظر علي الرسم البياني خلال فترة زمنية معينة ويعرف بالضبط التوقيت الذي اختارته الحكومة للتدخل في تحريك أسعار العملة .
معرفة توقيت حدوث التدخل في المستقبل ليست أبدا بالمهمة السهلة بل تصبح بالغة الصعوبة بالنسبة المتداول الذي لم يحصل علي تدريب كافي . أما بالنسبة لهؤلاء الذين لديهم خبرة جيدة في تجارة الفوركس فان التنبؤ بتوقيت التدخل قد يكون سهلا للغاية بمجرد النظر علي عدد من المؤشرات الرئيسية . عادة فان التدخلات الحكومية قد تصبح عند مستويات سعريه معينة سبق وان تدخلت الحكومات عند وصول السعر إليها . وان كان هذا الأمر بالطبع ليس هو السبب الوحيد لتدخل البنوك المركزية والتي قد تختار الا تتدخل في هذا الوقت تحديدا ويمكن اعتبار هذه الطريقة احد المؤشرات المحددة من بين أخرى. هناك مؤشر أخر يمكن استخدمه كأحد المحددات في توقع إجراء التدخل وهو الإشارات اللفظية , فالحكومة قد تتكلم عن التدخل بشكل متواصل ولكن دون ان تقوم بإجرائه فعليا ولفترة طويلة من الزمن, أيضا في أوقات أخرى فان التدخلات قد تحدث دون سابق انذار .
تجارة الفوركس تنطوي علي اتخاذ قرارات مبنية علي معلومات صحيحة بالشكل الذي يمكنك من تحقيق استفادة منها في نهاية الأمر . إذا لم تكن لديك الخبرة الكافية في تجارة سوق العملات الأجنبية فانه سيتعين عليك البحث عن وسيط جيد تدعمه مؤسسة مالية معروفة.