النتائج الشائعة

$ £ ¥
¥ £ $

تداول الفوركس مقابل تداول الأسهم – أبرز الاختلافات

المحتويات

يتوفر أمام المتداولين عدد كبير من الأسواق المالية التي يمكنهم الاختيار من بينها. وبرغم الشعبية الكبيرة التي حظي بها تداول العملات المشفرة خلال الآونة الأخيرة، لا تزال أسواق العملات الأجنبية (الفوركس) و الأسهم هي الأكثر شعبية. في حين يبدو التداول في هذه الأسواق متشابهًا إلى حد ما، إلا أن هناك العديد من الاختلافات المهمة بين العملات والأسهم. يشرح هذا الدليل هذه الاختلافات الرئيسية، والتي سيساعدك الإلمام بها على تحديد أي من هذين السوقين أكثر ملائمة بالنسبة لك.

يمكن أن يساعد هذا الدليل المتداول المبتدئ على فهم السوق الذي يلبي احتياجاته بشكل أفضل. ولكنه سيكون مفيد أيضًا للمتداولين ذوي الخبرة، والذين ربما يرغبون في خوض تجربة التداول في سوق جديدة، سواء كان متداول فوركس يفكر في تداول الأسهم أو متداول أسهم يتطلع إلى الدخول إلى عالم العملات المثير.

هل ينبغي أن أتداول الفوركس أم الأسهم؟

نظرة عامة على أساسيات أسواق الفوركس والأسهم

ينطوي سوق الفوركس على تداول العملات، أو إذا أردنا أن نكون أكثر تحديدًا أزواج العملات. يعني ذلك أن المشتري عندما يشتري زوج عملة ما، فإنه يبيع عملة أخرى في نفس الوقت.

ينطوي سوق الأسهم على تداول حصص في ملكية الشركات المدرجة بالبورصة.

هناك أيضًا أسواق المشتقات لكلاً من الأسهم والعملات، والتي قد تنطوي بدورها على قواعد مختلفة للتداول. لكن سنركز في هذا الدليل بشكل رئيسي على عمليات تداول الأسهم في شكلها الأساسي والأكثر بساطة.


ساعات تداول السوق

يجري تداول العملات على مدار 24 ساعة في اليوم، خمسة أيام في الأسبوع. ينقسم اليوم إلى ثلاثة جلسات — الآسيوية، الأوروبية والأمريكية. يصل السوق إلى ذروة نشاط التداول خلال الساعات التي تتقاطع فيها جلستين. الميزة الرئيسية هنا هي أن المتداول لديه حرية الانخراط في سوق الفوركس في أي وقت يريده طوال اليوم. ولكن لهذا الأمر جانب سلبي وهو أن السوق قد يشهد تحركات قوية بينما المتداول يغط في نوم عميق. هذه الحقيقة تجعل من تطبيق إجراءات السلامة الوقائية، مثل أوامر إيقاف الخسارة أكثر أهمية بالنسبة لمتداولي الفوركس.

على النقيض من ذلك، تتداول الأسهم خلال ساعات معينة، والتي تكون فيها البورصة المدرج بها الأسهم مفتوحة للتداول.


تأثير الأخبار والبيانات الاقتصادية

يتأثر سوق الفوركس عادةً بمؤشرات الاقتصاد الكلي. يشمل ذلك البيانات الهامة مثل التوظيف والتضخم ونمو الناتج المحلي الإجمالي، إلخ. يميل سوق الفوركس أيضًا إلى التفاعل مع الأخبار والأحداث السياسية. وبما أن تداول الفوركس ينطوي في جوهره على عملتين، ينبغي على المتداول أن يكون على اطلاع بمجريات الأوضاع في كلا الاقتصادين المرتبطان بهاتين العملتين. الأدهى من ذلك هو أن الأخبار الصادرة من بلد غير مرتبط بعملتي الزوج يمكن أن يؤثر أيضًا على زوج العملات. يحدث ذلك عندما يكون لهذا البلد علاقات اقتصادية قوية بأحد أو كلا البلدين المعنيين، أو إذا كان لهذا البلد تأثير كبير على الاقتصاد العالمي برمته (مثل الولايات المتحدة والصين). باختصار، يتعين على متداول الفوركس أن يضع في اعتباره العديد من العوامل الأساسية المختلفة.

على العكس من ذلك، يتعين على متداول الأسهم في معظم الأحيان التعامل مع عدد كبير من العوامل التي ترتبط مباشرةً بأسهم الشركة التي يتداولها. من أمثلة هذه العوامل التدفقات النقدية والأرباح وديون الشركة. برغم ذلك، فإن بعض العوامل العامة مثل أداء القطاع الذي تعمل في إطاره الشركة، بيانات الاقتصاد الكلي، والأخبار الجيوسياسية قد تؤثر أيضًا على سعر السهم.


عدد الخيارات المتاحة في السوق

سوق الفوركس، باعتباره أكبر سوق مالية في العالم، ينطوي على أحجام تداولات هائلة. برغم ذلك، فإن عدد الأدوات المالية المتاحة للتداول في هذا السوق محدود نسبيًا. في حقيقة الأمر، هناك عدد قليل من أزواج العملات التي يجري تداولها بحرية ولا تخضع لسياسات إدارة سعر الصرف.

على الجانب الآخر، فإن أحجام التداول في سوق الأسهم أقل من نظيرتها في الفوركس، ولكنها تظل أيضًا ضخمة. يقدم سوق الأسهم عدد كبير من خيارات الأصول للمتداولين. الميزة الإيجابية هنا هي أن ضخامة عدد خيارات التداول المتاحة يعطي للمتداول فرصة البحث عن بعض الأسهم التي تتداول بأقل من قيمتها العادلة، وهو ما يخلق فرص لتحقيق أرباح ضخمة عندما يدرك السوق خطأ التسعير الحالي. ولكن على الجانب السلبي، فإن هذا العدد الكبير من الخيارات قد يصيب المتداول بالارتباك والتشتت. أحد الحلول للتغلب على هذه المعضلة هو أن يركز المتداول على الأسهم القيادية، مثل أمازون وآبل وفيسبوك ومايكروسوفت. هناك خيار آخر وهو استخدام صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) والتي تضم مجموعة متكاملة من الأصول المرتبطة بقطاع أو اقتصاد معين، وهو ما يجنب المتداول الحاجة إلى انتقاء كل سهم على حدا. المؤشرات العالمية مثل S&P 500 وداو جونز هي أيضًا خيار آخر متاح لمتداولي الأسهم الذين ربما يفتقرون للوقت أو الخبرة اللازمة لإجراء أبحاث مفصلة عن كل شركة بشكل منفصل. يستطيع المتداول أيضًا المخاطرة بالبحث عن الأسهم الرخيصة أو penny stocks الأقل شعبية على أمل العثور على شركة ناشئة تحمل فرصًا واعدة للنمو والنجاح.


السيولة

سوق الفوركس هو السوق المالية الأكثر سيولة في العالم قاطبةً. يعني ذلك أن المتداول لن يجد على الأرجح مشكلة في شراء وبيع العملة التي يتداولها، خصوصًا عند تداول أزواج العملات الرئيسية. وحتى بالنسبة للعملات النادرة، فمن المستبعد ألا يصادف المتداول موقفًا لا يجد فيه شخص مستعد لشراء أو بيع هذه النوعية من العملات الأقل سيولة لأن سوق الفوركس يعمل على مدار الساعة في كافة أنحاء العالم.

سوق الأسهم أقل سيولة بالمقارنة مع الفوركس، ولكنها تظل سيولة عميقة ومرتفعة، خصوصًا إذا كنا نتحدث عن أسهم الشركات القيادية. من المفترض ألا يواجه المتداولين الذين يشترون ويبيعون أسهم شركات مثل مايكروسوفت وآبل صعوبة في إيجاد طرف مقابل يرغب في شراء أو بيع هذه الأسهم. ينقلب الأمر رأسًا على عقب إذا كان المستثمر يرغب في تداول أسهم شركات غير معروفة، حيث من الوارد أن يواجه موقفًا لا يرغب فيه أي شخص في شراء أسهم هذه الشركة المجهولة في وقت معين.


التذبذب

بشكل عام، يمكن القول أن سوق الفوركس أقل تذبذبًا من سوق الأسهم. من النادر أن تتغير أسعار صرف أزواج العملات الرئيسية بأكثر من 1% خلال اليوم. وبفضل هذا الاستقرار النسبي، يوفر معظم الوسطاء رافعة مالية مرتفعة عند تداول الفوركس.

على النقيض من ذلك، يعتبر سوق الأسهم أقل استقرارًا، حيث من الوارد أن يرتفع سهم ما أو عدة أسهم أكثر من 5-10% يوميًا أثناء فترات التذبذب القوية. هذا الأمر يجعل من المناسب استخدام رافعة مالية في تداول الأسهم، أو حتى تداولها بدون رافعة على الإطلاق.


الرافعة المالية

يستفيد متداولو الفوركس عادةً من فرصة الوصول إلى نسب مرتفعة للرافعة المالية. يساعد ذلك على زيادة فرص الأرباح المحتملة، ولكنه ينطوي أيضًا على مخاطر مضاعفة الخسائر في السوق، والذي قد يشهد كما أشرنا تذبذبات حادة في بعض الأحيان.

على العكس من ذلك، ستلاحظ توفر رافعة مالية محدودة عند تداول الأسهم. هذا الوضع يجعل من سوق الأسهم أكثر أمانًا إلى حد ما بالنسبة للمتداولين غير المتمرسين.


خاتمة

إذا نظرنا على الميزات والخصائص في كلا السوقين، سيكون من السهل معرفة نوع المتداولين المفضل لكل سوق. المتداولين الذين يرغبون في إجراء صفقات سريعة قصيرة المدى (بما في ذلك الصفقات اليومية) ومستعدين لتحمل درجة مرتفعة من المخاطرة سيكونون أكثر اهتمامًا بسوق الفوركس. على الجانب الآخر، يعتبر سوق الأسهم أكثر ملائمة للمتداولين الذين يفضلون الاستقرار ويركزون على الاستثمارات طويلة المدى. أما بالنسبة للمتداولين على المدى المتوسط، فإن سوق الفوركس والأسهم ملائمين تمامًا لهذه النوعية من الاستثمارات.

 

هل تعلم؟ وسطاء عقود الفروقات على الفوركس يقدمون أيضًا عقود الفروقات على العديد من الأسهم. يسمح ذلك بالمضاربة على أسعار الأسهم الشهيرة برافعة مالية مرتفعة.

إذا كنت ترغب في مشاركة آرائك وملاحظاتك واستنتاجاتك، أو تريد طرح أسئلة حول الفرق بين سوق الفوركس والأسهم، فلا تتردد في الانضمام إلى مناقشة هذا الموضوع في منتدانا.