يعلمنا التحليل الفني كيفية قراءة لغة الأسواق عندما نتداول في سوق الفوركس عبر الإنترنت. وبعد أن نتعلم كيف نقرأ السوق، يمكننا تبادل أطراف الحديث والتفاعل مع نظرائنا من المتداولين الأخرين في هذا العالم المتسع للاستفادة من خبراتهم. الأدوات التي يستخدمها التحليل الفني لترجمة لغة السوق هي المؤشرات ونماذج الأسعار التي تظهر على الرسوم البيانية. وبرغم أن كل أداة من هذه الأدوات لها مناصريها ومنتقديها، إلا أن خطوط الدعم والمقاومة على وجه التحديد تحظى بقبول واسع بين غالبية المحللين، وذلك بفضل ارتباطها في كثير من الأحيان مع بعض العوامل الأساسية القوية التي تساعد في الحفاظ على تماسكها لفترة زمنية طويلة.
قبول واستخدام خطوط الدعم والمقاومة على نطاق واسع
إذا أخذنا إحدى المخططات البيانية وألقينا عليها نظرة فاحصة، سنلاحظ وجود عدد من المستويات السعرية على أطر زمنية مختلفة يميل السوق إلى الارتداد عند الاقتراب منها عدة مرات طوال اليوم. تشكل هذه المستويات القوية خطوط محتملة للدعم أو المقاومة. يشير خط المقاومة إلى الخط الذي يصل بين عدد من القمم على الرسم البياني، فيما يطلق خط الدعم على الخط الذي يصل بين عدد من القيعان السعرية.
تتشكل خطوط الدعم والمقاومة بفعل العوامل الفنية أو الأساسية
من الضروري ملاحظة أن هناك أنواع مختلفة لمستويات الدعم والمقاومة. بعض هذه المستويات الهامة تتشكل وفق اعتبارات فنية خالصة، والتي تعزى غالباً إلى تركز عدد كبير من أوامر المتداولين عند نقطة معينة ما يجعل من الصعب على المشترين أو البائعين (بحسب الترند السائد) اختراقها. بعض هذه الأوامر قد تقبع عند مستوى الدعم أو المقاومة لفترة زمنية طويلة، بينما البعض الأخر قد يكون مفتوحاً منذ فترة قصيرة. وفي كل الأحوال تتمتع هذه المستويات بالقوة الكافية للوقوف في وجه الترند السائد على الأقل لبضعة مرات.
تتشكل خطوط الدعم والمقاومة في أحيان أخرى بفعل تصريحات بعض المسئولين أو المؤسسات المالية الكبرى والتي تظهر اهتمامها بالحفاظ على سعر الصرف عند حد معين. أحد الأمثلة على ذلك هو حرص المصدرين اليابانيين على التحوط لصفقاتهم عند سعر معين، أو تهديد البنك المركزي بالتدخل في أسواق الفوركس لإيقاف المضاربات، فضلاً عن عدد من الأمثلة والحالات الأخرى. هذا النوع الثاني من مستويات الدعم والمقاومة يتمتع عادة بموثوقية أكبر من تلك التي تتشكل وفق اعتبارات فنية بحتة.
الإدراك المتأخر لأهمية مستويات الدعم أو المقاومة
في غياب أي بيانات ثانوية، يتشكل خط الدعم أو المقاومة استنادا إلى القيم الفنية وحدها والتي لا يدركها السوق سوى بعد احترام السوق لها عدة مرات. ربما يتماسك خط الدعم أو المقاومة لخمسة أو ستة أو سبعة مرات، ولكن يظل من الوارد أن يخترقه السعر في إحدى هذه المرات. بعبارة أخرى، فإن تماسك بعض خطوط الدعم والمقاومة لا ينفي حقيقة أن البعض الأخر يتم اختراقه، ولهذا من الضروري أن نضع هذا الاحتمال في الاعتبار عند التداول استنادا إلى هذه المستويات.
أفضل طريقة للتداول باستخدام خطوط الدعم / المقاومة هو الاستعانة بالمؤشرات الفنية التي تتناسب مع نماذج النطاق السعري. عندما يقوم السوق بإنشاء إحدى هذه المستويات يكون من الأسهل استخدامه في التداول عن طريق الاستعانة بمؤشرات النطاق السعري لان الارتدادات والانعكاسات من مستويات الدعم والمقاومة، بحسب قوة الترند، سوف تتطابق مع حدود النطاق حتى ولو كان مؤقتاً. ولهذا السبب، يحصل المتداول على أفضل النتائج عند استخدام استراتيجيات الفوركس التي تمزج المؤشرات الصحيحة مع المستويات الملائمة لمعدلات المخاطرة / العائد والخبرة التحليلية القادرة على قياس مدى قوة الترند السائد.