هل من الضروري تداول الفوركس استناداً إلى التقارير المالية؟ بعض المتداولين يكسبون دخلهم في سوق العملات حصراً باستخدام استراتيجيات تداول الأخبار — فيما يفضل البعض الأخر الابتعاد عنها تماماً. هنا يبرز السؤال حول الكيفية التي تؤثر بها التقارير المالية على سوق العملات، وما هي التقارير التي يجب الاهتمام بها، وما هي أفضل طريقة لتداولها — أو تجنبها؟
بمجرد صدور أي تقرير اقتصادي يبدأ متداولي العملات في اتخاذ قرارهم استنادا إلى التحليل الأساسي لمضمون هذه التقارير، والذي بناءً عليه يتم وضع الصفقات المختلفة. لهذا من غير المستغرب أن نشهد زيادة كبيرة (وأحيانا هائلة) في أحجام التداول فور صدور نوعية معينة من التقارير المالية. هذه التقلبات الحادة تحمل في طياتها فرص لتحقيق أرباح (أو خسائر) كبيرة وبمنتهى السرعة.
التقارير الرئيسية التي يركز عليها متداولي الفوركس هي (وفق الترتيب النسبي لأهميتها)، تقرير التوظيف بالقطاع غير الزراعي ، ومؤشر أسعار المستهلكين (CPI)، مؤشر ثقة المستهلكين ، مؤشر نمو الناتج المحلي الإجمالي (GDP)، و تقارير الميزان التجاري. تؤثر التقارير الصادرة في الولايات المتحدة وبعض الاقتصادات الكبرى على معظم أزواج العملات؛ وبطبيعة الحال كلما زادت قوة الارتباط بين البلد المصدر للتقرير وزوج العملات، كلما كان صدور الخبر أكثر تأثيرا على هذا الزوج بالتحديد.
يتطلب تداول التقارير المالية وفق استراتيجية مربحة أن يكون لديك فهم عميق للمؤشرات الاقتصادية. كثير من المتداولين لا يمتلكون هذه الخلفية ويرونها مشتتة لانتباههم باعتبار أن حركة الأسعار ذاتها غير قابلة للتنبؤ استنادا إلى التحليل الأساسي، على عكس البعض الأخر الذي يتقن استخدام هذا النهج بشكل كبير. إذا لم يكن لديك فهم كافي للعوامل الأساسية، عندها سيكون من الأفضل تجنب التداول أثناء صدور الأخبار الهامة أو إنشاء نظام يتحاشى تأثيرها إلى أدنى حد ممكن. يعتقد كثير من متداولي الفوركس أن تجنب التداول أثناء صدور التقارير الاقتصادية هو الخيار الأنسب؛ وسواء كنت ترغب في معرفة مواعيد صدور التقارير والأخبار الهامة للتداول استنادا إليها أو تجنب العمل أثناء صدورها، يمكنك التعرف على جميع المعلومات التي تريدها عبر مواقع التقويم الاقتصادي للفوركس والمتاحة على العديد من مواقع الإنترنت. تعرض المفكرة الاقتصادية أوقات وأيام صدور كل تقرير مع الإشارة إلى أهميته النسبية في شكل جدول مفصل يسهل تفسيره والرجوع إليه في أي وقت. يضم التقويم الاقتصادي أيضاً العديد من الأحداث الأساسية الأخرى حتى لا تفوت أي تقارير أو أخبار يمكن أن تؤثر على تجارتك.
لا داعي للقلق طالما كان نظام التداول الفني الذي تستخدمه قادر على تجنبها. إجراء اختبار الأداء السابق (الباك تست) لنظام التداول الفني عبر البيانات التاريخية التي تغطي عدة سنوات سيكون كفيلا بإظهار مدى كفاءة النظام حتى في ظل الأحداث الاقتصادية التي صدرت في الماضي. إدخال بعض المتغيرات الاقتصادية إلى النظام الفني قد يعرقل من عمله إلى حد كبير. ولهذا تلجأ بعض الأنظمة الفنية إلى التوقف في مواعيد صدور الأخبار، ولكن مع ملاحظة أن بعض الأحداث غير المجدولة تتطلب الانتباه لها بشكل خاص. الطريقة الوحيدة لاكتشاف العلاقة بين النظام الفني والتقارير الاقتصادية هو إجراء اختبارات شاملة.
إذا لاحظت أن النظام الذي تستخدمه لا يتأثر بصدور التقارير المالية، عندها يمكنك تجاهلها تماما أثناء الاختبار التجريبي أو الحقيقي، تماماً كما فعلت في مرحلة الباك تست — إدماج هذه العوامل الأساسية ضمن مكونات النظام دونما اختبارات كافية سوف يعرقل عمله إلى حد كبير ويؤدي إلى تشويه النتائج. ولكن إذا اكتشفت أثناء مرحلة الباك تست أن النظام تأثر في مرات عديدة بنتائج التقارير المالية، عندها يجب مراعاة الامتناع عن التداول أثناء صدور هذه الأخبار، سواء في مرحلة الحساب التجريبي أو عند الانتقال إلى الحساب الحقيقي.