يعتبر اختيار الطريقة المناسبة لتحديد حجم مركز التداول جزء لا يتجزأ من إنشاء خطة العمل في سوق الفوركس. كما يعتبر حجم مراكز التداول أحد الأجزاء الهامة في استراتيجية إدارة رأس المال، والتي لا تقل أهمية بأي حال من الأحوال عن استراتيجية التداول ذاتها. لا ينحصر تأثير الطريقة المستخدمة في تحديد حجم مركز التداول على نتائج الصفقات، بل يعتبر تحديد حجم الاستثمار المناسب أيضاً أحد العوامل المحددة لمدى نجاحك أو فشلك في سوق الفوركس.
الخطوة الأولى هي تحديد النسبة المئوية من رصيد الحساب التي تنوي المخاطرة بها في الصفقة الواحدة. يفضل بعض المتداولين زيادة نسبة المخاطرة إذا كانت لديهم ثقة في نجاح الصفقة، فيما يرى البعض الآخر ضرورة تثبيت حجم المخاطرة بغض النظر عن نوع الصفقة. إذا كنت أحد هؤلاء الذين يركزون بشكل حصري على "الصفقات المميزة" فستجد نفسك على الأرجح منجذباً إلى المعسكر الثاني، والذي يخاطر بمبلغ ثابت في أي صفقة طالما كانت استراتيجيتك تستلزم الدخول فقط في الصفقات التي تشعر بثقة كبيرة في نجاحها. برغم ذلك، فإن التطبيق الحكيم للطريقة الأولى أو الثانية سيساعدك بشكل كبير على تحقيق النجاح، دون أفضلية لأحدهما على الآخر. يبرز تساؤل هام عن مقدار الاستثمار الذي يمكن المخاطرة به في صفقة الفوركس؟ يفضل كثير من المتداولين استخدام الرافعة المالية لتحقيق أرباح كبيرة، وذلك بفضل قدرتها على تضخيم حجم الاستثمار، ولكن يتناسى هؤلاء أن الرافعة المالية قد تؤدي أيضاً إلى تدمير الحساب بعد بضعة صفقات قليلة. تثبت التجربة العملية أن غالبية المتداولين الناجحين لا يخاطرون سوى بنسبة صغيرة من رصيد الحساب في الصفقة الواحدة. تتراوح هذه النسبة بين 2.5-5%. ولهذا إذا كنت تخاطر بنسبة تزيد عن 10%، ننصحك بإعادة التفكير في الطريقة التي تستخدمها لتحديد حجم مركز التداول. لا يحقق النجاح في سوق الفوركس سوى المتداولين الذين يتحلون بالصبر والمثابرة لبلوغ أهدافهم وحتى وإن استغرق الأمر بعض الوقت. إذا كنت لا تتحلى بالصبر، فسوف تفتقد على الأرجح أيضاً الانضباط الذاتي. المخاطرة بنسبة لا تتجاوز 2.5% في الصفقة الواحدة سيمنحك فرصة البقاء في السوق لفترة طويلة حتى إذا لم يصادفك الحظ في بداياتك، وذلك مقارنة بأسلوب المخاطرة بنسبة 50% والذي قد يؤدي إلى تصفير حسابك بعد بضعة أيام! يمكنك استخدام حاسبة حجم الصفقة لتبسيط كافة الخطوات المذكورة.
إذا كنت بصدد صفقة ناجحة بالفعل، هل من الحكمة زيادة حجم مركز التداول ( التكبير التدريجي ) أم إبقاء الوضع دون تغيير؟ تعتمد الإجابة على هذا السؤال بشكل كبير على تفضيلاتك الشخصية كما يجب أن تعتمد أيضاً على نظام وأسلوب التداول المتبع. اختيار القرار الصائب يجب أن يمر باختبارات دقيقة تشمل البيانات التاريخية والحالية قبل تحديد الطريقة المثلى للتعامل مع هذه المواقف. يفضل بعض المتداولين زيادة حجم الصفقة طالما كانت الأمور تسير في صالحهم، خصوصاً إذا كانوا واثقين من أن السوق بصدد تطوير اتجاه قوي وواضح. يرى البعض الآخر أنه من الأصوب الإبقاء على حجم الصفقة دون تغيير مع إمكانية البحث عن طرق أخرى للاستفادة من الوضع الحالي، مثل استخدام نقاط الوقف المتحركة والتي تفتح الطريق أمام جني المزيد من الأرباح. القاعدة العامة في هذا الشأن هو أن طريقة التكبير التدريجي للصفقات لن تكون صائبة عند التداول ضمن سوق عرضية والتي تشهد عادةً العديد من الانعكاسات بمجرد اقتراب السعر من الحدود الرئيسية لنطاق الحركة.
يعتبر تحديد حجم مركز التداول أحد الأمور بالغة الأهمية في تداول الفوركس ولهذا يجب إيلائها القدر المناسب من الاهتمام. كما لا تنسى أن معظم طرق التداول الدقيقة والناجحة قد تفشل ما لم يصاحبها تطبيق صارم لقواعد إدارة رأس المال. تعتبر استراتيجية التكبير التدريجي طريقة رائعة للاستفادة من أرباح الصفقة إلى أقصى حد ممكن ولكن يتوقف استخدامها على السياق العام لحركة السوق. كما لا ننسى أن الطابع التقديري لهذه الاستراتيجية تجعلها غير مناسبة لمستخدمي أنظمة التداول الآلية. الطريقة الوحيدة لاتخاذ قرار سليم في هذه النقطة الهامة هو تجربة عدة طرق مختلفة لتحديد حجم مركز التداول واختيار الطريقة التي تحقق أفضل النتائج.