ليوناردو فيبوناتشي (1170-1250) هو عالم رياضيات إيطالي يطلق عليه الكثيرون العالم الأكثر ألمعية في القرون الوسطى. يشتهر فيبوناتشي بمتسلسلته الرقمية الشهيرة، والتي سميت لاحقاً باسمه، وكانت تسعى في البداية إلى تقديم نموذج يشرح كيفية تكاثر الأرانب جيلاً بعد آخر. اكتشف العالم بعد ذلك أن هذه الأرقام يمكن تطبيقها على مجموعة متنوعة من المجالات المختلفة، بما في ذلك تداول الفوركس.
بعض الجوانب الرياضية
تبدأ سلسلة أو متوالية فيبوناتشي بالأرقام 0 و1، ثم يتشكل الرقم التالي من مجموع أخر رقمين: وعند تطبيق هذه المعادلة سنحصل على متسلسلة تبدأ بالأرقام التالية 0، 1، 1، 2، 3، 5، 8، 13، 21 وهكذا.
الحد الرياضي
أو بعبارة أبسط، عند قسمة إحدى الأرقام في متسلسلة فيبوناتشي على الرقم الذي يليه سنحصل على نسبة ثابتة هي 0.618
عند قسمة إحدى الأرقام في سلسلة فيبوناتشي على الرقم التالي للرقم الذي يليه سنحصل على النسبة 0.382. وعند طرح هاتين النسبتين من بعضهما البعض سنحصل على الناتج 0.236، فيما يبلغ المتوسط 0.500، ومجموع النسبتين 1.000. وأخيراً، عند طرح 1.000 من 0.236 سيكون الناتج 0.764.
تطبيق فيبوناتشي على الفوركس: مستويات الارتداد والامتداد
يطلق على الأرقام التي حصلنا عليها من المعادلات الرياضية أعلاه مسمى مستويات ارتداد فيبوناتشي. وباستخدام نفس المعادلات التي أجريناها في القسم الأخير يمكننا أيضاً الحصول على النسب التالية: 0، 0.382، 0.618، 1.000، 1.382 و1.618، والتي يطلق عليها مستويات امتداد فيبوناتشي.
عند رسم مستويات فيبوناتشي في منصة التداول، سنحتاج إلى تحديد أعلى قمة وأدنى قاع يليها كنقاط ارتكاز تشتق منها النسب المذكورة للحصول على مستويات متدرجة ضمن نطاق القمة والقاع، والتي من المحتمل أن يجد الزوج عند الاقتراب منها دعم أو مقاومة، وبالتالي يمكننا افتراض أن الزوج قد يعكس وجهته عند الوصول إلى هذه المستويات.
طرق متقدمة: مروحة فيبوناتشي وغيرها
لا يقتصر تطبيق نسب فيبوناتشي على مستويات الامتداد والارتداد في تداول العملات، حيث أن هناك تنويعات وأدوات أخرى تعتمد على نفس النسب. لا يتسع الوقت هنا لمناقشة جميع هذه الأنواع، ولكن سنكتفي بالإشارة إلى مروحة فيبوناتشي، والتي تعد واحدة من أكثر الأدوات المستخدمة في تصوير مستويات الدعم والمقاومة، مع ملاحظة أنها تستند إلى نقطة واحدة تتفرع منها جميع المستويات المذكورة، ومن هنا تأتي كلمة "المروحة".
لماذا يتمتع فيبوناتشي بهذه الموثوقية
بالرغم من بعض التفسيرات التي تحاول شرح مدى أهمية نسب فيبوناتشي في تداول الفوركس، إلا أن فاعليتها تأتي أساساً من انتشارها الواسع بين المتداولين، الأمر الذي يجعلها أقرب إلى النبوءة التي تحقق نفسها بنفسها بأكثر من كونها أداة مؤثرة بحد ذاتها.
وبرغم عدم وجود إجابة قاطعة على هذا التساؤل، يظل من المهم الالتفات إلى مدى تأثير مستويات فيبوناتشي على حركة الأسعار في هذا السوق الضخم والذي تتجاوز حجم تعاملاته عدة تريليونات من الدولارات يومياً.
بطريقة أو بأخرى، يظل الإلمام بكيفية استخدام هذه الأدوات أمر مفيد للغاية حيث ستساعد بشكل كبير في إثراء تجربتك الشخصية كمتداول.
