ما الذي يعنيه مفهوم التلاقي أو الاقتران، ولماذا يعد بالغ الأهمية في سوق الفوركس؟ سأناقش في هذه المقالة ما الذي يعنيه الالتقاء، ولماذا يعد بالغ الأهمية مع شرح لكيفية إدماجه في إستراتيجية تداولك الحالية لمساعدتك على وضع الاحتمالات في صالحك.
ما هو التلاقي؟
قبل أن نخوض في تفاصيل كيفية مساهمة التلاقي في تحسين تداولاتك، سيتعين علينا أن نفهم أولا ما الذي يعنيه هذا المفهوم. يعطينا القاموس التعريف التالي.
التلاقي: هو الحالة التي يقترن فيها شيئين معا أو يحدثان في نفس الوقت.
وبالتالي فان التلاقي يمثل بشكل جوهري اقتران شيئين أو أكثر معا في نفس الوقت. في تجارة الفوركس، يمكننا أن ندعي بحدوث التلاقي عندما يقترن عاملين أو أكثر في نفس الوقت على الرسم البياني.
بعض الأمثلة على هذه الأشياء قد تأتي في صورة مستوى رئيسي للدعم أو المقاومة، خطوط الموفينج، إشارة بيع أو شراء استنادا إلى حركة السعر أو حتى ببساطة وجود ترند قوي. كافة هذه الأشياء يمكن أن نطلق عليها عوامل التلاقي. بعبارة أخرى، يمكن أن يكون خط الترند القوي احد العوامل، بينما إشارة الشراء المستندة إلى حركة السعر عامل آخر وهكذا.
الآن بعد أن قمنا بتعريف مفهوم التلاقي وكيف يمكن تطبيقه في التداول، دعونا نناقش لماذا هو بالغ الأهمية.
وضع الاحتمالات في صالحك
اعتقد أن لدي الجرأة الكافية للقول بان الأرباح المستمرة هي هدف أي متداول جاد في سوق الفوركس. إذا لماذا لا يوجد سوى عدد محدود من المتداولين هم من يتمكنوا من الوصول إلى هذا المستوى؟ الأمر كله يستند على استخدام مفهوم التلاقي. تمكن هؤلاء المتداولون الذين يمكن أن نصفهم بأنهم رابحون بشكل مستمر من إيجاد طريقة لتحديد وتسخير قوة التلاقي بطريقة تضع الاحتمالات في صالحهم.
القدرة على وضع الاحتمالات في صالحك هي الهدف الرئيسي في عالم التداول. حاول أن تجد طريقة للقيام بذلك ومرة بعد أخرى ستصل إلى الطريقة التي تجعلك رابحا بشكل مستمر. لهذا السبب فان المزج بين عوامل التلاقي المختلفة يكون له هذا التأثير الهام.
يمكن النظر إلى التلاقي باعتباره وسيلة لجعل الاحتمالات في صالحك. بعبارة أخرى فكلما زادت عوامل التلاقي الموجودة في أي وقت أو موقف، كلما زادت احتمالات أن يتحرك السعر في الاتجاه المقصود.
وضع قوة التلاقي موضع العمل
هذا هو الجزء المفضل لي لأنه يمكننا من خلاله إلقاء الضوء على قوة التلاقي عندما ترتبط بموقف تداول معين. للبدء، دعنا نفترض أن لدينا اتجاه صعودي قوي في سوق معينة. نعلم جميعا أن التداول مع الترند، أو على الأقل طريق المقاومة، يعد دائما فكرة جيدة. وهنا لا بد أن نتذكر أن الحكمة القديمة التي تقول، الاتجاه هو صديقك، صحيحة تماما من واقع تجربتي.
إذا فان عامل التلاقي 1 # يصبح هو ترند الصعود القوي.
الشيء الثاني الذي يمكن أن نلاحظه هو وجود مستوى رئيسي للدعم ظهر للتو على الرسم البياني. ربما يكون السوق قد ارتد من القمة الأخيرة بينما يبدأ الآن في البحث عن الدعم عند هذا المستوى.
عامل التلاقي 2 # = مستوى دعم رئيسي
مع كل الاحترام لمستوى الدعم الرئيسي، شكلت حركة السعر الآن شمعة دبوس صعودية (Pin) من هذا المستوى. تعد شمعة الدبوس أو البين بار مؤشر قوي على أن السوق قد وصل إلى قمة أو قاع قوي وانه بصدد عكس وجهته.
عامل التلاقي 3 # = شمعة دبوس صعودية
أخيرا وليس آخرا، يمكن أن نلاحظ أن طول ظلال شمعة الدبوس يتقاطع مع خطوط الموفينج الآسية 10 و20 والتي نستخدمها كجزء من إستراتيجية تداولنا. لهذا يبدو أن خطوط الموفينج توفر هي الأخرى دعما ديناميكيا بالتوازي مع مستوى الدعم الرئيسي.
عامل التلاقي 4 # = دعم ديناميكي من خطوط الموفينج
إذا ربما وصلتك الفكرة. قد تتسع القائمة لتضم العديد من عوامل التلاقي الأخرى والتي سيتوقف تحديدها على أسلوب التداول الذي تستخدمه. ولكن الفكرة الرئيسية التي نستخلصها من كل ذلك هو انه كلما زاد عدد عوامل التلاقي التي نلاحظها في موقف تداول معين، كلما زادت الاحتمالات بان تتحرك الصفقة في الاتجاه المقصود.
هذه الفكرة تعمل في كلا الاتجاهين. فمثلما يعطي موقف التداول الذي يصاحبه عدد اكبر من عوامل التلاقي إشارات ذات جودة عالية، فان موقف التداول الذي يصاحبه عدد اقل من عوامل التلاقي يعطي أشارات اقل جودة. وهنا تبدو أهمية الصبر وان نتحلى بالقدرة على الانتظار إلى أن نشهد فرصة التداول التي تصاحبها أربع أو خمس عوامل بدلا من انتهاز فرصة تتضمن عاملين أو ثلاثة فقط.
من الضروري أن نأخذ في اعتبارنا أيضا انه برغم أن مفهوم التلاقي يساعدنا على وضع الاحتمالات في صالحنا، إلا انه لا يعني بأي حال من الأحوال أن وجود فرصة تداول ذات أربع أو خمس عوامل تلاقي لا يمكن أن تفشل أبدا. بدلا من ذلك ربما سيتعين عليك التركيز على الصورة الأوسع. يجب أن تدرك انك إذا انتظرت بصبر لفرص التداول الجيدة، فان حسابك سوف يبدأ في النمو خلال الأسابيع أو الشهور أو حتى السنوات التالية. فعملية أن تصبح متداول فوركس ناجح هي اقرب لمفهوم الماراثون وليس العدو السريع.
تماما كما هو الحال في الكازينو حيث لا تتوقع أن تفوز في كل مرة، يتعين عليك أيضا أن لا تتوقع الفوز في كل صفقة بغض النظر عن عدد عوامل التلاقي المتوفرة. وكما يعلم الكازينو انه سوف يحقق في نهاية العام أرباح قوية لان الاحتمالات تكون مكدسة في صالحه، لهذا ابدأ التفكير مثله من خلال البدء في استخدام مفهوم التلاقي لجعل الاحتمالات في صالحك.