بالنسبة لأي متداول, وبغض النظر عن الأصل أو الأصول المتداولة, فان زيادة نسبة العائد إلى المخاطرة تعتبر هي التحدي الأكثر أهمية. يرجع هذا إلى أن متوسط نسبة العائد إلى المخاطرة على كافة الصفقات المنفذة خلال فترة زمنية معينة يعادل في واقع الأمر ربحية المتداول خلال هذه الفترة.
المشاعر الإنسانية المعتادة تدفع المتداولين إلى السعي نحو تحقيق معدل عائد مرتفع و تحجيم نسبة التراجع في أرصدة حساباتهم. وبرغم أن التداول بهذه الطريقة يعد أمرا ممكنا, إلا انه من الصعب جدا تحقيق ذلك بدرجة كافية من الاستمرارية تكفل تحقيق الأهداف المالية. يمكن للمتداولين زيادة معدل العائد إلى المخاطرة ومن ثم ربحيتهم بشكل عام من خلال إعطاء اهتمام اقل للنسبة المئوية للصفقات الرابحة بينما يتم التركيز بشكل اكبر على الصفقات التي تحقق ربح كبير عند ظهورها. لتحقيق ذلك, سيكون من الضروري التغلب على أي عوائق مالية أو شعورية تمنع المتداول من نسيان معدل العائد وتراجعات سهم الحساب. من السهل إعطاء مثل هذه النصيحة العامة, ولكن قد تتحقق فائدة اكبر من التركيز على بعض الإجراءات المعينة التي يمكن أن يتخذها المتداولين لتحقيق هذا الأمر بدلا من ذاك.
يجب أن يتأكد المتداولين أولا من إتباعهم استراتيجيه ملائمة لإدارة رأس المال. المخاطرة بنسبة مئوية صغيرة من سهم الحساب في كل صفقة يمكن أن يساعد على تقليص الضغوط النفسية اليومية, كما يسمح للحساب بتجاوز فترات الخسارة التي لا مفر منها بكل أريحية. المخاطرة بنسبة محدودة من سهم الحساب في كل صفقة يضمن للمتداولين القدرة على المراهنة بمبلغ اقل أثناء فترات الخسارة بينما يقومون بزيادة حجم تداولاتهم أثناء فترات تحقيق الأرباح. هذا الأمر يجعل من السهل شعوريا الوصول إلى استراتيجيات وطرق تكفل تحقيق عائد مرتفع مقابل مخاطرة محدودة. ضبط حجم مركز التداول استنادا إلى درجة التقلبات الحالية جنبا إلى جنب مع نسبة سهم الحساب يمكن أن يساعد أيضا في هذا الصدد.
ثانيا, يمكن للمتداولين أن يكونوا أكثر انتقائية بخصوص مناطق دخول الصفقات. بدلا من البحث عن مناطق دخول من المرجح أن تحقق حد أدنى معين من الأرباح وعلى أمل أن تتزايد, فانه قد يكون من الأفضل ضبط معايير الدخول باتجاه استهداف الصفقات التي قد يصاحبها احتمالات كبيرة بمشاهدة تحركات قوية. بعبارة أخرى, يمكنك الدخول عندما توجد فرصة بنسبة 20% لتحقيق عائد بعشرة أضعاف المخاطرة, بدلا من الدخول عندما تكون نسبة 55% لتحقيق عائد مساوي للمخاطرة.
ثالثا, تحقق دائما من السلاح السحري لتحسين معدلات العائد إلى المخاطرة: تقليص أوامر وقف الخسارة! قم بمراجعة الصفقات السابقة ولاحظ كيف أن العديد من أفضل الصفقات المنفذة حققت أهدافها مباشرة دون أي تراجعات تذكر. في بعض الأحيان قد يكون من الممكن إنشاء إستراتيجية رابحة فقط بمجرد تشديد وقف الخسارة. تخلص من العقلية التي تخبرك أن وظيفة أمر وقف الخسارة هو الحفاظ على صفقتك رابحة, وتذكر بدلا من ذلك أن أمر وقف الخسارة يهدف إلى الحد من خسائرك. أخيرا فان استراتيجيات الخروج تعد حاسمة وهو الأمر الذي يبدو واضحا للغاية. الخروج الجزئي عند مضاعفات العائد إلى المخاطرة المنخفضة يتعين استبعاده. على الرغم من ضرورات المراجعة المستمرة, فان احد الاستراتيجيات الرائعة هو تحريك أوامر الوقف إلى نقطة التعادل عندما تحين اللحظة المناسبة.
من الواضح أيضا أن أي إستراتيجية خروج ستتطلب السماح بالاحتفاظ بالصفقات الرابحة لأطول فترة ممكنة خصوصا عندما تتضمن معدل مرتفع للعائد مقابل المخاطرة. يمكن الوصول إلى ذلك من خلال طرق عديدة. التحليل الأساسي يمكن استخدامه في تحديد القوة المحتملة ومدى استمرارية احد الاتجاهات القائمة. درجة تقلبات الأصل خلال الشهور والسنوات الأخيرة يمكن أيضا الاستفادة منها في تحديد مقدار الأهداف بالنقاط القابلة للتحقق.
أوامر الوقف المرنة يمكن أيضا أن تكون مفيدة خصوصا عند مزجها مع استراتيجيات الخروج المستندة إلى الوقت. بدلا من ذلك, فان أوامر الوقف المرنة يمكن تقليصها استنادا إلى مضاعف العائد إلى المخاطرة الذي تم تحقيقه سابقا. على سبيل المثال, يمكنك أن تسمح لأمر الوقف أن يساوي 75% من الربح الورقي في حال حققت سابقا معدل عائد إلى المخاطرة يبلغ 3:1, و50% عند 6:1, 25% عند 9:1, الخ.
درجة التقلبات يجب أيضا أن تؤخذ في الاعتبار عند تحديد معدل العائد إلى المخاطرة خصوصا في حالة ارتفاع درجة المخاطرة إلى درجة غير معتادة, فقد يكون من الأفضل في هذه الحالة الاكتفاء بأهداف ربحية محافظة في مثل هذه الصفقات.
للتلخيص: لا تخف من التوقف بسبب وجود أمر قريب لوقف الخسارة (في حدود المعقول), كما لا تقلق من تحول بعض الصفقات التي تحقق أرباح محدودة إلى خاسرة. أيضا لا تتعجل في جني الأرباح!