من الممارسات المتعارف عليها في سوق الفوركس أن ترحيل مركز التداول إلى اليوم التالي يتطلب دفع رسوم يطلق عليها رول أوفر أو سواب. يجب أن يكون المتداولين على دراية بأن قيمة هذه الرسوم يعتمد على الفرق في أسعار الفائدة بين العملتين المنضويتين تحت الزوج المستخدم في الصفقة، حيث يتحدد على أساس هذا الفارق ما إذا كان وسيط الفوركس سيدفع أم سيتقاضى أموال مقابل هذه الرسوم.
ينطوي فتح صفقة لشراء أو بيع عملة معينة على التزام كلا الطرفين بإتمام عمليات الدفع النهائية في يوم معين يطلق عليه تاريخ التسوية. يتم إجراء التسوية خلال يومي عمل من تاريخ فتح الصفقة.
ولكن عند بلوغ موعد التسوية مع بقاء الصفقة مفتوحة، أو ترحيلها لليوم التالي، فإن هذا يعني تحريك تاريخ التسوية إلى يوم آخر. وبالنظر إلى أن العملات الداخلة في هذه الصفقة يتم إقراضها واقتراضها من سوق الإنتربنك وفق أسعار الإيداع والإقراض المطبقة، فإن هذا يستلزم حساب ما يطلق عليه الرول أوفر.
يتم اقتطاع تكاليف الاقتراض أو إضافة مكاسب الإقراض من وإلى حساب العميل. هناك سيناريوهين للقيام بذلك، الأول هو إعادة فتح الصفقة تلقائياً عند سعر جديد بعد احتساب رسوم السواب، وبالطبع مع تعيين تاريخ جديد للتسوية، أو إبقاء الصفقة عند السعر السابق مع خصم أو إضافة رسوم السواب من حساب العميل.
ترتبط تكاليف الرول أوفر بشكل مباشر مع الفرق في أسعار الفائدة بين عملتي الزوج، وبالتالي تتحدد على أساس هذا الفارق. ولكن بالنظر إلى اختلاف أسعار الإيداع والإقراض السارية على نفس العملة، يظل هناك اختلاف في رسوم السواب المنطبقة على مراكز الشراء والبيع لنفس زوج العملة.
كيف يستفيد المتداول من رسوم السواب؟ كلما انخفض سعر الفائدة على العملة المباعة وارتفع سعر الفائدة على العملة المشتراة، كلما استفاد المتداول من تطبيق رسوم السواب.
تتفاوتشروط السواب من شركة إلى أخرى حيث تختلف تكلفة ترحيل مركز التداول على نفس الزوج. إذا تم نقل الصفقة إلى اليوم التالي فقط، عندها سنتعامل مع أسعار الفائدة لليلة واحدة والتي تعكس الوضع الحالي في أسواق المال، وهو ما يتيح الفرصة للمتداول للاستفادة من أفضل شروط السواب الممكنة.
ولكن إذا ما قررت الشركة من تلقاء نفسها تحديد معدلات السواب بعيداً عن أسعار الفائدة في السوق، فإن العميل قد يجد نفسه مضطراً لدفع رسوم مرتفعة بعيدة عن التكلفة العادلة. يعزى ذلك إلى أن كل جهة تتولى معالجة الصفقة قد تضيف رسوم السواب الخاصة بها، الأمر الذي قد يجعل من تكاليف الرول أوفر في بعض الأوقات تختلف بشكل كبير عن تلك السائدة في سوق الإنتربنك.
في بعض الأوقات قد تلجأ شركات الفوركس التي تقدم خدمات التداول إلى تطبيق أسعار فائدة ثابتة عند حساب رسوم السواب، الأمر الذي يزيد من الأعباء التي يتحملها المتداول.
تعتبر التفرقة بين معدلات السواب المطبقة على مراكز البيع وتلك المطبقة على مراكز الشراء أمراً جوهرياً عند تحليل تكاليف الرول أوفر. يشير وجود اختلاف كبير إلى أن المتداول سيدفع تكلفة أكبر لصالح شركة الوساطة برغم أن الفارق بين أسعار الإيداع والإقراض لليلة الواحدة يكون في العادة منخفض للغاية في سوق الإنتربنك، خصوصاً بالنسبة للعملات السائلة.
يتم احتساب رسوم الرول أوفر بشكل يومي، ولهذا فإن التعرف على شروط تطبيقها تعتبر خطوة هامة للغاية إذا كنت تنوي فتح مراكز التداول والاحتفاظ بها لفترة طويلة. تجاهل هذا الأمر قد يستنزف جهد المتداول في التركيز على التغيرات المستمرة في معدلات التكلفة وليس حركة الأسعار في السوق.
أيضاً إذا كان المتداول يستخدم استراتيجيات الكاري تريد، فإن شروط السواب ستؤثر بشكل كبير على نتائج صفقاته. تعتمد هذه الاستراتيجيات بشكل جوهري على الفارق في أسعار الفائدة بين العملات، وذلك عن طريق الإيداع بعملة ذات فائدة أعلى والاقتراض بعملة ذات فائدة منخفضة.
أحد الجوانب الأخرى التي تشغل بال المتداولين عادةً هو كيفية حساب رسوم الرول أوفر في وضع التحوط. لفهم هذا الموقف، دعنا نتخيل أن المتداول سيفتح صفقة على أساس التوقعات بحدوث حركة معينة في السوق، ولكنها لم تبدأ بعد. يقوم المتداول في هذه العادة بالتحوط لمركز التداول عن طريق فتح صفقة معاكسة. في هذه الحالة من المفترض أن تنخفض تكاليف الاحتفاظ بهذه النوعية من الصفقات في ظل محدودية الفارق بين أسعار الفائدة المطبقة وفق ما تقتضيه الشروط السائدة في سوق الإنتربنك.