يتقاضى معظم وسطاء الفوركس أو يدفعون رسوم مقابل تبييت صفقتك المفتوحة على زوج العملات إلى اليوم التالي. هذه الرسوم قد تكون مكتسبة (أي تضاف إلى رصيدك) أو سلبية (أي تخصم من رصيدك). برغم ذلك، فإن هذه الرسوم تكون عادةً صغيرة للغاية، ولهذا لا يلتفت إليها معظم المتداولين المبتدئين بالنظر إلى أن أرباحهم أو خسائرهم تكون أكبر بكثير من رسوم التبييت. ولكن ما هو السبب الذي يدفع شركات الوساطة لدفع أو تقاضي فوائد التبييت، والتي يطلق عليها أيضاً السواب أو الرول أوفر؟ وما هو السبب الذي يدفع بعض الوسطاء للترويج لأنواع الحسابات الخالية من الفائدة؟
يعود السبب في فرض فوائد تبييت الصفقات في سوق الفوركس إلى غياب التسليم الفعلي للعملات. على سبيل المثال، إذا اشتريت 100,000 يورو مقابل هامش قدره 1,100$، فإن شركة الوساطة لن تقوم بتحويل قيمة الصفقة، أي 100,000 يورو، إلى حسابك المصرفي. ولكن لا تنسى أنك دفعت بالفعل 110,000$ مقابل شراء هذا المبلغ باليورو، حتى وإن كنت قد اقترضتها من وسيطك. إذاً من الناحية الفنية، طالما لم يقم وسيط الفوركس بتسليمك هذا المبلغ بشكل فعلي فإنه يكون مديناً به، أو بعبارة أخرى اقترضه منك. في نفس المثال السابق، أنت أيضاً اقترضت 110,000$ من الوسيط، بينما هو اقترض 100,000 يورو منك. وبما أننا نتحدث الآن عن قروض وديون، إذاً لابد أن تنطبق عليها أسعار الفائدة. وتتحدد قيمة الفائدة على قروض العملات داخل سوق الإنتربنك (والتي تتعامل داخلها عند تداول الفوركس بالرافعة المالية) بحسب ما تقرره البنوك المركزية. على سبيل المثال، فإن معدل الفائدة الذي ستدفعه على الدولارات التي اقترضها من وسيطك يحدده بنك الاحتياطي الفيدرالي، بينما يتحدد معدل الفائدة الذي سيدفعه الوسيط مقابل مبلغ اليورو الذي اقترضه منك وفق سياسات البنك المركزي الأوروبي. الفرق بين هذين المعدلين يمثل صافي رسوم التبييت أو ما يطلق عليه معدل السواب.
دعنا نأخذ مثال على كيفية حساب هذا المعدل. إذا افترضنا أنك اشتريت لوت قياسي (100,000 وحدة) على زوجEUR/USD برافعة مالية 1:100 وكان حسابك مقوماً بالدولار الأمريكي. معدل الفائدة الحالي في الولايات المتحدة هو 0.75% فيما يطبق البنك المركزي الأوروبي فائدة صفرية (0%):
- أنت تستخدم 1,100$ كهامش.
- اقترضت 110,000$ من شركة الوساطة.
- اشتريت 100,000 يورو بأموال مقترضة.
- اقرضت وسيطك 100,000 يورو (لأنه لن يسلم لك العملة التي اشتريتها في كل الأحوال).
- يجب أن تدفع فائدة سنوية 0.75% أو فائدة يومية 0.00208% على المبلغ المقترض، 110,000$.
- يجب أن يدفع وسيطك فائدة 0% على المبلغ المقترض منك، أي 100,000 يورو.
- في نهاية المطاف، سيتقاضى الوسيط الفارق بين 0 يورو و2.29$ في كل يوم تحتفظ فيه بصفقتك المفتوحة. يمثل هذا الرقم السواب السلبي أو رسوم التبييت المستحقة عليك.
قد تتساءل عما سيحدث إذا قررت بيع زوج اليورو دولار بدلاً من شراؤه في المثال السابق؟ في هذه الحالة سيقوم الوسيط بدفع هذا الفارق إلى حسابك، وليس خصمه منك.
برغم ذلك، في الواقع العملي لا يدفع الوسطاء أو يتقاضون رسوم تبييت مطابقة لأسعار الفائدة السائدة في السوق. تسعى شركات الوساطة إلى تقليص السواب الذي يدفعونه إلى أدنى حد ممكن وتكبير رسوم التبييت المستحقة على العملاء. وتبرر شركات الوساطة هذا الإجراء بالرغبة في تجنب المخاطر، ولكنها ليست حجة عادلة على أي حال.
لماذا يدعي بعض الوسطاء أنهم لا يدفعون أو يتقاضون أي رسوم تبييت؟ السبب في ذلك هو أن الفوائد البنكية تعتبر إحدى المحرمات في الدين الإسلامي، وهو واحد من أكثر الديانات السماوية انتشاراً على مستوى العالم. لهذا يغازل بعض وسطاء الفوركس المتداولين المسلمين من خلال تقديم حسابات بدون فائدة، وبدلاً من ذلك يفرضون عمولة ثابتة عن كل صفقة لتعويض خسارة رسوم الفائدة. بعض الوسطاء أيضاً يفضلون الاقتصار على تقديم الحسابات الخالية من الفائدة كما أنهم في الغالب لا يتقاضون عمولات بدلاً منها.
كيف يمكنك الاستفادة من فوائد التبييت؟ يمكنك استغلال هذا الوضع من خلال ما يطلق عليه تجارة المناقلة أو الكاري تريد. إذا كنت تعتقد أن زوج العملات الذي يوفر رسوم تبييت موجبة بالقدر الكافي سوف يظل مستقراً أو يتحرك في اتجاه مواتي لفترة طويلة من الزمن، عندها يمكنك الاستفادة من الرافعة المالية التي يقدمها الوسيط لشراء هذا الزوج بكميات كبيرة والاستفادة من رسوم الفائدة التي ستجنيها. إحدى الطرق الأخرى هي فتح حساب لدى شركتي وساطة — أحدهما وسيط عادي والآخر يقدم حسابات بدون فائدة. تسمح هذه الاستراتيجية بالتحوط لمركز التداول الذي يقدم فائدة إيجابية مقابل مركز التداول بدون فائدة لدى الوسيط الآخر. في هذه الحالة لن تزعج نفسك بتحركات السوق كما ستستفيد في نفس الوقت من الفوائد المكتسبة. يطلق على هذه الاستراتيجية مراجحة السواب، ولكن يجب ملاحظة أن الوسطاء الذين يوفرون الحسابات الإسلامية ينظرون إليها على أنها غير قانونية، ولهذا لا أنصح أحد باستخدامها.