النتائج الشائعة

$ £ ¥
¥ £ $

ما هو التداول التقديري؟

إذا كنت تخطو خطواتك الأولى في عالم الفوركس فسوف تسمع كثيراً عن المقارنات بين التداول باستخدام "نظام" معين مقابل التداول "التقديري". يتم مناقشة هذه الطرق المختلفة لتداول الفوركس عادةً كما لو أنها منعزلة عن بعضها تماماً، ولكن في الواقع العملي فإن معظم استراتيجيات التداول تقف في منتصف الطريق بين هذه وتلك. ولكن ما هي الطريقة الأفضل؟ يتوقف الأمر عليك برمته.

يعني التداول باستخدام "النظام"، أو التداول "الآلي"، أنك ستتداول استناداً إلى نظام مبرمج يتضمن قواعد محددة. في هذه الحالة لن تقوم بوضع الصفقة إلا إذا استوفت معايير محددة، أي ستمتنع عن التداول في حالة عدم تحقق الشروط المطلوبة. يستخدم التداول باستخدام النظام من قبل المتداولين الذين يفضلون أتمتة عملهم والاستفادة من قدرة أجهزة الكمبيوتر على تنفيذ كافة القواعد الموضوعة بسهولة ودقة. على العكس من ذلك، لا يمكن أتمتة التداول التقديري باستثناء إمكانية الاستعانة ببرنامج حاسوبي للبحث عن فرص التداول وتنبيهك لوجودها حتى تتمكن من فتح المنصة واتخاذ القرار النهائي بنفسك.

يعتمد التداول التقديري على استخدام الحكم الذاتي والحدس الشخصي كجزء من عملية التداول. هل يعني ذلك أنك لن تستخدم أي نظام عند التداول وفق تقديرك الخاص؟ بالطبع لا! فبدون وجود نوع ما من القواعد أو أنظمة التداول، إلى حد معين على الأقل، فأنت في هذه الحالة لا تتداول وفق تقديرك الشخصي، بل في واقع الأمر تقامر. يخلط المبتدئين في الفوركس بين كلا الأمرين. التداول بدون الاستناد إلى طريقة معينة هو أقصر طريق لتدمير حسابك.

لا يعني التداول التقديري أبداً اتخاذ قرارات عشوائية، أو فتح صفقات لا تشعر بالثقة تجاهها، أو حتى رفض الصفقات التي تبدو جيدة لأن أعصابك متوترة. بعبارة أخرى، فإن التداول التقديري في الفوركس لا يحل محل الانضباط الذاتي — بل في واقع الأمر يتعين عليك التحلي بالانضباط الصارم لاستخدام هذه الطريقة في تداول الفوركس مع السعي دائماً لتطويرها (ربما من الأفضل باستخدام الحساب التجريبي!).

ما هي مزايا استخدام التقدير الشخصي أثناء التداول؟ إذا كنت مضطراً لإتباع قواعد معينة لفتح الصفقات كي تتجنب الوقوع في فخ المقامرة، فكيف سيساعدك حدسك الشخصي في تحقيق النتائج المرجوة؟ قد يبدو الأمر متناقضاً في البداية، إلا أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل من هذا النمط من التداول مفيداً، والتي تدور جميعها حول أهمية تحديد السياق المناسب. قد يقوم نظام الفوركس الآلي بتنبيهك لوجود فرصة سانحة ولكنها تأتي في سياق غير مناسب على الإطلاق؛ وبالتالي فإن عدم تحليل السياق الحالي في السوق واتخاذ قرار بفتح هذه الصفقة سوف يؤدي غالباً إلى الفشل. بطبيعة الأمر فإن أي نظام فوركس سوف تستخدمه، سواء كان تقديري أم لا، سوف تحتاج إلى اختباره إحصائياً قبل تطبيقه بشكل فعلي. إذا كان النظام الآلي قادر على تحقيق نتائج جيدة في جميع السياقات الممكنة، فلا يوجد سبب يمنعك من استخدامه. برغم ذلك، فإن هذا السياق المفترض سوف يتغير في وقت ما كما أن السوق ذاته عرضة لتحولات حادة بمرور الوقت، وبالتالي ستكون مضطراً في نهاية المطاف لتعديل النظام المستخدم، حتى إذا كان آلياً، لاستيعاب هذه المستجدات.

يعمل معظم متداولي الفوركس في منطقة تقع في وسط الطريق بين التداول الآلي والتداول التقديري. من غير المنطقي أن يخرج التقدير الذاتي من المعادلة تماماً، ولكن الاعتماد حصراً على حدسك الشخصي ينقلك إلى عالم المقامرة وليس التداول. في نهاية المطاف سوف تتداول باستخدام طريقة ذات قواعد واضحة للدخول والخروج. يبقى السؤال هو كيفية التداول باستخدام هذه الطريقة. وستتوقف النسبة التي سيستحوذ عليها التقدير الذاتي على شخصيتك كمتداول ونقاط الضعف والقوة في شخصيتك. وحدها الممارسة العملية هي التي ستساعدك في إيجاد النهج الأفضل والطريقة المثلى للتداول!