سوق تبادل العملات الأجنبية ضخم للغاية — حيث تتفوق أحجام تداولاته اليومية على كافة الأسواق المالية قاطبةً، كما يتميز بتقلبات مرتفعة بشكل يومي. يخلق ذلك العديد من فرص الربح. ولكن تكمن المشكلة أن كل طرف رابح في الصفقة يقابله طرف خاسر. وكي يتسنى للمتداول الفرد العادي تحقيق الربح بشكل منتظم من الضروري أن يتسلح ببعض المزايا التي تجعله متفوقًا على المتداولين الآخرين — هذا العامل هو الذي سيميز المتداول عن الخاسرين ويحميه من ألاعيب المشاركين الكبار في السوق (البنوك المركزية، المؤسسات المالية الكبرى، المتداولين من مستخدمي استراتيجيات التداول عالية التواتر، الوسطاء، إلخ.)
يتم توليد إشارات الدخول والخروج في تداول الفوركس إما عن طريق التحليل الأساسي أو التحليل الفني. من الرائع أن تكون خبيرًا في تداول العملات وأن تكون دائمًا على دراية بأخر أخبار الاقتصاد الكلي وأي عوامل أخرى يمكن أن تؤثر على هذه العملات. ولكن لسوء الحظ، من الصعب تحقيق ذلك على أرض الواقع. يتطلب ذلك أن تدرس بشكل مستمر عدد كبير من مصادر الأخبار بحيث لا تفوتك أي مستجدات هامة. البديل لذلك هو أن يحصل المتداول المعتمد على التحليل الأساسي على استشارات باهظة الثمن من فريق يضم محللين محترفين. ولكن حتى إذا قمت بذلك، لا يوجد ما يضمن أن هؤلاء الخبراء لا يخضعون لسيطرة شركة تداول أكثر قوة.
لا يحتاج المحللون الفنيون لمعالجة هذا القدر الهائل من الأخبار والبيانات بعقولهم المجردة، بل يمكنهم القيام بهذه المهمة عبر الاستعانة بأجهزة الكمبيوتر المتخصصة في التداول. تطوير خوارزميات متطورة، ومؤشرات واستراتيجيات، أو حتى أنظمة تعتمد على حركة السعر وحدها ليس بالمهمة المستحيلة، بل يمكن أن تكون لها مردود إيجابي يسهم في زيادة دقة التوقع (على الأقل عند دراسة المخططات التاريخية). تكمن المشكلة في عدم وجود طريقة لمعرفة ما إذا كان النظام الذي ستخلص إليه يمكن أن يتفوق على أي أحد في السوق، باستثناء المبتدئين أمثالك.
من المفترض أن يسمح تحديد حجم التداول للمتداول بتعظيم أرباحه عند استخدام أنظمة التداول الرابحة، وكذلك تقليل الخسائر التي تظهر أثناء دورات الخسارة (ملاحظة: إذا كنت تعتقد أنك لن تواجه أي فترات من الخسائر المتصلة، فأنت في ورطة حقيقية). يفتقر العديد من المتداولين إلى الإلمام بفكرة تحديد حجم مركز التداول، وقليل منهم من يستخدم بالفعل بعض القواعد المُثلى للقيام بهذه المهمة. تكمن مشكلة هذه الميزة في أنها لن تكون مفيدة إلا إذا كان نظام التداول الذي تستخدمه يتمتع بقدرة جيدة على التوقع. بخلاف ذلك، فإنها ستساعدك على البقاء لفترة أطول قليلاً، لكن في النهاية ستصل إلى نفس النتيجة التي ستحققها دون إتباع قواعد تحديد حجم مركز التداول على الإطلاق — رصيد صفري.
تلعب العواطف دورًا هامًا في أداء المتداول. حتى إذا أتقنت الجمع بين استخدام التحليل الفني والأساسي مع الاستعانة بقواعد دقيقة وفعالة لإدارة الأموال، فستظل متداولاً ضعيفًا إذا لم تكن قادرًا على التحكم في عواطفك أو فشلت في التحلي بالانضباط. لسوء الحظ، من المستحيل استبعاد الضغوط النفسية وغيرها من المشاعر التي يتعرض لها جميع البشر عند المخاطرة بأموال حقيقية، ولكن من ينجح في هذه المهمة لا يتفوق عليه سوى روبوتات التداول.
يجادل البعض أن سوق العملات، وعلى عكس سوق الأسهم، لا يوجد به مطلعون. لست بحاجة إلى أن تكون خبيرًا لتصف هذه المقولة بالكاذبة. فبرغم أن ضخامة حجم السوق تقلل من قدرة المعلومات الداخلية على تحقيق نتائج رائعة، ولكنها لا تنفي إمكانية استخدامها على الإطلاق. على سبيل المثال، يمتلك صانعو السوق معلومات هامة حول موقع العديد من أوامر إيقاف الخسارة وجني الأرباح الهامة. أحد الأمثلة الأخرى على فائدة المعلومات الداخلية عند تداول الفوركس هو أن تكون على صلة وثيقة بشخص ما في بنك مركزي أو بنك استثماري كبير يضارب في العملات.
إذا كنت تفتقر إلى أي من المزايا السابقة، أو كنت وافدًا جديدًا على عالم التداول، ربما لا تجد مفرًا من الاعتماد على الحظ والتوفيق. صحيح أن بعض المتداولين يعتقدون أنهم محظوظون وأن هذا وحده كفيل بأن يحقق لهم الأرباح. ولكن في نهاية المطاف ينتهي الحال بهؤلاء إلى أن يكونوا طعامًا سائغًا يقتصر دوره على تغذية الصفقات الرابحة للمتداولين الأكثر خبرة في السوق.
إذا كنت ترغب في طرح بعض الأسئلة أو مشاركة رأيك حول التفوق على المشاركين الآخرين في سوق الفوركس بشيء من التفصيل، لا تتردد في الانضمام إلى منتدانا لمناقشة هذا الموضوع.