يجب على أي متداول يقرر فتح حساب جديد مع أحد وسطاء الفوركس أن يتعلم أولاً القواعد واللوائح التنظيمية التي يفرضها الوسيط لأن بعضها قد يتداخل مع عمل الاستراتيجيات و المستشارين الخبراء. التي يستخدمها المتداول. أحد أبرز هذه القواعد هي"الوارد أولاً، صادر أولاً" (FIFO).
ما هي قاعدة "الوارد أولاً، صادر أولاً" (FIFO)؟
FIFO تعني First In — First Out. أو "الوارد أولاً، صادر أولاً". تتطلب هذه القاعدة من الوسيط إغلاق المراكز بنفس ترتيب فتحها، بشرط أن تكون هذه المراكز قد تم فتحها على نفس زوج العملات وبنفس الحجم.
على سبيل المثال، إذا فتح متداول عدة مراكز في حساب يتبع قاعدة FIFO:
- شراء 1 لوت على EUR/USD.
- شراء 0.5 لوت على EUR/USD.
- شراء 1 لوت على EUR/USD.
- شراء 1 لوت على GBP/USD.
في هذه الحالة، لن يتمكن المتداول من إغلاق المركز الثالث قبل إغلاق المركز الأول لأن كلا الصفقتين على نفس زوج العملات وبنفس الحجم. ولكن يمكنه إغلاق المركز الثاني (لأنه بحجم مختلف) والمركز الرابع (لأنه على زوج عملات مختلف) في أي وقت كيفما يشاء.
مثال على التداول في حساب فوركس FIFO مقارنةً بالحساب العادي.
دعنا نوضح الفرق بين حسابات FIFO والحسابات التي لا تُطبق قاعدة FIFO باستخدام مثال عملي في حساب تجريبي.
فتحنا حساب تجريبي مع OANDA Corporation (الفرع الأمريكي لشركة OANDA) والتي تقدم حسابات متوافقة مع قاعدة FIFO.
وضعنا أمر لشراء 1 لوت على EUR/USD بسعر السوق الحالي.
دعنا نحاول وضع نفس الأمر بالضبط للمرة الثانية. سترفض المنصة هذا الأمر وتعرض رسالة خطأ.
تلقينا رسالة في صندوق الوارد تخبرنا بأن وضع الأمر سينتهك متطلبات FIFO.
وعندما حاولنا وضع أمر بيع بحجم 1 لوت على EUR/USD ، ستظهر رسالة خطأ أخرى تخبرنا بأن التحوط ممنوع.
يمكننا بطبيعة الحال الالتفاف على هذه المشكلة من خلال تغيير حجم الأمر بهامش بسيط. على سبيل المثال، إذا أردنا وضع أمر شراء ثاني على EUR/USD، يمكننا القيام بذلك عن طريق شراء 1.01 لوت بدلاً من 1 لوت. في هذه الحالة ستقبل المنصة الأمر الجديد دون مشكلة.
ولكن ماذا عن الحسابات غير المتوافقة مع قاعدة "الوارد أولاً، صادر أولاً" (FIFO)؟ دعنا نحاول تنفيذ نفس الصفقات في حساب عادي. سنشتري 1 لوت على EUR/USD.
دعنا نحاول شراء نفس الكمية من نفس زوج العملات. كما ترى، لم يجد الوسيط مشكلة في معالجة كلا الأمرين في وقت واحد.
علاوة على ذلك، إذا كنت تريد بيع 1 لوت على EUR/USD، سيكون بمقدورك القيام بذلك بدون أي مشاكل.
تُظهر المنصة أن جميع الأوامر الثلاثة قد تم قبولها بدون مشاكل.
لاحظ أن الحساب غير المتوافق مع قاعدة FIFO سيعمل بهذه الطريقة فقط في حالة اختيار نوع حساب التحوط عند إنشاء حساب على منصة الميتاتريدر. إذا اخترت حساب مقاصة، سيتم تجميع كافة المراكز على نفس زوج العملات في مركز واحد.
أحد النقاط الأخرى التي ينبغي تذكرها عند التداول في حساب FIFO (على الأقل عند فتحه مع شركة OANDA) هو أن الأمر سيقع ضمن متطلبات “الوارد أولاً، صادر أولاً” (FIFO) فقط في حال كان مرفقًا به هدف لإيقاف الخسارة أو أخذ الربح. على سبيل المثال، ستجد هنا مركزين شراء علىEUR/USD ، بحجم 1 لوت لكل منهما، حيث تم فتحهما دون مشاكل بسبب عدم إرفاق أمر إيقاف خسارة أو أخذ الربح بأي منهما.
ولكن إذا حاولت وضع أمر بنفس الحجم على نفس زوج العملات مع إرفاق إيقاف الخسارة أو أخذ الربح، سترفض المنصة قبول الأمر حتى إذا كانت الأوامر الأخرى لا تتضمن إيقاف خسارة أو أخذ الربح. لن تتمكن أيضًا من وضع أمر بدون SL/TP إذا كان الأمر السابق بنفس الحجم مرفق به SL/TP. تستثنى أوامر التحوط من هذه الحالة لأنك لن تستطيع وضع أمر على نفس زوج العملات في اتجاه معاكس للأمر الحالي حتى في حالة عدم إرفاق إيقاف الخسارة/أخذ الربح.
هل تنطبق قاعدة "الوارد أولاً، صادر أولاً" (FIFO) على الجميع؟
تُفرض قاعدة "الوارد أولاً، صادر أولاً" (FIFO) بشكل صارم في الولايات المتحدة، وهو ما يُعزى إلى إلزام الرابطة الوطنية للعقود الآجلة لجميع وسطاء الفوركس الأمريكيين الخاضعين للتنظيم بتطبيقها وفقًا لـقاعدة الامتثال 2-43b. لذلك ستلاحظ أن معظم متداولي الفوركس في الولايات المتحدة سيتعين عليهم الالتزام بهذه القاعدة في تداولاتهم.
وبرغم أن قاعدة FIFO تؤثر غالبًا على المتداولين والوسطاء في الولايات المتحدة فقط، ينبغي عليك التحقق قبل فتح حساب مع وسيط غير أمريكي مما إذا كان يطبق قاعدة FIFO لسبب أو لآخر.
ما مغزى وجود قاعدة FIFO
أحد الأسباب الأكثر وضوحًا لفرض قاعدة “الوارد أولاً، صادر أولاً” (FIFO) هو منع التحوط، والذي يعتبر ممارسة محظورة في الولايات المتحدة. يجادل أنصار FIFO بأن تلك القاعدة تُزيد مستوى الأمان للمتداولين حيث تمنع متطلبات “الوارد أولاً، صادر أولاً” الوسطاء من تعديل السعر بطريقة قد تضر بالمتداول. في واقع الأمر، أجرت NFA تعديلاً على قاعدة FIFO ينص على أن الوسيط يمكنه تعديل السعر فقط بهدف حل شكوى لمصلحة العميل. من المفترض أيضًا أن تُسهل قاعدة FIFO من إدارة الصفقات، حيث تجعل من الأسهل التنبؤ بموعد إغلاق كل مركز.
برغم ذلك، هناك العديد من الجوانب السلبية لهذه القاعدة. مرة أخرى، العيب الأكثر وضوحًا هو عدم القدرة على استخدام التحوط لحماية نفسك من المخاطر. كما أنها تمنع المتداولين من استخدام استراتيجية تنطوي على فتح وإغلاق عدة مراكز عند مستويات أسعار مختلفة، مثل استراتيجيات martingale و grid تُصعب القاعدة أيضًا من اختبار المستشارين الخبراء على نفس زوج العملات.
كيف تلتف على متطلبات FIFO
هناك عدة خيارات متاحة للمتداولين الذين يرغبون في تجنب التعامل مع الصعوبات المرتبطة بحسابات FIFO:
- فتح حساب مع وسيط غير أمريكي. الخيار الأكثر بداهة هو الاستعانة بوسطاء من خارج الولايات المتحدة غير ملزمين بلوائح FIFO، وبالتالي من المستبعد أن يفرضوا متطلبات “الوارد أولاً، صادر أولاً” على حسابات عملائهم. ربما تكمن مشكلة هذا الحل في أن معظم الوسطاء غير المرخصين في الولايات المتحدة يرفضون التعامل مع المقيمين في الولايات المتحدة.
- استخدام عدة حسابات. يمكنك أيضًا فتح عدة حسابات FIFO والتداول في كل منها بشكل منفصل. ولكن سيتعين عليك أيضًا التعامل مع صعوبات إدارة عدة حسابات منفصلة، ناهيك عن التكاليف الإضافية المرتبطة بذلك.
- استخدام مراكز من أحجام مختلفة. ربما يكون الحل الأسهل هو تغيير حجم المركز بشكل طفيف مع كل أمر جديد. سيساعدك إجراء أي تغيير طفيف في حجم المركز على تجنب قاعدة “الوارد أولاً، صادر أولاً”. ولكن مرة أخرى، قد تؤدي تلك الطريقة إلى جعل تداولاتك وقدرتك على إدارة المراكز أكثر تعقيدًا، حيث تصعب من مهمة مقارنة أداء استراتيجيات مختلفة أثناء فترة الاختبار، كما ستواجه صعوبات في استخدام المستشارين الخبراء.
- جرب استخدام أوامر بدون إيقاف الخسارة وأخذ الربح. كما أوضحنا في مثال التداول مع OANDA، يمكنك في بعض الأحيان تجنب قاعدة “الوارد أولاً، صادر أولاً” (FIFO) عن طريق وضع أمر بدون إيقاف الخسارة أو أخذ الربح. وبرغم أن التداول بدون إيقاف الخسارة أمر محفوف بالمخاطر، ولكنه يظل طريقة أخرى لتجنب متطلبات FIFO.
- استخدم أزواج عملات مختلفة. يساعد استخدام أزواج عملات مختلفة لكل مركز جديد في تجنب قاعدة FIFO تمامًا.
- استخدم أزواج العملات الشاذة. يطبق الوسطاء عادةً قاعدة “الوارد أولاً، صادر أولاً” (FIFO) على أزواج عملات معينة. وبرغم أن جميع أزواج العملات الرئيسية ستخضع لتلك القاعدة، فإن العملات الأقل تداولاً (الشاذة) تقع غالبًا خارج متطلبات FIFO. وبطبيعة الحال، ستجبرك هذه الطريقة على تداول أزواج عملات أقل شيوعًا والتعامل مع المخاطر المرتبطة بها، بما في ذلك شح السيولة.