النتائج الشائعة

$ £ ¥
¥ £ $

متى تغلق صفقة الفوركس الخاسرة؟

يعتبر توقيت إغلاق الصفقة الخاسرة واحد من أصعب القرارات التي سيتعين عليك اتخاذها أثناء تداول الفوركس. لا تتخيل أنك لن تضطر لمواجهة هذا الموقف الصعب لاعتقادك بأنك تمتلك نظام تداول مثالي؛ فبرغم أن الطريقة المثلى لتجنب هذا الأمر هو تجنب الدخول في صفقات خاسرة من الأساس، إلا أن الواقع العملي يؤكد أن الصفقات الخاسرة هي أمر لا مفر منه، حتى مع استخدام أنظمة تداول جيدة. لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث أن كثير من متداولي الفوركس يجد صعوبة حتى في فهم ما إذا كانت صفقته خاسرة من الأساس، خصوصاً هؤلاء الذين يستخدمون أنظمة تتسبب كثيراً في إغلاق صفقاتهم أثناء الارتدادات المؤقتةوالتي يعقبها عودة السعر إلى مساره الأصلي.

ستكتشف مع مرور الوقت أن اتخاذ قرارات التداول في الأوقات التي يتحرك فيها السوق ضدك خلال مرحلةاختبار الأداء السابق أسهل كثيراً من اتخاذ نفس القرارات أثناء التداول الحقيقي. لن تحتاج لوقت كبير للتفكير في الموقف لأنك غير مضطر للانتظار طويلاً، كما ستلاحظ أن الإجراءات والخطوات التي ستتخذها أكثر سهولة ووضوحاً في هذه المرحلة. يختلف الأمر في الحياة الواقعية، لأن الدقائق والساعات والأيام تمر ثقيلة بينما أمامك متسع من الوقت لإعادة النظر في قراراتك السابقة. الأمور التي بدت سهلة وواضحة أثناء الباك تيست تبدو الآن أقرب إلى لغز يصعب حله. ستجد نفسك تحدثك بقائمة لا تنتهي من الأسئلة، "هل أنا بالفعل في صفقة خاسرة؟ هل سيتغير الموقف إذا انتظرت لبعض الوقت. أم سيظل الاتجاه الحالي كما هو دون تغيير؟ هل يجب أن انتظر حتى ضرب مستوى الخسارة وبالتالي تحمل المزيد من الخسائر؟ وهل وضعت أوامر الوقف عند مستويات قريبة جداً وبالتالي من الأفضل تحريك إيقاف الخسارة قليلاً لإتاحة الفرصة للسعر كي يعكس وجهته؟ ربما ما يحدث الآن مجرد حركة تصحيحية، ولكني لا أطيق الانتظار أكثر من هذا، ولهذا سأغلق الصفقة في وقت مبكر." تلك مجرد أمثلة على الكم الهائل من الأفكار المتناقضة التي ستراودك وأنت تجلس أمام منصة التداول.

بعض هذه الأفكار يلعب على أوتار الحذر فيما البعض الآخر يخطئ من زاوية الاندفاع في مغامرات غير محسوبة. وفي كلا الحالتين، ستجد نفسك مضطراً لتكبد خسائر غير ضرورية سواء بسبب الالتصاق بصفقة خاسرة على أمل أن الوضع الحالي سينقلب رأساً على عقب أو نتيجة الخروج من صفقة رابحة لمجرد مواجهة خسارة بسيطة في البداية، ثم تفاجئ بارتداد السعر مرة أخرى وتفويت فرصة ربح سانحة.

إذا كنت معتاداً على مواجهة الحالات التي يرتد فيها السعر ضدك لبعض الوقت قبل أن يتحرك في الاتجاه المواتي، عندها يمكن النظر إلى التحركات التصحيحية كجزء من فرصة التداول ذاتها، مع السعي للدخول بعد اكتمال الارتدادات المؤقتة. ستساعدك هذه الطريقة على تجنب الانجراف للتداول على أساس اتجاهات خاطئة. وبشكل عام، هناك قاعدة جيدة وبسيطة لاكتشاف ما إذا كانت صفقتك خاسرة بالفعل أم أن الخسائر الحالية مجرد وضع مؤقت سينتهي قريباً. اطرح على نفسك السؤال التالي: "هل الأسباب التي دخلت الصفقة على أساسها لم تعد موجودة؟"

إذا اكتشفت أن الأسباب والمبررات التي اعتمدت عليها في الدخول إلى الصفقة لم تعد موجودة، عندها فإن القرار الأفضل هو الخروج من الصفقة وتجنب المزيد من الخسائر. بعبارة أخرى، هل كنت سترفض الدخول في أي صفقة إذا توفرت الأوضاع الحالية في السوق قبل فتح صفقتك القديمة؟ من الذكاء عدم المكابرة في هذه المواقف وإغلاق الصفقة بأسرع وقت ممكن. لا تجلس بانتظار حدوث تغير مفاجئ لا يستند إلى أي مبررات منطقية. أنت في هذه الحالة أقرب إلى المقامر منه إلى المتداول، وفي هذه الحالة لن تقتصر خسارتك على الصفقة الحالية بل أنك دون أن تدري تكتسب عادات سلبية وتتصرف بعقلية غير مناسبة للتداول في الأسواق المالية.

أما إذا كانت الأسباب التي دفعتك لفتح الصفقة لا تزال سارية، عندها يمكنك افتراض أن ما يحدث لا يعدو كونه ارتداد مؤقت، خصوصاً إذا ما ظهرت إشارات جديدة تؤكد منطقية المبررات التي اعتمدت عليها في بداية صفقتك. في هذه الحالة، فإن القرار الأصوب هو إبقاء الصفقة المفتوحة. حاول أيضاً تذكر القرار الذي كنت سوف تتخذه إذا ما واجهت نفس الموقف أثناء فترات الباك تيست. وإذا رأيت أنه من غير المجدي إعادة النظر في النتائج التي خلصت إليها في البداية، فاسأل نفسك ما هو القرار الذي كنت ستتخذه؟ أتمنى أن تساعدك هذه النصائح في الحد من خسائرك أثناء تداول الفوركس دون أن تضطر للتخلي عن الصفقات الرابحة!