يعتبر التحليل الفني واحد من الأدوات الفعالة للتنبؤ بحركة الأسعار في سوق الفوركس. كما يحظى التحليل الفني بشعبية أكبر في تداول العملات مقارنة مع التحليل الأساسي حيث يواظب على استخدامه المتداولين المبتدئين والمحترفين على حد سواء. ولكن هل التحليل الفني بالفعل منتشر وناجح إلى هذه الدرجة؟ هناك بعض المواقف التي قد يؤدي فيها استخدام التحليل الفني إلى إلحاق أضرار بالغة بتداولاتك.
الأخبار بالغة الأهمية. عندما تصدر أخبار اقتصادية هامة وتأتي بنتائج غير متوقعة تتجاوز أي تقديرات سابقة، فإنها تكون كفيلة بتدمير كافة النماذج الفنية حتى الأكثر موثوقية منها. الأمر فعلاً أقرب إلى الانتحار حين تعتمد على التحليل الفني وسط الضوضاء والتقلبات الحادة التي تنتاب السوق بعد صدور هذه النوعية من الأخبار. الأخبار المرتبطة بالكوارث الطبيعية والأعمال الإرهابية تؤثر أيضاً على سوق الفوركس بنفس الطريقة.
عطلات الأسواق. ينصح الخبراء دائماً بالابتعاد تماماً عن التداول أثناء العطلات الرئيسية (مثل بداية العام الجديد والكريسماس). يفشل التحليل الفني في هذه البيئة بسبب محدودية أحجام التداول الأمر الذي يجعل السوق في حالة غير متوازنة وعرضة لحدوث قفزات سعرية حادة في كافة الاتجاهات. يحاول بعض المضاربين الكبار الاستفادة من شح السيولة وضعف أحجام التداول لتحقيق مكاسب على حساب المتداولين الصغار خلال هذه الفترات.
انتفاخ وانفجار الفقاعات السعرية. حين تنتاب الأسواق حالة من الولع بأصل معين يكون من الصعب تطبيق القواعد التقليدية للتحليل الفني. في بعض الأحيان ترتفع بعض أزواج العملات في سوق الفوركس بطريقة أشبه إلى الفقاعة السعرية (واحد من أبرز الأمثلة على ذلك هو الشغف بتجارة الكاري تريد خلال الفترة من 2001 إلى 2007). وفي تلك الحالة قد يكون ركوب الموجة والاستفادة من هذه الارتفاعات استراتيجية مربحة للغاية، ولكن لا تتوقع أن يحترم السوق مستويات الدعم والمقاومة العادية.
تذكر دائماً أن التداول باستخدام التحليل الفني في مثل هذه المواقف هو أمر محفوف بالمخاطرة واحرص على تطبيقه في سياقه الصحيح، أي في الحالات التي لن تتأثر فيها استراتيجيتك بأي قوة قاهرة. في كثير من الأحيان ستجد أن التحليل الفني هو صديقك الوفي في سوق الفوركس – ولكن توخى الحذر لأن بعض الظروف قد تحوله إلى ألد أعدائك.