هناك العديد من الأسواق المالية منها : أسواق الأسهم , العقود الآجلة , الخيارات والعملات . ربما قد تكون هذه هي أكثر الأسواق شيوعا بالنسبة للمتداولين اليوميين مثلي ومثلك . الناس عادة تفهم بسهولة أساسيات تجارة الأسهم , لهذا سوف استخدم أحيانا بعض الأمثلة من هذا السوق .
لقد بدأت بالمتاجرة في الأسهم أولا قبل ان انتقل إلي تجارة العملات ؛ وبالتالي فان , اغلب الأمثلة التي سأستخدمها في هذا الكتاب ستكون من هذا السوق .
إذا كنت لا تعرف الكثير عن تجارة العملات , إذا اسمح لي ان أقدمها لك فهي المجال الذي أتاجر فيه وأنا علي يقين بانه احد أفضل الأسواق كفاءة . تكلفة المعاملات في هذا السوق تكاد لا تذكر ومعظم الوسطاء يقدمون الأدوات والبيانات اللازمة لاتخاذ قرارات التداول بشكل مجاني . السوق يعمل علي مدار الأربعة وعشرين ساعة يوميا الأمر الذي يسمح لك بترتيب ساعات تداولك حسب التزاماتك اليومية . هذا السوق يتمتع بدرجة عالية من التقلبات وهو الأمر الذي يعد جيدا بالنسبة للأشخاص الباحثين عن فرص تداول يومية .
سوق تبادل الصرف الأجنبي هو السوق الذي يتم فيه بيع وشراء عملة في مقابل العملات الأخرى . البعض قد يعطي هذا السوق مسميات فضفاضة علي شاكلة سوق الصرف الأجنبي , سوق الفوركس أو سوق تبادل العملات .
سوق الفوركس يعد اكبر الأسواق المالية علي مستوى العالم حيث تبلغ أحجام التداولات فيه ما يتجاوز 7.5 تريليون دولار يوميا , كافة المعاملات في هذا السوق تتضمن نوعا من التجارة الدولية حيث تتحرك الاستثمارات في كافة أرجاء السوق علي اعتبار انه ينطوي بطبيعته علي تبادل العملات .
يمكن القول بان الفوركس هو أكثر الأسواق الموجودة من حيث درجة الكمال وذلك بسبب وجود هذا العدد الهائل من البائعين والمشترين لذات المنتجات . هناك تدفق للبيانات والمعلومات بشكل مستمر دون أي تكلفة فضلا عن وجود حد أدنى من العوائق التي قد تحد من المشاركة فيه .
سوق تبادل العملات هو من نوعية أسواق التبادلات الداخلية (OTC ) وهو ما يعني عدم وجود مكان محدد لالتقاء البائعين والمشترين أثناء تبادل العملات . بدلا عن ذلك , فان المعاملات يتم إجرائها بواسطة الهاتف , الفاكس , البريد الالكتروني أو من خلال مواقع الوسطاء المتعاملين في مجال تبادل العملات على الانترنت .
مراكز التعاملات الرئيسية أثناء كتابة هذه السطور هي : لندن والتي تصل حجمها إلي نحو 30% من إجمالي السوق , نيويورك بـ 20% , طوكيو بـ 12% , زيورخ , فرانكفورت وهونج كونج وسنغافورة بـ 7% لكلا منهما , يليهما باريس وسدني بـ 3% لكلا منهما . ونظرا لطبيعة وجود هذه المراكز للتبادل علي مستوى العالم , فان متداولي العملات الأجنبية يمكنهم تنفيذهم معاملاتهم علي مدار الأربعة وعشرين يوميا . هذا السوق لا يغلق أبدا سوى في العطلات الأسبوعية.
" اللاعبين " الرئيسين في سوق الفوركس
هناك خمسة فئات رئيسية من المشاركين في هذا السوق هم : المستهلكون , الشركات , المستثمرون , المضاربون , البنوك التجارية والاستثمارية والمركزية .
المستهلكون , تشمل هذه الفئة زائري البلدان الأجنبية والسائحين والمهاجرين والذين يكونون بحاجة لمبادلة العملات التي بحوزتهم أثناء سفرهم حتى يتمكنوا من شراء السلع والخدمات المحلية في البلد الذي يزرونه . هؤلاء المشاركون ليست لديهم أية قدرة علي تحديد الأسعار . هم فقط يبيعون ويشترون طبقا لسعر الصرف السائد . هذه النوعية تمثل جزء كبير من أحجام التعاملات في هذا السوق .
الشركات التي تستورد وتصدر البضائع والخدمات تكون هي الاخرى بحاجة إلي مبادلة العملات لاستقبال الأموال او دفعها في مقابل السلع والخدمات التي يكونون قد اشتروها أو باعوها .
المستثمرون والمضاربون يحوزون العملات لشراء وبيع الأدوات المالية الاستثمارية مثل الأسهم , السندات , الإيداعات البنكية أو القروض العقارية .
البنوك التجارية والاستثمارية الكبرى هم من يطلق عليهم " صانعي السعر " . فهم من يقومون ببيع وشراء العملات عند أسعار السؤال والعطاء التي يعرضونها من خلال تجار النقد الأجنبي .
البنوك التجارية تتعامل مع زبائنها وجها لوجه وأيضا مع البنوك الأخرى أو ما يسمي بتبادلات الانتربنك. هذه البنوك تربح من خلال الاستفادة من الفرق بين أسعار العطاء والسؤال . سعر العطاء هو معدل الصرف الذي يمكن ان يشتري به المتداول سعر عملة معينة فيما سعر العرض هو معدل الصرف الذي يمكن للمتداول ان يبيع به ذات العملة . الفرق بين كليهما يسمي اسبريد العرض والطلب . أيضا فان البنوك تحقق أرباح من المضاربة علي أسعار العملات من خلال التكهن ما إذا كان سعر احد العملات سيرتفع أو سينخفض .
البنوك المركزية تشارك في سوق تبادل العملات الأجنبية وفق للواجبات الملقاة علي عاتقهم من قبل حكوماتهم . هؤلاء يقومون بتجارة العملات ليس بنية تحقيق الربح ولكن لتسهيل السياسات النقدية الحكومية والمساعدة في تحقيق استقرار عملة الاقتصاد الذي يتبعونه .