نسخ صفقات التداول أو ’التداول بالنسخ‘ أو Copy Trading هو أحد طرق التداول التي ظهرت في الفترة من منتصف إلى أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وتزايدت شعبيته منذ ذلك الحين. يعتبر النسخ أحد الخيارات الجذابة للغاية بالنسبة للمتداولين المبتدئين على وجه الخصوص، وذلك رغم أنه يحمل أيضًا بعض المنافع للمتداولين الأكثر خبرة. يحظى سوق الفوركس بجاذبية خاصة لمتداولي النسخ بالنظر إلى كونه السوق الأكبر والأكثر سيولة على مستوى العالم. برغم ذلك، يمكن استخدام فكرة نسخ التداول في الأسواق المالية الأخرى، مثل الأسهم والعملات المشفرة. يشرح هذا الدليل ماهية نسخ التداولات، وما هي طرق نسخ الصفقات، وما إذا كانت هذه الطريقة خاضعة للتنظيم، فضلاً عن التعرض للمزايا والمخاطر المصاحبة لنسخ صفقات التداول.
ما هو نسخ صفقات التداول؟
نسخ الصفقات هو أحد التصنيفات الفرعية لما يطلق عليه ’التداول الاجتماعي‘ وكما يوحي الاسم، فإنه يشير إلى عملية تنطوي على قيام متداول بنسخ المعاملات التي ينفذها متداول آخر. يُطلق عليه في بعض الأحيان نموذج الاستثمار المعتمد على
من المفترض أن يتمتع المتداول الذي يتم نسخ صفقاته بقدر من المعرفة والخبرة، لذا يطلق عليه المتداول المنسوخ، المتداول الأستاذ، المزود ، القائد، أومزود الإشارات. يحصل ’المتداول المنسوخ‘ إما على رسوم ثابتة من متابعيه أو نسبة مئوية من الأرباح التي تحققها الحسابات الناسخة. أما المتداول الذي يقوم بإجراء عملية النسخ فإنه يطلق عليه المتداول الناسخ، المتداول الاجتماعي، الناسخ، المشترك، أو المُتابِع.
كانت عملية نسخ التداولات تتم في البداية بشكل يدوي، حيث كان المتداولين الناسخين يتلقون إشارات التداول من مزود التوصيات ويقومون بتنفيذ نفس الأوامر يدويًا. أما في الوقت الحاضر، فإن الحديث عن نسخ التداول يُقصد به في معظم الأحيان عملية مؤتمتة بالكامل يقوم فيها المتداولين الناسخين بمتابعة المتداولين الأساتذة وتكرار نفس إجراءاتهم: فتح المراكز، وضع نفس أهداف أخذ الربح وإيقاف الخسارة، وإغلاق الصفقات.
يحظى نسخ التداول بجاذبية خاصة للمتداولين الذين يفتقرون للخبرة لأنه لا يتطلب توفر أي مهارات أو معرفة بالأسواق المالية. كما يقدم أيضًا فرصة للتعلم تتيح للمتداولين الأقل خبرة اكتساب المعرفة وفهم طبيعة الأسواق من خلال مراقبة صفقات المتداولين الأكثر خبرة الذين يتابعونهم. برغم ذلك، فإن فرص التعلم عادةً ما تكون محدودة، حيث أن نسخ صفقات التداول لا ينطوي على فهم الاستراتيجيات التي يوظفها المتداول الأستاذ، ناهيك عن أسباب الصفقات المفتوحة.
يمكن أن يقدم نسخ التداولات أيضًا بعض المزايا المفيدة للمتداولين الأكثر خبرة. على سبيل المثال، يمكن لهؤلاء الحصول على بعض أفكار التداول وزيادة حصيلة معرفتهم من خلال مراقبة سلوك المتداولين الذين ينسخون صفقاتهم. يسمح نسخ التداول أيضًا للمتداولين الأكثر خبرة بتنويع محافظهم الاستثمارية من خلال نسخ صفقات نظرائهم الذين يتخصصون في أسواق ربما لا يمتلكون خبرة سابقة في التعامل معها. يمكن أن يُستخدم نسخ التداول أيضًا كنوع من الدخل السلبي لتكملة أنظمة التداول التقليدية، حيث أنه لا يتطلب سوى القليل من الوقت والجهد.
توضح الصور التالية المفاهيم الأساسية لنسخ صفقات التداول، ومن المفترض أن تساعدك على فهم آلية العمل بصورة أفضل.
تعرض هذه الصورة مثال لنسخ الصفقات في أبسط صوره:
تُظهر الصورة أنه يمكن لعدة متداولين نسخ صفقات متداول أستاذ واحد. يتبع الناسخون 1 و2 الأستاذ 1، فيما يتبع الأستاذ 2 الناسخون 2 و3. وكما ترى، يستطيع متداول واحد متابعة عدة متداولين أساتذة، وليس بالضرورة واحد فقط. في هذا المثال، يُتابع الناسخ 2 الأساتذة 1 و2.
توضح هذه الصورة كيف تربط منصة نسخ التداولات بين المتداولين الأساتذة والمتداولين الناسخين:
يرسل الأساتذة صفقاتهم إلى المنصة، فيما يحدد الناسخون المتداول الأستاذ الذين يرغبون في متابعته. يتم تعيين لون مختلف لكل متداول أستاذ لتسهيل التمييز بين صفقاتهم. وكما ترى، يتبع الناسخ 1 الأستاذ 2، فيما يتابع الناسخ 2 الأساتذة 1 و3. ويتابع الناسخ 3 الأساتذة 1 و2 و3، فيما يتابع الناسخ 4 الأستاذ 1.
توضح هذه الصورة كيف يمكن لمتداول واحد تخصيص أمواله بين حسابات عدة أساتذة مختلفين:
في هذا المثال، قام المتداول الناسخ بتحويل 20,000$ إلى حسابه على منصة التداول، ثم قام بعد ذلك بتخصيص 10,000$ إلى الأستاذ 1، و5,000$ لكلاً من الأساتذة 2 و3.
تذكر أنه عندما يضع متداول أستاذ جزءً من أمواله في أحد الأصول، فإن المتداول الناسخ يضع هو الآخر حصة مساوية من المبلغ الذي خصصه لهذا الأستاذ. على سبيل المثال، إذا افترضنا أن رصيد حساب المتداول الأستاذ 100,000$ وقرر شراء EUR/USD من خلال تخصيص 5% من رأسماله، أي 5,000$، لهذه المعاملة. في هذه الحالة سيشتري المتداول الناسخ هو الآخر زوج EUR/USD ولكن بدلاً من تخصيص 5,000$، فإنه سيفتح صفقة شراء بنسبة 5% من الأموال التي خصصها لهذا الأستاذ. بعبارة أخرى، إذا كان هذا الناسخ قد خصص 10,000$، فإنه سينفق 500$ لفتح صفقة شراء على EUR/USD. أما إذا كان قد خصص 5,000$، فإنه في هذه الحالة سينفق 250$.
تاريخ نسخ التداول
يمكن القول أن تاريخ نسخ التداول حديث نسبيًا. وتعود جذور هذا النوع من النشاط إلى عقد التسعينات عندما كان بعض المتداولين يرسلون نشرات إخبارية إلى متابعيهم يصفون فيها الاستراتيجيات والصفقات التي يقومون بها. ومع انتشار الإنترنت في العقد الأول من القرن الواحد وعشرين، ظهرت غرف التداول الافتراضية وغرف الدردشة باعتبارها أماكن ملائمة لاجتماع المتداولين بهدف مناقشة خططهم ونواياهم. في هذا الإطار، كان المتداول المحترف يستطيع الإعلان عن الأوامر التي ينوي فتحها، ثم يترك حرية الاختيار لباقي المشتركين في متابعة هذه الأوامر من عدمه.
أدى صعود التداول الآلي (أو الخوارزمي) خلال الفترة من منتصف إلى أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين إلى ظهور نموذج ’محاكاة التداول‘ أو Mirror Trading برفقة ’التداول بالنسخ‘ أو Copy Trading، رغم أن التركيز في البداية كان منصبًا على النوع الأول. كانت Tradency واحدة من أولى المنصات التي قدمت نظامًا للتداول الآلي في 2005 تحت اسم Mirror Trader. وأتاح هذا النظام للمتداولين نشر استراتيجياتهم بالتوازي مع سجلات تُظهر أداء الاستراتيجية، فيما كان بمقدور المتداولين الآخرين ’محاكاة‘ جميع الصفقات الصادرة عن تلك الاستراتيجية في حساباتهم.
وفي مرحلة لاحقة، خطت منصات التداول الآلي، مثل eToro و Zulutrade خطوة أبعد من ذلك من خلال ربط حساب المتداول مع حسابات متداولين آخرين دون الحاجة لنشر استراتيجيته. سمح ذلك بنسخ كافة صفقات وإجراءات المتداولين الآخرين بشكل مؤتمت تمامًا.
خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وما تلاه، صعد نجم مفهوم نسخ التداولات وبدأ عدد كبير من وسطاء الفوركس في تقديم هذه الخدمة لعملائهم. ولكن في مرحلة لاحقة، أدت تداعيات الأزمة المالية التي وقعت في 2008 بالتوازي مع تزايد ظهور المحتالين في هذا المجال إلى تدخل السلطات التنظيمية في محاولة لتطهير السوق. انعكس ذلك في تشديد اللوائح التنظيمية ما دفع العديد من الوسطاء إلى إغلاق خدمات نسخ التداول. برغم ذلك، كان هناك جانب إيجابي تمثل في أن العدد القليل المتبقي من مزودي خدمات نسخ التداول أصبحوا أكثر جدارة بالثقة، لاسيما هؤلاء الذين قاموا بتسجيل خدماتهم لدى إحدى الجهات التنظيمية المرموقة.
التداول الاجتماعي، محاكاة التداول، ونسخ التداول: ما هو الفرق بينها؟
يعتبر نسخ التداول أحد أفرع التداول الاجتماعي. برغم ذلك، يتم استخدام مصطلحات نسخ التداول ومحاكاة التداول والتداول الاجتماعي بشكل مترادف. تعرض القائمة التالية المعنى الأكثر شيوعًا لكل مصطلح من هذه المصطلحات.
- التداول الاجتماعي هو مفهوم ينطوي على مشاركة المتداولين لأفكارهم وخططهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، أو المنتديات والمواقع الشبيهة. لا يتضمن ذلك بالضرورة أي إجراءات لأتمتة عملية التداول. في هذا السياق، يختار كل متداول بنفسه الاستراتيجية التي يريد استخدامها أو يبتكر استراتيجيته الخاصة بناءً على الأفكار التي يتشاركها مع المتداولين الآخرين. هذا النوع هو الأكثر استهلاكًا للوقت والجهد مقارنةً بالمفاهيم الأخرى، كما يتطلب غالبًا توفر قدر معين من المعرفة لتدقيق الاختيار، وبالتالي يعتبر أكثر ملائمة للمتداولين ذوي الخبرة. ومع ذلك، يستفيد المتداولين الجدد أيضًا من التعلم عن طريق التفاعل مع نظرائهم الأكثر خبرة. وبرغم أن التداول الاجتماعي يستغرق قدر كبير من الوقت والجهد مقارنةً بأنواع التداول الأخرى، فإن ميزته الرئيسية هي أنه يسمح لك بتعلم كيفية التداول وفهم الأسواق بشكل أفضل. كما يمنح المتداول الحرية الكاملة لمزج ومطابقة استراتيجيات وأساليب التداول المختلفة، حيث لا تجد نفسك مضطرًا لمتابعة متداول آخر أو استراتيجيته بشكل أعمى.
- محاكاة التداول أو Mirror Trading تعني مطابقة استراتيجيات المتداولين الآخرين. فبدلاً من متابعة متداول محدد، يقوم المتداولون بمحاكاة استراتيجية يمكن أن يقوم بإعدادها واستخدامها أي عدد من المتداولين. يمكن إجراء محاكاة التداول من خلال تنفيذ الصفقات يدويًا وفقًا للاستراتيجية المختارة. كما يمكن أتمتتها باستخدام الروبوتات والمستشارون الخبراء. تستهلك محاكاة التداول عادةً قدر أقل من الوقت والجهد مقارنةً بالتداول الاجتماعي، خصوصًا إذا كانت مؤتمتة. من بين المزايا الإضافية لهذه الطريقة هو إمكانية استخدام الاستراتيجيات القائمة على التحليل الفني لأي عدد من الأصول. يوفر هذا النوع من التداول مرونة أقل مقارنةً بالتداول الاجتماعي، حيث يتوقع منك إتباع الاستراتيجية بشكل أعمى. الخيار الوحيد الذي يمكن أن تقرر بشأنه هو اختيار الاستراتيجية التي تريد استخدامها، كما تتاح لك حرية التوقف عن استخدامها إذا كنت ترى أنها لا تجدي نفعًا.
- نسخ التداول أو التداول بالنسخ (Copy Trading) هو عملية تنطوي على نسخ صفقات متداول آخر. فبدلاً من محاكاة الاستراتيجية، يمكنك نسخ كل إجراء يقوم به المتداول الذي اخترت متابعته. يمكن أن تتم عملية النسخ يدويًا من خلال إجراء نفس الصفقات التي يقوم بها المتداول الذي تتابعه. ولكن في الواقع العملي، يسمح مزودي خدمات النسخ في الوقت الحالي بأتمتة العملية برمتها. في هذه الحالة، ما عليك سوى اختيار المتداول (أو المتداولين) الذي تريد متابعته، ثم تحديد النسبة المئوية من رأس المال المتوفر في حسابك الذي تريد تخصيصه لهذا المتداول. بعد الانتهاء من هذه الخطوات، سيتم نسخ جميع صفقات التداول دون تدخل من طرفك. الميزة الأكثر وضوحًا لنسخ التداول هو أنها تحرر وقتك لاستخدامه في أي أنشطة أخرى، كما تسمح لك بالاستفادة من خبرات المتداولين المخضرمين. برغم ذلك، فإن العيب الرئيسي هنا هو أن فرص التداول محدودة للغاية. كما أنك تتخلى عن حقك في اتخاذ قرارات التداول، على الرغم من أن بعض المنصات تسمح لك بتحديد معلمات المخاطرة بنفسك أو حتى اختيار الصفقات التي تريد تنفيذها.
طرق نسخ التداول
هناك عدة منهجيات مختلفة لنسخ صفقات التداول:
- الآلية. استخدم منصة نسخ التداول لاختيار المتداول الذي تريد متابعته، ثم قم بتعيين معلمات المخاطرة إذا كانت المنصة تسمح بذلك، وأخيرًا اجلس وانتظر النتائج. هذه هي الطريقة الأكثر أريحية لنسخ صفقات التداول دون عناء.
- اليدوية. في هذه الحالة أنت تقرر بنفسك ما إذا كنت تريد تنفيذ صفقة المتداول الذي تتابعه من عدمه. بعد ذلك، ستحتاج إلى تنفيذ الصفقة يدويًا إذا اخترت نسخها، تمامًا كما لو كنت تتداول بنفسك. تحتاج هذه الطريقة إلى مزيد من الوقت والجهد، كما يجب مراعاة أن ظروف السوق قد تتغير بين وقت تنفيذ المتداول الأستاذ لصفقته ووقت استلام إشعار النسخ، ثم وقت فتح الصفقة بنفسك. ولكن من إيجابيات هذه الطريقة هي أنها تمنحك مزيدًا من الحرية في اختيار الصفقات التي تقبلها، وكذلك تجنب الصفقات التي لا تفضلها.
- التدريب. هذه الطريقة أقرب إلى التداول اليدوي، ولكنك تدفع في هذه الحالة ليس فقط مقابل نسخ صفقات متداول آخر، ولكن أيضًا مقابل شرح مبررات فتح هذه الصفقات. هذه الطريقة مفيدة بوجه خاص للمتداولين الجدد حيث أنها تسمح لهم بتعلم آليات التداول مباشرةً من أحد المتداولين ذوي الخبرة. وبطبيعة الحال، فإن تلك الطريقة هي غالبًا الأكثر تكلفة من بين آليات النسخ الأخرى، ناهيك عن صعوبة إيجاد متداول جيد يمكنك أن تتعلم منه بحق.
ما هي آليات العمل؟
تختلف الخطوات التفصيلية لنسخ الصفقات بحسب منصة نسخ التداول التي تختارها. ولكن في معظم الأحيان تنطوي عملية نسخ التداول على الخطوات التالية:
- أولاً وقبل أي شيء، تحتاج إلى إيجاد منصة مناسبة تقدم خدمة نسخ التداول. حاول أن يقتصر اختيارك على مزودي هذه النوعية من الخدمات الذين يتمتعون بسمعة طيبة وتاريخ طويل، ويفضل أن تكون المنصة مسجلة لدى إحدى السلطات التنظيمية المرموقة.
- قبل البدء في نسخ صفقات التداول الحقيقية، ربما تكون فكرة صائبة اختبار المنصة باستخدام حساب تجريبي.
- إذا كنت راضيًا عن النتائج التي حققتها على الحساب التجريبي، يمكنك البدء في نسخ الصفقات الحقيقية لاحقًا. ابحث عن متداول مناسب لنسخ صفقاته، وذلك على الرغم أن البعض يوصي بمتابعة عدة متداولين. قم بإجراء تحليل شامل لسجلات المتداول قبل متابعته. من المفترض أن يتمتع المتداول الذي يقع عليه الاختيار بقدر كبير من النشاط وتحقيق نتائج متسقة وامتلاك عدد كبير من المتابعين، وكذلك قضاء عدة أشهر على الأقل في التداول على نفس المنصة. كُن حذرًا ولا تتسرع في اختيار متداول لمجرد أنه يتمتع ببعض الشهرة.
تحقق جيدًا من النتائج، خصوصًا إذا بدت جيدة للغاية بدرجة يصعب تصديقها. تنويع محفظتك ستكون أيضًا فكرة صائبة. افترض أنك تتابع متداول واحد متخصص في سوق الفوركس. في هذه الحالة، لماذا لا تفكر في متابعة متداول آخر منخرط في أسواق السلع أو الأسهم. أو مثلاً اختيار متداولين يعملون على أطر زمنية مختلفة. على سبيل المثال، إذا كان مزود الإشارات الذي تتابعه متداول يومي، يمكن أن تبحث عن متداول سوينغ أو أي نطاق زمني آخر. - الخطوة التالية هي تحديد مقدار رأس المال الذي تريد تخصيصه لكل متداول تتابعه. النصيحة الذهبية هنا هي ’ابدأ بمبلغ صغير‘. يمكنك في أي وقت تخصيص المزيد من الأموال إلى المتداول إذا كنت راضيًا عن أدائه.
- تعيين معلمات المخاطرة إذا كانت المنصة تسمح بذلك.
- اربط حسابك مع المتداول الذي تختاره واجلس في انتظار النتائج. ستقوم المنصة بعد ذلك بنسخ صفقات جميع المتداولين الذين اخترتهم تلقائيًا في حسابك.
- إعادة توزيع الأموال التي خصصتها للمتداول بناءً على أدائه، وذلك من خلال إضافة المزيد من الأموال إذا أعجبتك النتائج التي يحققها.
الوضع التنظيمي
يعتبر نسخ التداول نشاطًا قانونيًا في معظم البلدان، ولكن بشكل عام لا توجد لوائح تنظيمية مخصصة لحوكمة هذا النوع من التداولات على وجه الخصوص. وعلى أية حال يجب أن تكون على دراية بأن القوانين واللوائح ذات الصلة تختلف من بلد إلى آخر، لذا يجب عليك التأكد من طبيعة اللوائح التنظيمية في بلدك قبل البدء في نسخ التداول. من المهم أيضًا مراعاة الجانب القانوني إذا كنت بصدد السماح لمتداولين آخرين بنسخ صفقاتك لأن هذا النشاط قد يعتبر توصية استثمارية أو نصيحة مالية مشابهة، وبالتالي قد يتطلب الحصول على تصاريح معينة. من المخاطر الإضافية لنسخ صفقات المتداولين هو أن يكون البلد الذي يقيم فيه المتداول الذي تنسخه يطبق قوانين ولوائح مختلفة عن تلك السارية في بلدك. تراعي بعض منصات نسخ التداول هذا الأمر من خلال منع الصفقات التي تتعارض مع القوانين المعمول بها في بلدك. ولكن لتأمين نفسك، من الأفضل نسخ صفقات المتداولين المقيمين في بلدك، أو على الأقل في بلد يطبق قوانين مشابهة. بخلاف ذلك، ستكون أنت المسئول عن إجراء أي معاملات تخالف القانون حتى إذا تم تنفيذها من قبل المنصة بطريقة آلية.
تُصنف هيئة الأوراق المالية والأسواق الأوروبية أنشطة نسخ ومحاكاة التداول ضمن قانون توجهات الأسواق المالية MiFID (وفقًا للإجابة 9 في أسئلة وأجوبة حول MiFID)، كما تتبنى نهجًا مختلفًا تجاه عمليات نسخ التداول بحسب ما إذا كانت مؤتمتة أم لا. يعتبر النسخ الآلي لصفقات التداول بمثابة خدمة لإدارة المحافظ، وبالتالي يتطلب الحصول على تفويض ملائم من مزود الخدمة. في المقابل، لا يُصنف النسخ اليدوي للتداول باعتباره إدارة للمحافظ الاستثمارية. برغم ذلك، يمكن أن يندرج ضمن الفئات الأخرى للخدمات المالية، مثل الاستشارات الاستثمارية، أو تلقي ونقل الأوامر.
تتبنى سلطة مراقبة السلوك المالي في المملكة المتحدة نفس النهج الذي تطبقه هيئة الأسواق المالية الأوروبية فيما يتعلق بأنشطة نسخ التداول.
تُطبق الولايات المتحدة لوائح تنظيمية أكثر صرامة مقارنةً بالبلدان الأخرى. وعلى وجه الخصوص، يتضمن قانون دود فرانك لعام 2010 قاعدتين تنطبقان على متداولي النسخ: لا يُسمح بالتحوط (لا يمكنك فتح مراكز شراء وبيع على نفس الأصل في نفس الوقت) وقاعدة FIFO (الوارد أولاً، صادر أولاً — يجب تصفية المراكز على نفس الأصل بنفس ترتيب فتحها). وبسبب هذه التعقيدات الإضافية، من الأفضل لمتداولي الولايات المتحدة الاقتصار على نسخ صفقات المتداولين الأمريكيين فقط.
المزايا والعيوب
هناك فوائد عديدة يمكن أن يقدمها نسخ الصفقات للمتداولين، خصوصًا أولئك الذين يفتقرون للخبرة الكافية. ولكن في نفس الوقت لا يمكن إغفال العيوب والمخاطر التي ينطوي عليها. لذا يجب الموازنة بين الإيجابيات والمساوئ بعناية قبل اتخاذ القرار بشأن مدى جدوى المشاركة في أنشطة نسخ التداول.
المزايا
هناك العديد من المزايا لنسخ التداولات، خصوصًا للمتداولين الذين بدأوا للتو رحلتهم في عالم الاستثمار أو يرغبون في الانخراط في عملية التداول بدون دوام كامل. برغم ذلك، يمكن للمتداولين الأكثر خبرة الاستفادة من هذا النمط من التداولات. فيما يلي بعض المزايا التي يقدمها نسخ التداولات.
- سهولة الوصول. لا يتطلب نسخ التداول وجود معرفة مسبقة بأساسيات التداول، ما يجعله خيارًا جيدًا للمتداولين المبتدئين.
- الوصول إلى خبرات متداول آخر. يسمح نسخ التداول بالاستفادة من خبرات ومهارات شخص لديه خبرة أكبر منك حول ما يجري في الأسواق المالية.
- التعلم من المتداولين الأكثر خبرة. تمنحك مشاهدة المتداولين ذوي الخبرة فرصة التعرف على الأسواق وتوسيع نطاق معرفتك.
- تنويع المحفظة. يمنحك توفر مجموعة كبيرة من المتداولين الذين يقدمون إشارات نسخ التداول فرصة الوصول إلى عدد أكبر من الأسواق وأنماط التداول. هذا الأمر يجعل من نسخ التداول مفيدًا حتى إذا كنت متداولاً متمرسًا، حيث يسمح لك بالوصول إلى الأسواق التي لا تمتلك خبرة سابقة في التداول بها أو لديك معرفة محدودة بشأنها.
- يساعد نسخ التداول على توفير الوقت. نظرًا لإمكانية أتمتة عملية نسخ التداول برمتها، فإن هذا يمنحك ميزة الانخراط في هذا النمط من الاستثمار حتى إذا كانت لديك وظيفة يومية. كما يساعد ذلك على توفير قدر معتبر من الوقت لتعلم المزيد عن الأسواق المالية. يمكنك أيضًا تخصيص هذا الوقت لممارسة هواياتك أو حياتك الاجتماعية.
- يزيل تأثير المشاعر من عملية التداول. ربما تجد صعوبة في تجنب تأثير المشاعر والجانب العاطفي عمومًا عندما تخاطر بأموالك الحقيقية، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى صفقات غير عقلانية ودون المستوى في كثير من الأحيان. يساعدك نسخ التداول على تخطي هذه العقبة لأن أتمتة عملية التداول لا تترك بابًا تدخل منه العواطف للتأثير على نتائج التداول.
- إتاحة الفرصة لمزودي الإشارات لكسب دخل إضافي من صفقاتهم. يستفيد المتداولون ذوي الخبرة من نسخ التداول بطريقة أخرى — وهي العمل كمزود للإشارات. يمكنك مضاعفة أرباحك من خلال السماح للمتداولين الآخرين بنسخ صفقاتك.
المخاطر والعيوب
برغم المزايا العديدة التي ذكرناها آنفًا، ينطوي نسخ التداول على بعض العيوب والمخاطر التي يجب أن تكون على دراية بها. وعلى أية حال، يتعين عليك تنويع محفظتك (لا تضع كل البيض في سلة واحدة) للحد من مخاطر النسخ، بالإضافة إلى تحديد القدر المناسب من الأموال التي تخصصها للاستثمار مع أي متداول بعينه، وضبط معلمات إدارة المخاطر على المنصة وفقًا لتفضيلاتك طالما كانت تسمح بذلك. ضع في اعتبارك النقاط التالية قبل اتخاذ قرار بشأن ما إذا كنت تريد نسخ متداولين آخرين:
- سيطرة أقل. يمنعك نسخ التداول (خصوصًا النسخ الآلي) من التحكم في أموالك لأنك ببساطة تتبع تحركات الآخرين بشكل أعمى.
- محدودية فرص التعلم. صحيح أنه يمكنك تعلم بعض الدروس من خلال مراقبة صفقات المتداولين الأكثر خبرة، إلا أن فرص التعلم الحقيقية محدودة للغاية. وما لم تكن على دراية كافية بالأسواق المالية، ستجد صعوبة في فهم مبررات ما يفعله المتداول الذي تنسخه أو معرفة الأسباب التي أدت إلى نجاح أو خسارة صفقاته. لا شيء يضاهي تراكم خبراتك الشخصية من خلال التداول بنفسك، وهو الأمر الذي لا يسمح به نسخ التداولات.
- مخاطر السوق. هناك دائمًا صعوبة في التنبؤ بالأسواق، لذا فإنه حتى المتداول الذي كان يحقق ربحًا بالأمس يمكن أن يتكبد سلسلة من الخسائر في الغد. تذكر أن الأداء السابق ليس مؤشرًا موثوقًا على الأداء المستقبلي.
- مخاطر السيولة. قد لا يتم تنفيذ صفقتك في بعض الأحيان عند نفس سعر الصفقة التي تنسخها، ومن الوارد ألا يتم تنفيذها على الإطلاق. يحدث ذلك بسبب وجود مسافة زمنية ولو بسيطة بين تنفيذ المعاملة الأصلية وتنفيذ المعاملات المنسوخة، حيث من الوارد أن تتغير ظروف السوق في طرفة عين. وعلاوة على ذلك، لا يمكنك بيع أصل ما إذا لم يكن هناك شخص آخر مستعدًا لشرائه، والعكس صحيح. وتزداد جدية هذه المخاطر إذا كنت تتداول أصول غير سائلة مثل أزواج العملات الشاذة أو الأسهم ذات القيمة السوقية المنخفضة. يتطلب تجنب هذه النوعية من المخاطر الاقتصار على نسخ المتداولين الذين يعملون في الأسواق الكبيرة الشائعة. على سبيل المثال، من المستبعد جدًا أن تجد صعوبة في إيجاد مشتري أو بائع لزوج EUR/USD.
- المخاطر المنهجية. يشمل ذلك الأحداث الجيوسياسية وغيرها من الأحداث النادرة أو الفريدة التي يصعب أو حتى يستحيل التنبؤ بها، ولكنها ذات تأثير جوهري على الأسواق. على سبيل المثال، عندما قام البنك المركزي السويسري بإلغاء ربط سعر صرف اليورو مع الفرنك في 2015، هبط زوج EUR/CHF بشكل حاد وغير متوقع. ينبغي أن تدرك أن هذه النوعية من الأحداث يمكن أن تؤدي إلى تكبد خسائر فادحة حتى إذا كنت تتابع متداول متمرس وقادر على تحقيق الأرباح.
- نسخ التداول قد يكون مكلفًا. من المعروف أن نسخ التداول في العادة أكثر تكلفة من التداول العادي. يشترط مزودو الإشارات في بعض الأحيان دفع رسوم مقدمة، قد تكون في بعض الحالات باهظة، كما قد يتقاضون عمولة على كل صفقة تنسخها. يجب أيضًا أن تكون على دراية بفروق الأسعار (السبريد) التي يتقاضاها وسيطك حيث يمكن أن تلتهم قدر كبير من أرباحك. وبرغم أن القاعدة العامة توصي بمتابعة المتداولين النشطين، يجب أن تدرك أن هذه النوعية من المتداولين قد تجبرك على دفع قدر كبير من العمولات.
الخلاصة
يعتبر نسخ الصفقات واحد من أسهل الطرق للانخراط في عالم التداول لأنه ينطوي ببساطة على نسخ الخطوات التي يقوم بها واحد أو أكثر من المتداولين ذوي المهارة. هذا النوع مفيد للغاية للمتداولين المبتدئين بشكل خاص حيث يسمح لهم بالمشاركة في الأسواق المالية دون توفر خبرة سابقة، فضلاً عن إتاحة فرصة التعلم من المتداولين المحترفين. يستفيد المتداولين الأكثر خبرة أيضًا من نسخ التداول من خلال مراقبة أداء نظرائهم الأكثر خبرة ومعرفة والتعلم منها، فضلاً عن إضافة مصدر للدخل السلبي إلى الأرباح التي يحققونها من صفقاتهم العادية. ولكن كما هو الحال مع أي استراتيجية، ينطوي التداول بالنسخ على بعض المساوئ والمخاطر الفريدة. في نهاية المطاف، فأنت تتنازل عن التحكم في أموالك إلى شخص آخر ربما لا تعرفه جيدًا. لا تنسى أيضًا أنك لن تتعلم الكثير من مجرد مراقبة صفقات الآخرين دون محاولة التداول بنفسك. وفي الختام، إذا كنت جادًا بشأن التداول، فإن أفضل نصيحة هي التعامل مع نسخ الصفقات باعتباره مجرد نقطة بداية. طال الزمن أو قصُرّ، ينبغي أن تبدأ التداول بنفسك بعد اكتساب قدر من المعرفة حول الأسواق المالية وتأمين رأسمال كافي. بعد تجاوز هذه المرحلة، لا يجب أن يزيد دور نسخ التداول عن كونه طريقة لكسب دخل إضافي بجانب تداولاتك الخاصة.
إذا كنت ترغب في مشاركة آرائك وملاحظاتك واستنتاجاتك، أو تريد فقط طرح بعض الأسئلة حول نسخ التداول، لا تتردد في الانضمام للمناقشات حول هذا الموضوع في منتدانا.