تعتبر العواطف غير المنضبطة واحدة من أكبر المشاكل التي تواجه متداولي الفوركس. من المؤكد أن معظم المتداولين المبتدئين، والذين يبدؤون العمل عادةً على حساب تجريبي، قد حققوا مكاسب كبيرة بأموالهم الافتراضية ولكنهم برغم ذلك يفشلون في تكرار نفس النجاح عند التداول بأموال حقيقية. أين تكمن المشكلة؟ إنها الانفعالات والضغوط العاطفية! عندما نخسر، نشعر بالإحباط، وأحياناً اليأس. على الجانب الآخر، يؤدي المكسب السريع إلى فقدان السيطرة على أنفسنا وتحويل التداول إلى شيء أشبه بلعب القمار، أو على الأقل الوقوع في فخ الإفراط في فتح الصفقات. فيما يلي أربعة خطوات بسيطة لمنع العواطف والمشاعر من تدمير مستقبلك كمتداول للفوركس:
- تكبد خسارة لا يعني بالضرورة أنك مخطئ. وحتى السوق نفسه لا يستحق أن نلقي عليه باللائمة. الخسارة ليست بالضرورة أيضاً خطأ نظام التداول الذي تتبعه. إنها مجرد خسارة، ولا شيء آخر. لا يوجد متداول أو نظام للتداول على ظهر الأرض يمكن أن يحقق نجاح بنسبة 100%. بعبارة أخرى، طالما تواظب على استخدام نظام التداول في السوق فسوف تواجه الخسارة في وقت ما. وقد يتكرر وقوع الخسارة دون أن يقتضي ذلك تغيير النظام الحالي. لا يعتمد نجاح المتداول على مكسب أو خسارة لمرة واحدة؛ بل يتوقف الأمر على معدل الخسارة ومعدلات المخاطرة إلى العائد . ولهذا تذكر عندما تخسر في المرة القادمة أنك لست مضطراً لإلقاء اللوم على طرف معين، لأن الخسارة بحد ذاتها ليست نقيصة نتبرأ منها.
- إذا وصلت الخسائر إلى صفقاتك الرابحة، عندها سيتعين أولاً التحقق من معدل المخاطرة إلى العائد. إذا كانت قيمة الخسارة في كل صفقة أقل من ثلث ربح الصفقة الواحدة، فهذا يعني أن بمقدور نظام التداول الذي تستخدمه تحقيق النجاح حتى مع خسارة 65% من إجمالي الصفقات!! وحتى إذا كان معدل المخاطرة إلى العائد لا يعوض ضعف نسبة الخسارة إلى الربح، فإنك أيضاً لست بحاجة إلى لوم نفسك أو السوق أو نظام التداول. ربما يتعلق الأمر بعدم ملائمة النظام للأوضاع الحالية في السوق الذي تتداول به. تتغير الأوضاع في السوق بصفة مستمرة ولهذا ستجد أن الأنظمة الناجحة قد بدأت تفشل بسبب تغير الظروف التي أنشأت خصيصاً من أجلها. كل ما عليك هو الانتقال إلى نظام آخر ومواصلة السعي لتحقيق النجاح.
- تحقيق الربح في صفقة واحدة ليس مؤشر على نجاحك. كما ذكرنا مع الخسائر، لا تتعامل مع تحقيق الربح في صفقة منفردة باعتباره المحطة الأخيرة في مشوار النجاح. الصفقات الرابحة ليست سوى جزء روتيني من عملية تداول الفوركس.
- إذا حققت نسبة نجاح مرتفعة على مدار فترة زمنية طويلة وكانت نسبة المخاطرة إلى العائد منخفضة نسبياً، عندها يمكنني تهنئتك بالعثور على الاستراتيجية المناسبة لأوضاع السوق السائدة في الوقت الراهن. تلك هي الغاية التي نسعى إليها! واظب على استخدام نظام التداول حتى تبدأ نسبة النجاح في الانخفاض دون المستوى المعقول، وعندها انتقل إلى الخطوة #2.