التحليل على عدة أطر زمنية (MTF)

يرى بعض المتداولين أن بالإمكان تقليل عدد الصفقات الخاسرة عن طريق مراقبة حركة السعر على ثلاثة أطر زمنية مختلفة وعدم التداول سوى في الحالات التي تعطي فيها جميع الأطر إشارات متطابقة. تؤدي هذه الطريقة أيضاً إلى تقليل العدد الإجمالي للصفقات التي يقوم بها المتداول وربما هذا هو السبب في عدم المداومة على استخدام التحليل على عدة أطر زمنية بشكل واسع كما ينبغي أن تكون.

لا يهم كثيراً نوع الأطر الزمنية المستخدمة وفق هذه المنهجية – حيث يمكنك المزج بين إطار الساعة (H1) و6 ساعات (H6) أو إطار الساعتين (H2) وإطار اليوم الواحد (D1)، أو اليوم الواحد (D1) مع الأسبوعي (W1) + الشهري (MN)، أو أي مجموعة أخرى تروق لك. النقطة الأساسية هي التأكيد. تُحسن مراقبة عدة أطر زمنية من فرص تحديد الاتجاهات بشكل صحيح خصوصاً في ظل حدوث الارتدادات والاختراقات الكاذبة في سوق الفوركس.

يُصنف معظم المتداولين في سوق الفوركس باعتبارهم متداولين يوميين (أي تقل فترة الاحتفاظ بالصفقة عن يوم واحد)، ولهذا تعتبر التراكيب التالية من الأطر الزمنية هي الأكثر استخداماً:

• 5 دقيقة (M5) أو 15 دقيقة (M15)
• 1 ساعة (H1)
• 4 ساعات (H4)

أيضاً من بين المجموعات الشائعة:

• 5 دقائق (M5)
• 15 دقيقة (M15)
• ساعة واحدة (H1)

دراسة حالة

يُظهر الرسم البياني أدناه أن زوج GBP/USD على إطار الـ 5 الدقائق. يرتفع الجنيه الإسترليني بقوة، وبالتالي هل ستكون فكرة جيدة فتح مركز شراء للاستفادة من الحركة الصعودية؟ يشير الاستوكاستيك في النافذة الوسطى إلى أن الجنيه الإسترليني يدخل إلى حالة ذروة الشراء على هذا الإطار الزمني، وذلك برغم أن الماكد يُظهر أنه لا تزال هناك مساحة إضافية لمزيد من الصعود. ما يخبرك به هذا الرسم البياني هو أنك قد تأخرت بالفعل عن اتخاذ هذه الخطوة.

الآن دعنا ننظر إلى نفس المعلومات على إطار الـ 15 دقيقة. يُظهر الرسم البياني أن الجنيه الإسترليني ليس في مرحلة ذروة الشراء كما يوحي الاستوكاستيك، كما أن الماكد أمامه مساحة للصعود.

وأخيرًا، ألقِ نظرة على مخطط الـ 60 دقيقة (1 ساعة)، والذي أضيفت عليه سلسلة فيبوناتشي تُظهر أن الارتداد قد انتهى على بُعد نقاط قليلة من مستوى التصحيح 25%. وبالتالي من المرجح أن يكون الارتداد الصعودي قويًا للغاية. إلى أين سيصل؟ على الأقل حتى خط المقاومةالمرسوم يدويًا. لاحظ أنك لست مضطرًا للإيمان بالنظريات التي تقف خلف سلسلة فيبوناتشي كشرط لاستخدام هذه الخطوط في قياس مدى التراجع.

هل ينبغي شراء الجنيه الإسترليني؟

في هذا المثال، يُظهر مؤشر واحد (الماكد) على جميع الأطر الزمنية إجماع على أن شراء الجنيه الإسترليني ستكون فكرة جيدة. من الناحية المثالية، من الأفضل أن يتفق مؤشر آخر مع الماكد، وهو الأمر الذي يتحقق في معظم الحالات باستثناء إطار الـ 5 دقائق. إذا صدقنا مؤشر الاستوكاستيك، فإن الاتجاه من المفترض أن يكون صعوديًا، ولكن الحركة الصاعدة وصلت إلى مرحلة التشبع الشرائي على الأطر الزمنية الأقصر وقد تتوقف في أي دقيقة. وبالتالي، إذا فكرنا في فتح صفقة شراء على الباوند، فربما ينبغي إما انتظار خروج السعر من نطاق ذروة الشراء على إطار الـ 5 دقائق للاستفادة من أي ارتدادات، أو الشراء الآن على افتراض أن الارتداد المفترض سيكون قصيرًا وأن السعر سيواصل التحرك صعودًا على الأطر الزمنية الأكبر. وفي كلا الحالتين، يعطينا خط المقاومة المرسوم يدويًا باللون الأحمر هدفًا واضحًا لجني الربح.

يعتبر استخدام عدة أطر زمنية إحدى الطرق المجربة والفعالة في سوق الفوركس والتي تساعد على تقليل الأخطاء حتى وإن كانت تستهلك بعض الوقت الإضافي. وحتى هذا العيب ليس شائعاً بالضرورة حيث يمكنك بمرور الوقت إتقان كيفية الانتقال بين أطر زمنية مختلفة بسرعة. إذا كنت تستخدم المؤشرات المتتبعة للاتجاه فسوف يساعدك التحليل على عدة أطر زمنية بشكل أفضل في الأوقات التي تتحرك فيها الأسعار ضمن اتجاهات واضحة فيما ستقل أهميته كثيراً أو ربما يعطيك إشارات خاطئة عندما تتحرك الأسعار في نطاقات عرضية.