الدعم والمقاومة
في الأيام الأولى لدخولك عالم التحليل الفني، ربما راودتك فكرة أن اختراع حاجز غير مرئي لوقف تراجع السعر أو وضع عائق يحجب مزيداً من الارتفاعات أمراً مثيراً للسخرية، إلا أن هذا هو المعنى الحقيقي لمفهوم الدعم والمقاومة. الدعم والمقاومة هي واحدة من المفاهيم الأساسية في جميع أسواق التداول، وليس فقط الفوركس، وهي موجودة ومستخدمة منذ أكثر من قرن.
الدعم هو منطقة تقع تحت السعر الحالي والتي من غير المتوقع أن يلجأ المتداولين إلى شراء السعر في حال تراجعه أدناها. يمكن رسم الدعم يدوياً في شكل خط يبدأ من قاع نسبي ضمن سلسلة سعرية وتوصيله بقاع آخر ثم تمديد الخط ليؤدي دور الدعم حتى في فترات مستقبلية. في المثال أدناه، يمثل الخط الأحمر الذي يربط بين القيعان خط الدعم. يمثل كسر السعر أسفل مستوى الدعم حدث هام يراه جميع المتداولين وهو يؤشر بشكل مبدئي على انتهاء الترند الحالي.
- نتوقع عادةً تماسك خط الدعم مع اقتراب السعر منه وبالتالي يمثل هذا الاقتراب فرصة جيدة للدخول.
- ولكن بمجرد كسر السعر أسفل خط الدعم عندها ينتقل التوقع إلى تشكيل السعر لسلسلة جديدة من القيعان وأسعار الإغلاق المتناقصة. عندها قد نفكر في فتح صفقة بيع.
- قد يستعيد الترند مساره السابق مرة أخرى ولكن في هذه الحالة سنضطر إلى مسح خط الدعم والبحث عن رسم خط جديد في مكان آخر. هذه واحدة من أمثلة عديدة يعطي فيها "الاختراق السعري" إشارة خاطئة عن تغير الاتجاه.
المقاومة هي منطقة تقع أعلى السعر الحالي لا يتوقع المتداول أن يتجاوزها السوق. تتشكل المقاومة عن طريق رسم خط يربط بين قمة وأخرى وتمديده يدويًا. غالبًا ما تكون خطوط الدعم والمقاومة متوازية مع بعضها البعض، ولكن تلك ليست قاعدة ثابتة، كما يظهر في المثال على الرسم البياني أدناه. قد تصادف أيضًا خط دعم مائل للأعلى فيما ينحدر خط المقاومة هبوطًا ليشكلا معًا نموذج مثلث. يمكنك قراءة المزيد عن هذا الموضوع في درسنا عن نماذج الرسم البياني.
- يمثل خط المقاومة حاجز أمام المدى الذي يمكن أن يصله ارتفاع السعر. ولهذا يعتبر تحديد موقع المقاومة أداة مفيدة عند البحث عن هدف سعري لأخذ ربح الصفقة عنده. وضع هدف الربح عند مستوى أعلى من خط المقاومة سيكون خيار غير عملي. لهذا إذا كانت قيمة الربح التي ستجنيها عند خط المقاومة أو أسفل منه غير كافية بالنسبة لك عندها سيكون من الأفضل البحث عن صفقة أخرى.
- يكسر السعر في بعض الأحيان مستوى المقاومة ويواصل السير في نفس الاتجاه الصعودي. لا داعي للغضب هنا من فقدان فرصة تحقيق المزيد من الأرباح بعد ضرب مستوى الهدف. أيضاً يجب أن تعرف أن كسر مستوى المقاومة في بعض الأحيان قد يكون حدثاً مؤقتاً لا يستمر طويلاً. ولهذا يتعين عليك قراءة الشموع ورؤية المؤشرات الأخرى لمعرفة ما إذا كان هذا الاختراق حقيقي أم أن السعر بدأ يفقد زخمه.
- يحدث أيضاً في أحيان أخرى أن ترسم خط دعم ثم تكتشف أن هناك خط مقاومة موازي له. لا يوجد سبب منطقي لتفسير التوازي بين خطوط الدعم والمقاومة باستثناء أن العقل الجماعي للمتداولين يفضل رؤية الأسعار وهي تسير بشكل متناسق.
لماذا يحترم السوق مستويات الدعم والمقاومة؟
الإجابة السهلة هي أن المتداولين يتذكرون أين اشتروا أو باعوا خلال الآونة الأخيرة، والسبب هو أنه إذا كان الشراء بسعر X ناجحًا في الماضي، فربما يكون ذلك كافيًا لتبرير الشراء عند x+2 في إطار اتجاه صعودي واضح. يمكنك تطبيق مبادئ العرض والطلب على خطوط الدعم والمقاومة بالقول أن المتداولين يتذكرون حدوث ارتفاع عند سعر مشابه في الماضي القريب، وبالتالي يتجمعون عند نفس النقطة لتشكيل الطلب المرة أخرى. وبالمثل، يتذكر المتداولون أن السعر قد توقف عن الارتفاع في المرة الأخيرة التي وصلت فيها القمة إلى z% أعلى خط المتوسط، ما يدفعهم إلى تجميع أوامر البيع بالقرب من نفس المستوى، وهو ما يحدث تُخمة في العرض. هذا الافتراض على بساطته ليس خاطئًا، ولكنه سخيف. تنجح خطوط الدعم والمقاومة لأن المتداولون يتذكرون المستويات الهامة جيدًا وبالتالي يرسمون حدود التداول عندها. ولكن للحصول على نفس الخطوط يتعين على المتداول اتباع نفس القواعد في تحديد المستويات الحاسمة..
يمكن القول أن الخط هو إضافة مصطنعة يتم إضافتها إلى الرسم البياني وليس من الضروري أن يحترمها الجميع. ولهذا قد يكون من الأصوب أن نطلق لفظ "مناطق الدعم والمقاومة" بدلاً من خطوط الدعم والمقاومة والتي بحسب التعريف تعتمد على نقطة بيانات واحدة.
خطوط الدعم والمقاومة الأفقية
يمكنك أيضًا إنشاء خط دعم عن طريق تحديد قاع ورسم خط أفقي من هناك، ويمكنك تكرار نفس الشيء لرسم خط المقاومة. كما يظهر الرسم البياني أدناه، لا تقدم جميع سلاسل الأسعار مجموعة مرتبة من النقاط السعرية التي يمكن ترتيبها بنفس الطريقة— انظر إلى الجزء الأوسط من الرسم البياني، حيث يتحرك السعر في إطار اتجاه هابط. ليس من الواضح بالضبط أين يمكنك وضع خط الدعم أو المقاومة الأفقي. .
قد تتبادر إلى ذهنك فكرة التبديل بين أنماط رسم خطوط الدعم والمقاومة. على سبيل المثال، في الحالات التي يتحرك فيها السعر ضمن اتجاه واحد، كما في مثال الدعم أعلاه، عندها يصبح الخط المائل هو الخيار المناسب لتمثيل مستوى الدعم. على العكس من ذلك، تصبح خطوط الدعم والمقاومة الأفقية أكثر ملائمة في الأوقات التي يتحرك فيها السعر ضمن نطاق عرضي ضيق نسبياً. وبالتالي يمكنك استخدام الخطوط المائلة في السوق الاتجاهية والخطوط الأفقية في السوق العرضية. وبما أننا قد لا نكون على دراية بنوع السوق الذي نعمل في إطاره، ربما نحتاج إلى رسم كلا النوعين ورؤية أيهما سيعمل بشكل أفضل.
لا تتحرك الأسعار في سوق الفوركس دائماً في اتجاهات واضحة. وحتى الأسواق الاتجاهية تتخللها هي الأخرى فترات تتحرك فيها الأسواق في نطاقات عرضية أو جانبية.
نصيحة المحترفين: خطوط الدعم والمقاومة الأفقية ستكون أكثر فائدة عند التداول على الأطر الزمنية الصغيرة مثل 15 دقيقة أو الساعة الواحدة.