امتدادات فيبوناتشي
لفهم طبيعة امتدادات فيبوناتشي ستحتاج في البداية إلى معرفة متسلسلة فيبوناتشي، أو نسب فيبوناتشي الرئيسية، فضلاً عن الإلمام بالاعتقاد الشائع (حتى وإن كان لا أساس له) بأن الأسعار في الأسواق المالية تتحرك وفقاً لهذه الأرقام. انظر درس ارتدادات فيبوناتشي للتعرف على هذه المفاهيم.
تماماً كما هو الحال مع ارتدادات فيبوناتشي، والتي يفترض أن تنتهي عند إحدى أرقام فيبوناتشي أو بالقرب منها، يستند الافتراض الأساسي للامتدادات على أنه في حالة استئناف الاتجاه فإن السعر سوف يصل إلى إحدى أرقام فيبوناتشي. الفكرة الرئيسية هي إمكانية استخدام امتداد فيبوناتشي كهدف للسعر كما هو الحال مع استخدام رقم فيبوناتشي كنقطة توقف. يطلق أيضاً على الامتداد مصطلح "المسقط" وهو ما يعكس أن الامتداد هو بحد ذاته محاولة لتحديد إحدى نقاط الدعم والمقاومة في المستقبل.
المستويات الافتراضية هي 0.0%، 23.6%، 38.2%، 50.0%، 61.8%، 100.0%، 161.8%، 261.8%، و423.6%. وكما أشرنا في الدرس السابق، لا تندرج المستويات 50% و100% ضمن أرقام فيبوناتشي إلا أن لها جاذبية واضحة تتماهى مع ميل العقل البشري إلى التنميط، كما أنها طبقت أيضاً بواسطة وليام جان كأرقام رئيسية.
انظر إلى المثال على الرسم البياني أدناه. تشير النقطة A إلى قاع فيما تشير النقطة B إلى القمة قبل حدوث ارتداد. إذا افترضنا أن هذا الارتداد كان مؤقت وبالتالي سيتبعه استئناف الحركة الصاعدة عندها سيثور التساؤل حول المدى الذي سيذهب إليه الاتجاه بعد استئناف مساره. لهذا الغرض يمكننا طرح السعر عند النقطةA من السعر عند النقطة B وضرب القاع عند النقطة C في كل رقم من أرقام فيبوناتشي المختلفة كنسبة مئوية. يمثل المستوى 50% هنا 50% من مساحة الحركة من A إلى B والذي ينطبق على النقطة C.
يعرض الرسم البياني التالي مثال آخر على امتدادات فيبوناتشي. ومرة أخرى، تعتمد النسبة المئوية الموضحة بعد النقطة C على الانتقال من النقطة A إلى النقطة B. لامست العملة (والتي يتصادف أنها الجنيه الإسترليني) حاجز الارتداد 100% قبل أن تتراجع إلى المستوى الذي بدأت منه الموجة الصعودية.
أحد الانتقادات الموجهة لمساقط فيبوناتشي هو أن اختيار نقاط البداية والنهاية (النقطتان A وB) هي أمر يخضع للتفسير الذاتي. ولكن على سبيل المثال، ماذا لو سجل السعر قاع أدنى بعد وضع النقطة C قبل أن يستأنف تراجعه؟ هل يبُطل ذلك اختيار النقطة C؟ لا يُحدث ذلك فرقًا كبير في الممارسة العملية.
الانتقاد الأكبر هو أن اتجاهات سوق الفوركس تتغير لأسباب واقعية وليس لاعتبارات فنية. انظر الشكل التوضيحي أدناه لزوج AUD/USD. توقفت الحركة الصعودية هنا بسبب أحداث جيوسياسية (والتي أدت إلى ارتفاع حدة النفور من المخاطرة)، وتصريحات من جانب الاحتياطي الفيدرالي منحازة إلى تيسير السياسة النقدية، وهو ما دعم بالتبعية الدولار الأمريكي، فضلاً عن المخاوف بشأن الأداء الاقتصادي في الصين وتطورات أخرى. ارتفع AUD/USD بشكل طفيف أعلى مستوى الارتداد 61.8%، ولكنه تراجع لاحقًا إلى ما دون نقطة بداية الموجة الصعودية وهنا تكمن المشكلة الأكبر — تحدث تحركات جامحة في سوق الفوركس قد يكون من المفيد معها استخدام ارتدادات فيبوناتشي لتوقع مدى الحركة، ولكن يحدث في أحيان أخرى ارتدادات أكثر قوة يعود معها السعر إلى منتصف نطاق الحركة، وربما إلى نقطة بداية الاتجاه، ولا ننسى سيناريو التداول العرضي. بعبارة أخرى، أنت لا تعرف مقدمًا ما الذي سيحدث، وهو عيب رئيسي يجعل من فائدة مساقط فيبوناتشي محدودة.
ماذا عن مستويات فيبوناتشي على المخططات اليومية؟ يرجى الاطلاع على الرسم البياني التالي، والذي يمثل زوج USD/CAD على إطار الـ 15 دقيقة. تحدد الحروف باللون الأسود النقاط A وB. النقطة C هي المكان الذي تبدأ منه خطوط الإسقاط الزرقاء. يُظهر الرسم البياني المستوى 23.6% باعتباره خط الأسقاط الأول يليه المستوى 38.2%. وصل زوج العملات إلى خط الإسقاط الثاني قبل العودة إلى الخط الأول. كان زوج USD/CAD يتحرك بشكل عام داخل نطاق عرضي، وكان من المستحيل أن نعرف ما إذا كان سيعود إلى خطوط الإسقاط أم سيتراجع إلى ما دون نقطة البداية عند C.
ما هو الفرق بين مسقط فيبوناتشي والحركة المقاسة؟ الحركة المقاسة، والتي كانت المصطلح المستخدم لدى المدرسة القديمة قبل أن يشيع استخدام أرقام فيبوناتشي في الأسواق المالية، هي افتراض بأن حركة السعر بعد الارتداد ستساوي في نسبتها المئوية الحركة الأصلية. كما أنها ستأخذ نفس درجة الانحدار (الزخم) بشكل عام. يضيف المحللون الذين يستخدمون الحركة المقاسة في الوقت الحاضر المستويات 38% و62% كتقديرات لحجم الحركة بجانب المستوى الأكبر 100%. وبالتالي يمكننا التفكير في مساقط فيبوناتشي باعتبارها مجموعة فرعية من الحركة المقاسة.