تقارب وتباعد خطوط المتوسط المتحرك (الماكد)
يعود الفضل في تطوير مؤشر الماكد إلى جيرالد أبيل وحظي المؤشر منذ إطلاقه بشعبية هائلة باعتباره يقدم مؤشر للزخم مشتق من المتوسطات المتحركة، والتي تعتبر بطبيعتها تابعة للاتجاه. يتيح مؤشر الماكد الحصول على ثلاثة خصائص فنية تحتاجها دائماً في تداولاتك، وإن كان يفتقد إلى قياس التذبذب.
يرى كثيرون أن الماكد هو المؤشر الأكثر موثوقية في عالم الفوركس عند استخدامه على إطار اليومي. لا يعني ذلك أنه أفضل أدوات التداول المتاحة على الأقل من زاوية أن معظم المتداولين لا يستخدمون الأطر الزمنية اليومية، بل نقصد أنك إذا قررت التداول في عكس الإشارة التي يعطيها الماكد اليومي فيجب أن يكون لديك سبب وجيه للقيام بذلك.
ستحتاج بعض الوقت حتى تعتاد على المفهوم الأساسي لمؤشر الماكد. نقوم أولاً بطرح متوسط متحرك لفترة طويلة (الآسي 26 يوم) من متوسط متحرك لفترة أقل زمنياً (الآسي 12 يوم). قد يبدو للوهلة الأولى أننا نعود إلى الوراء قليلاً ولكن ستدرك لاحقاً أنه إذا كانت أسعار اليوم أعلى من نظيرتها خلال الـ 26 يوم السابقة فإن هذا سيعطينا خط صاعد، والذي يشير إلى الترند. برغم ذلك، سنحتاج إلى خط إشارة لأغراض التداول والذي يتشكل من المتوسط المتحرك لخط الماكد لفترة 9 يوم. عندما يقطع خط الإشارة خط المؤشر إلى أعلى فإن هذا يشير إلى تسارع زخم الاتجاه.
إذا كنت تجري اختبارات الأداء السابق، يمكنك تجربة إعدادات أخرى لأرقام المؤشر. إذا قللت عدد الفترات المستخدمة في بناء المتوسطات المتحركة، فستحصل على مؤشر أكثر استجابة لتغيرات السوق. يمكنك أيضاً تطبيق الماكد على مخططات بيانية أخرى بخلاف اليومي، مثل الأربع ساعات. ولكن كما سترى على الرسم البياني أدناه تبدأ الموثوقية المعهودة لمؤشر الماكد في التلاشي.
إذا كنت تنوي استخدام مؤشر واحد فقط على مخططاتك البيانية فربما يكون الماكد هو الخيار المثالي.
يُعرض مؤشر الماكد عادةً في نافذة مستقلة. يمكنك مشاهدة مثال في الرسم البياني أدناه. الخط الأزرق هو خط الماكد، فيما يطلق على الخط الأحمر مسمى خط الإشارة. يعرض الرسم البياني تقاطعين (موضحين بدوائر زرقاء)، ويشير كلاهما إلى استمرارية التغير في الاتجاه. تُظهر الدائرة الحمراء الأولى تقاطعًا كاذبًا – حيث تراجع الخط الأزرق أسفل الخط الأحمر قبل أن يعود للارتفاع أعلاه بعد مرور عدة أيام، ومن ثم استمرار الاتجاه الأصلي. أما الدائرة الحمراء الثانية فهي تُظهر تلامس الخط الأزرق مع الخط الأحمر، ولكن دون حدوث تقاطع حقيقي -وبالفعل ظل الاتجاه قائمًا.
يمكنك رؤية نسخة الرسم البياني (الهيستوجرام) لخط الماكد باللون الأرجواني في نافذة المؤشر أدناه. يعتبر الهيستوجرام هو الشكل الحسابي البسيط من خط الماكد دون وجود خط إشارة مستقل والذي يمثله في هذه الحالة خط الصفر.
خط الصفر
يتشكل خط الصفر عندما يتطابق المتوسط المتحرك الآسي لفترة 12 يوم تماماً مع المتوسط المتحرك الآسي لفترة 26 يوم. عندما يقطع خط الماكد أعلى خط الصفر فهذا يشير إلى أن متوسط 12 يوم أصبح أعلى من متوسط 26 يوم وهو ما يعطي إشارة للشراء. أما عندما يقطع خط الماكد أسفل خط الصفر فإن تلك تعتبر إشارة بيع. يعني ذلك أن مؤشر الماكد يعطيك في واقع الأمر إشارات شراء/بيع – عند التقاطع مع خط الصفر وأيضاً عند تقاطع خط الإشارة.
يثور قدر لا بأس به من الجدل حول مدى الحاجة إلى تقاطع كلاً من خط إشارة الماكد وتقاطع خط الصفر عند اتخاذ قرار التداول. يرى البعض أنه يمكن الاكتفاء بتقاطع خط الإشارة سواء حدث تقاطع لخط الصفر من عدمه – كما يكتفون بتقاطع خط الصفر دون انتظار حدوث تقاطع من خط الإشارة، ويلجأ هؤلاء أحياناً إلى تكبير الصفقة الحالية بمجرد استيفاء معايير إشارات الشراء/البيع الأخرى. على الجانب الآخر، يفضل المتداولون المتحفظون الانتظار حتى يحدث كلا التقاطعين حتى برغم أنهم قد يخاطرون في المقابل بالتضحية ببعض الأرباح التي كان من الممكن تحقيقها عند الدخول مع التقاطع الأول (والتي تكون عادةً كبيرة في حالة تداول الفوركس بسبب سيكولوجية القطيع). من المهم أن نتذكر أن خط الإشارة، وباعتباره يمثل المتوسط المتحرك لخط الماكد فترة 9 أيام، هو بطبيعته مؤشر متأخر زمنياً بل يعتبر مؤشر متأخر يقتفي أثر مؤشر متأخر آخر. وبحسب العملة والظروف التي تتداول في إطارها قد تحصل على تقاطع خط الصفر لعدة مرات بأكثر من مرات ظهور تقاطع لخط الإشارة، أو قد تحصل على التقاطع من خط الإشارة بصورة أسرع من تقاطعات خط الصفر.
التقارب والتباعد
يشير مصطلحي التقارب والتباعد إلى مسارات خط الماكد وخط الإشارة، ولكن يمكنك تحسين استخدام مؤشر الماكد لتستفيد منه بأكثر من مجرد الحصول على إشارات الشراء والبيع. عندما يواصل خط الماكد صعوده بينما تبدأ شموع السعر في التراجع، عندها يمكنك افتراض بداية تلاشي الزخم الصاعد وبالتالي قد تفكر في تغيير مسار التداول الحالي. ولكن كن حذراً لأن هذا الدايفرجنس الهبوطي يمكن أن يظهر بسهولة في حالة الترند الصاعد. بعبارة أخرى فإننا لا نزال بصدد نفس الاتجاه الصاعد ولكن يشير الماكد فقط إلى أن الزخم الأولي قد بدأ في التلاشي قليلاً.
لا يستخدم مؤشر الماكد في تحديد مستويات ذروة البيع وذروة الشراء، حيث أن هناك مؤشرات أخرى لهذا الغرض، ولكن ستلاحظ أن خط الماكد يميل إلى تشكيل قمم وقيعان عند مستويات معينة على أي إطار زمني. وبالنظر إلى أن خط الماكد هو حرفياً متوسط حسابي بسيط لم يتم تصميمه ليقوم بدور المتذبذب (أي يتراوح في نطاق بين الصفر إلى 100)، فقد تكون تلك خاصية ملفتة للانتباه. ستلاحظ أيضاً أنه وكما هو الحال مع أي مؤشر للمتوسط المتحرك، يعطي الماكد نتائج أفضل في السوق الاتجاهية. أما عندما تتداول العملة ضمن نطاق عرضي أو ضيق فإن الماكد عادةً لا يعمل بنفس كفاءة المؤشرات الأخرى.