نماذج الرسم البياني
قد يتبادر إلى ذهنك عند سماع كلمة "النماذج السعرية" إلى أن المقصود بهذا المصطلح هو ذاك الأسلوب القديم الذي يعتمد على التقدير الذاتي في "قراءة الرسم البياني" والذي قد يقع في مرتبة أدنى بالنسبة للمؤشرات الحسابية والتي يمكن لبرنامج الرسم البياني إنشاؤها في ثواني معدودة.
هذا الافتراض خاطئ تماماً. برغم أن تعلم نماذج الرسم البياني قد يستغرق بعض الوقت، إلا أن هذه النماذج تظل مهمة ومفيدة حتى يومنا هذا، وبنفس القدر الذي كانت عليه عند اكتشافها خلال القرن العشرين (والتي كان أول من كتب عنها إدواردز وماجي في كتاب التحليل الفني لاتجاهات الأسهم ، والذي نشر في عام 1948 ولا زالت تصدر له طبعات حديثة حتى الآن). يعزى ذلك إلى أن النماذج الفنية تعكس تحركات السعر الأساسي وفق سيكولوجية المتعاملين في السوق، وبما أن الطبيعة البشرية لا تتغير بمرور الزمن، تتكرر النماذج هي الأخرى ذاتها مرة تلو الأخرى، وفي أحيان كثيرة لنفس الأسباب. قد يبدو مستغرباً أن يتقبل الشخص فكرة استخدام الشموع اليابانية وتكويناتها المختلفة في التداول فيما يرفض الاستعانة بالنماذج الكلاسيكية لاعتقاده أنها قد عفا عليها الزمن.
السبب الحقيقي في الإعراض عن استخدام نماذج الرسم البياني هو صعوبة تحديد الكثير منها، وأيضاً كما هو الحال مع جميع المؤشرات، قد تفشل في إعطاء إشارات حقيقية في بعض الأحيان. يبدو الأمر وكأن المتداول سيبذل قدر كبير من الجهد في مقابل تحقيق عائد لا يذكر. أحد الأسباب الأخرى هو أن الشموع اليابانية تعرض معلومات عن المدى القصير جداً، مثل فترة أو اثنتين، فيما تغطي النماذج السعرية عدد كبير من الشموع قبل أن تأخذ شكل محدد يمكن تمييزه واستخلاص بعض الإشارات منه. برغم ذلك، ستظل بحاجة إلى التعرف على بضعة نماذج على الأقل، خصوصاً تلك التي ستساعدك في تحديد الفترات التي قد تشهد انعكاس محتمل في الاتجاه. تستخدم مؤشرات الانعكاس المحتمل بشكل أساسي في وضع أهداف الربح، ولهذا يجب ألا تفوت أي فرصة لتعظيم أرباحك.
"سر" النموذج الحقيقي
النموذج الأول الذي تحتاج إلى معرفته هو نموذج فيك سبيرانديو "1-2-3" بعد كسر إحدى خطوط الدعم والمقاومة، والذي ورد في كتاب المتداول فيك: أساليب خبير في وول ستريت. لم يعد هذا النموذج سراً حيث نشر سبيرانديو كتابه في العام 1993، ولكن يميل بعض المتداولين بطريقة أو بأخرى إلى التغافل عن تلك الحقيقة.
هنا يمكنك رؤية الرسم البياني لزوج USD/CHF. الخطوة الأولى هي اختراق خط الدعم، يليها اختبار القمة السابقة - الحركة المتوسطة التي تسبب القدر الأكبر من الارتباك، وهو أمر شائع الحدوث في سوق الفوركس. الفشل في الوصول إلى القمة السابقة وتجاوزها لا يزال في "الخطوة 2". سنحتاج الآن إلى رؤية كسر السعر للخط الأفقي السابق المرسوم من القاع المتوسط في الاتجاه الصعودي السابق. تلك هي "الخطوة 3". لا يمكننا تأكيد الانعكاس سوى بعد كسر هذا الخط، وعندها يصبح الإجراء الصحيح هو فتح صفقة بيع.
إذا استرجعت درس المؤشرات الرائدة والمتأخرة ستتذكر أننا حصلنا على إشارة بيع من تقاطع المتوسط المتحرك المتأخر فيما حصلنا على تأكيد من مؤشر الزخم. ولكن إذا كنت تتبع استراتيجية متحفظة للغاية، قد يكون من الأفضل إتباع نموذج سبيرانديو 1-2-3. وفق هذا النموذج البديل، إذا كنت قد فتحت صفقة بيع سابقاً بناءً على مؤشر آخر، عندها يمكنك وضع هدف الربح أعلى الخط 1-2-3 حتى تظل في مأمن، وبمجرد تجاوز هذا الخط يمكنك تعزيز وزيادة حجم صفقتك.
يتجاوز عدد نماذج الرسم البياني التقليدية الأخرى المائة نموذج.
المثلثات
سترى في كثير من الأحيان إشارات في تحليلات الفوركس إلى ما يُطلق عليه الأعلام، والأوتاد، والرايات، وجميع أشكال المثلثات. تتشكل المثلثات عندما يمكنك أن ترسم بسهولة كلًا من خطوط الدعم والمقاومة مع إمكانية تمديدها لتجتمع معًا عند قمة معينة. يبدو من الواضح أن السعر يجب أن يخترق أحد المستويات الرئيسية بطريقة أو بأخرى قبل الوصول إلى هذه النقطة. يمكنك أن ترى على الرسم البياني التالي نموذج مثلث متماثل لزوج GBP/USD. برغم ذلك، ربما يجادل البعض بأنه يمكننا رؤية مثلث هبوطي بحسب الطريقة التي سترسم بها المثلث. يكون خط الدعم السُفلي في كثير من الأحيان أفقيًا عند تشكل مثلث صاعد (المثلث الصاعد هو الصورة المعكوسة). تكمن هنا صعوبة استخدام نماذج الرسم البياني، وهي أنها تخضع في جوهرها للتفسيرات الذاتية عند محاولة تحديد طبيعة النموذج. برغم ذلك، لدينا هنا اختراق صعودي – والذي يتعارض مع أُطروحات كل من المثلث المتماثل (استمراري) والمثلث الهابط (نموذج انعكاسي). فشل تحليل النموذج هذه المرة في التنبؤ بحركة السعر بشكل صحيح. .
القمة المزدوجة والقاع المزدوج، القمة الثلاثية والقاع الثلاثي
إحدى العادات الشائعة بين متداولي الفوركس هو الانتظار حتى يختبر السعر ويعيد اختبار القمم والقيعان المكسورة عدة مرات، وهو شيء ملحوظ في سوق الفوركس بأكثر من الأسواق الأخرى. يؤدي ذلك عادةً إلى تشكيل نماذج القمم والقيعان المزدوجة وأيضاً في بعض الحالات قمم وقيعان ثلاثية. يأخذ القاع المزدوج شكل W فيما يأخذ نموذج القاع الثلاثي نفس الشكل ولكن مع وجود ضلع إضافي.
يُرجى الاطلاع على الرسم البياني الحالي، والذي يعرض مخطط AUD/USD اليومي بعد أن شكل قاع ثلاثي خلال تعاملات أكتوبر 2023. ربما يجادل البعض أنه يجب تضمين القاع الأدنى (1) وبالتالي الحديث عن قاع رباعي. برغم ذلك، بمجرد أن يتجاوز السعر أعلى القمة الوسطى (2)، يمكننا اعتبار ذلك تأكيدًا للكسر الصعودي. ضع في اعتبارك أن الأسعار تتراجع عادةً لإعادة اختبار مستوى التأكيد بعد الاختراق. في هذه الحالة يجب أن تتحلى بالشجاعة الكافية لعدم الانسحاب.
الرأس والكتفين
لا يعتبر الشكل الظاهر على الرسم البياني السابق نموذجًا للرأس والكتفين المقلوب، لأن هذا النموذج يجب أن يحتوي على "نتوء" مركزي عند مستوى أقل من القاعين الآخرين. وفي حالة نموذج الرأس والكتفين العادي، يجب أن توجد قمة أعلى من القمتين على اليمين واليسار. أنظر الرسم البياني التالي (EUR/USD). يكون الرأس عادةً أعلى من الكتف الأول، والذي يشير إلى حدوث اختبار ونجاح القمة الأولى. برغم ذلك، يشير الكتف الثاني إلى فشل السعر في الوصول إلى القمة الوسطي، كما لا ينبغي أن يتجاوز الكتف الثاني مستوى الكتف الأول. ولكن هذا ليس كافيًا لتفعيل النموذج حيث أن إشارة التأكيد هي كسر خط العنق، وهو الخط الأزرق الذي يجمع بين القاعين الوسطيين. قفزت الأسعار بدلًا من ذلك إلى "الرأس"، وهو ما يعني أن النموذج فشل في التنبؤ بحركة السعر.