$ £ ¥
¥ £ $
إدارة المخاطرة
0 / 8

تحديد حجم مركز التداول

يستخدم العديد من متداولي الفوركس، إن لم يكن ‏معظمهم، عدد ثابت من العقود في كل صفقة، كما ‏يتداولون بنفس هذا العدد على مستوى جميع أزواج ‏العملات. ويمكن بسهولة أن نثبت من الناحية ‏الإحصائية أن تداول عدد ثابت من العقود في كل صفقة ‏ليس هو الطريقة الأفضل، وأن تغيير عدد العقود من ‏صفقة لأخرى ومن زوج عملات إلى زوج آخر قد ‏يحقق نتائج أفضل. ‏

تحديد حجم مركز التداول هو بالأساس إحدى ‏تكتيكات إدارة رأس المال التي تهدف إلى زيادة ‏الربحية عن طريق تعديل عدد العقود التي تتداول بها. ‏يختلف تحديد حجم مركز التداول عن تغيير عدد العقود ‏بشكل تدريجي بالتوازي مع النتائج التي تحققها ‏الصفقة، والذي يطلق عليه التكبير التدريجي لحجم ‏الصفقة (‏scaling in‏). ‏

المقصود من تحديد حجم مركز التداول هو تحديد ‏عدد العقود التي تنوي تداولها قبل فتح الصفقة، على ‏عكس التوسع أو التقليص التدريجي والذي يتم بعد فتح ‏الصفقة. يستخدم المتداولون عادةً طريقتين لتطبيق ‏مفهوم تحديد الحجم المثالي لمراكز التداول. تقضي ‏الطريقة الأولى بالانتقال من حجم ‏ثابت للصفقة، لنفترض عقد أو عقدين، ‏إلى استخدام النسبة المئوية للمخاطرة، ‏والتي يطلق عليها ‏الطريق الكسرية ‏الثابتة، وتعني تحديد الخسارة القصوى لكل ‏صفقة في شكل نسبة مئوية من رأس المال (مثل النسبة ‏التقليدية 2%). وفق هذه الطريقة، يتم تحديد عدد ‏العقود التي تنوي تداولها استناداً إلى مقدار رأس المال ‏الذي تكون على استعداد لخسارته، والذي يكون بدوره ‏دالة في مستوى إيقاف الخسارة. إحدى التنويعات ‏لطريقة النسبة المئوية للمخاطرة/الكسور الثابتة هو ما ‏يطلق عليه المتغير الكسري، والذي ‏يعني تعديل النسبة المئوية للمخاطرة بحسب العوامل ‏الخارجية مثل قوة المؤشر/الاختراق السعري، أو ‏بعض الاعتبارات الأخرى التي قد تملي رفع أو تقليل ‏نسبة رأس المال التي تنوي المخاطرة بها. سيتم ‏التعرض لهذه الطرق بالتفصيل في الدرس ‏التالي.‏

إحدى التطبيقات الهامة لمفهوم تحديد حجم مركز ‏التداول هو تغيير عدد العقود التي تتداولها من زوج ‏عملات إلى زوج آخر. فبدلاً من تداول عقد واحد لكل ‏زوج عملات، يمكنك فتح ثلاثة عقود على إحدى أزواج ‏العملات، ثم عقدين على زوج آخر وعقد واحد على ‏زوج ثالث. يتم تخصيص عدد العقود على كل زوج ‏بحسب ربحيته في الفترة الأخيرة، وبالتالي زيادة عدد ‏العقود الموجهة للأزواج الرابحة، أو على الأقل تلك ‏التي لا تحقق خسائر أو تتكبد خسائر طفيفة. لا يهم هنا ‏ما إذا كانت هذه الأرباح ناتجة عن كفاءة نظام التداول ‏أو بسبب مهاراتك الشخصية، أو لأي سبب آخر ‏—‏ ‏الفكرة الرئيسية هو أنك إذا كنت تحقق على سبيل ‏المثال ربح شهري بنسبة 18% على زوج العملات أ ‏و6% على زوج العملات ب، عندها يتعين عليك زيادة ‏رأس المال المخصص لتداول الزوج الأول بثلاثة ‏أضعاف، أو زيادة عدد العقود التي تتداولها على هذا ‏الزوج ثلاثة مرات. ‏

عامل الدورية (مثل الشهري)؛ يجب أن تجري ‏تحليل لمعدل الربح/الخسارة لكل زوج عملات، وبناءً ‏عليه تقوم بتخصيص رأس المال في الصفقات التالية، ‏بحسب معدل الأداء في الفترة الأخيرة. من المفيد أن ‏تفهم السبب في تحقيق زوج العملات أ لنتائج أفضل، ‏ولكن ليس من الضروري القيام بذلك. ففي بعض ‏الحالات قد يحقق توزيع الأموال المخصصة لتداولات ‏الشهر القادم فقط على أساس الأرباح أو الخسائر ‏المحققة خلال الشهر السابق عائد أكبر على رأس المال ‏مقارنة بأي طريقة أخرى، بما في ذلك تعديل أسلوب أو ‏نظام التداول. ‏

أول من تناول مزايا تحديد حجم الصفقات في ‏أسواق تداول السلع بشكل مفصل هو رالف فينس ‏وذلك في العديد من الكتب التي ألفها مثل رياضيات ‏إدارة الأموال ومعادلات إدارة المحافظ ‏الاستثمارية. ربما لا تتناسب كتب فينس مع ‏المتداولين ضعاف القلوب. من بين التوصيات التي ‏يذكرها فينس هو تخصيص رأس المال على أساس ‏نقطة بداية أطلق عليها‏ معامل ‏F‏ ‏الأمثل، والذي يتضمن أسوأ خسارة حققتها ‏الورقة المالية. تعتمد جميع الحسابات الأخرى على ‏احتمالات الخسارة الأسوأ. وبرغم أن هذا الافتراض قد ‏يكون مقبولاً من الناحية الرياضية إلا أنه يصعب ‏تطبيقه في الواقع العملي خصوصاً إذا كنت متأكداً من ‏أن كافة الظروف التي أدت إلى تحقيق هذه الخسارة ‏الفادحة في الماضي قد تغيرت تماماً في الوقت الحالي. ‏أيضاً قد يكون من الحكمة افتراض أن الخسارة الأسوأ ‏ربما لم تأتي بعد.‏

برغم ذلك، تكمن الميزة الرئيسية لطريقة فينس في ‏أنها تدفعك إلى رؤية النجاح باعتباره دالة إحصائية. ‏وبغض النظر عن مجال تخصصك، سواء كنت حاصلاً ‏على دكتوراه في الاقتصاد الدولي أو أي مؤهل آخر، ‏فإن الجهل بالطريقة المثلى لتخصيص الأموال على ‏مختلف الصفقات سيعني أنك لن تحقق الربح الأمثل، ‏أو تتجنب الخسارة إلى أقصى حد ممكن. لا يعني ذلك ‏ضرورة التبحر في علوم الإحصاء قبل بدء التداول، ‏بل المقصود هو أن التداول قد يتلاقى في بعض ‏الأوقات مع بعض القواعد المستخدمة في عالم القمار. ‏وكما تعرف، فإن قسم كبير من الدراسات الإحصائية ‏المبكرة بدأ أساساً من خلال دراسة ما يجري في ‏كازينوهات القمار. ‏

‏ معامل ‏F‏ الأمثل، الذي استخدمه فينس، هو في ‏واقع الأمر تنقيح لنظام التخصيص الشهير في عالم ‏المقامرة، والمعروف باسم معادلة كيلي نسبة إلى ‏عالم الرياضيات التي اخترعها في عام 1956، ثم ‏استخدمت لاحقاً بواسطة كثيرين في مجالات مختلفة ‏مثل كازينوهات القمار وأيضاً وول ستريت. كما ‏تتحدث بعض الشائعات عن أنها الطريقة المفضلة ‏لمستثمر الأسهم الشهير وارين بافيت. أشهر الكتب ‏التي صارت بعد ذلك على درب كيلي هو كتاب ‏إدوارد ثورب الصادر في عام 1956 تحت عنوان Beat the Dealer. أما التحليل الأكثر شمولية واحترافية لمبدأ ‏كيلي ستجده في الكتاب الصادر بعنوان معادلة ‏الثروة والذي ألفه ويليام بوندستون في عام ‏‏2005. إذا لم يكن بوسعك سوى قراءة كتاب واحد عن ‏رياضيات التداول، فسوف ننصحك بلا تتردد بقراءة ‏معادلة الثروة. ‏

قد يبدو المبدأ الرياضي الذي تستند إليه معادلة ‏كيلي صعب الفهم بالنسبة لمعظم المتداولين، إلا أن ‏فكرته الرئيسية تتلخص في أن النسبة المئوية من ‏رأسمالك التي يجب تخصيصها لكل صفقة (الرهان) ‏يجب أن تتساوى مع مهارتك مقسومة على احتمالات ‏النتائج. تشير كلمة "المهارة" هنا إلى احتمال نجاح ‏صفقتك، والتي تتحدد بدورها على أساس نتائج التداول ‏التي حققتها في السابق. أما الاحتمالات فالمقصود بها ‏معدل الربح/الخسارة. ‏

حيث:

  • — نسبة رأس ‏المال التي يجب وضعها في الصفقة الواحدة ‏
  • — نسبة نجاح نظام ‏التداول خلال الفترة الماضية
  • — متوسط نسبة ‏الربح/الخسارة خلال الفترة الماضية
‏ ‏

يساعدك استخدام معادلة ‏Kelly %‏ على الوصول ‏إلى النسبة الأمثل لزيادة رأس المال. ولكن تكمن ‏المشكلة الرئيسية في أنك ستحتاج إلى إعادة حساب هذه ‏النسبة بعد كل صفقة. أما العيب الثاني فيتمثل في أن ‏تخصيص رأس المال استناداً إلى مبدأ كيلي وحده قد ‏يؤدي إلى خسائر كارثية، وهو ما حاول فينس معالجته ‏عن طريق استبدال الخسارة الأسوأ بمتوسط الخسارة ‏في معادلة كيلي. يحاول أيضاً بعض المتداولين تقليل ‏مخاطر منهجية كيلي عن طريق استخدام نصف النسبة ‏المثلى من ‏Kelly %، والتي يطلق عليها "نصف كيلي" ‏أو 25% من المبلغ الموصى به، والتي يطلق عليها ‏‏"ربع كيلي".‏

في 2013، أصدر فان ثارب كتاباً بعنوان ‏الدليل النهائي لتحديد حجم الصفقات، والذي قام فيه ‏بتعديل مبادئ كيلي لجعلها أكثر سهولة في الفهم ‏والتطبيق. ويؤكد ثارب أن تحديد حجم مركز التداول ‏هو الطريقة الأكثر نجاعة للحفاظ على رصيد الحساب، ‏والتي لا يتجاوزها في الأهمية سوى الإتباع الصارم ‏لنقاط إيقاف الخسارة. وبحسب ثارب، ربما يكون الفشل ‏في استخدام أوامر الإيقاف بشكل صحيح هو السبب ‏الأول في خسارة الحساب، بينما يرى السبب الثاني في ‏عدم القدرة على تحديد الحجم الأمثل لمركز التداول. ‏يذهب بعض مؤيدي ثارب إلى القول بأن وضع ‏مستويات الإيقاف هو أحد أدوات إدارة المخاطر بينما ‏يصنفون تحديد حجم مراكز التداول ضمن أدوات إدارة ‏الأموال. وبرغم أن هذا الافتراض قد لا يروق ‏لكثيرين، إلا أن النقطة الأهم هو أنك قد تمتلك مهارة ‏وضع أوامر الإيقاف بشكل مثالي وبرغم ذلك تفشل ‏استراتيجيتك في تحقيق نتائج طيبة بسبب عدم القدرة ‏على اختيار الحجم الأمثل لمراكز التداول. ‏

يستخدم ثارب ما يطلق عليه مضاعف ‏R، حيث يشير ‏R‏ إلى المخاطرة. وبشكل عام ‏يمكنك فهم الفكرة الرئيسية في هذه الطريقة دون ‏الحاجة للخوض في التفاصيل الدقيقة. كمثال على ذلك، ‏دعنا نفترض أن لديك رأسمال بقيمة 100,000$ ‏وتنوي المخاطرة بنسبة 1% أو 1,000$ في الصفقة ‏القادمة. لنفترض أيضاً أن سعر زوج العملات الذي ‏تنوي تداوله، على سبيل المثال ‏AUD/USD، هو ‏‏0.8950 وقمت بوضع أمر الإيقاف على مسافة 20 ‏نقطة أو 0.8930. أو بعبارة أخرى، أنت تخاطر بـ ‏‏30 نقطة أو 300$ تقريباً. ‏

عند قسمة قيمة المخاطرة المحددة سلفاً (1,000$) ‏على 300$ ستكتشف أنه يمكنك تداول 3.3 عقد، ‏والتي يمكن تقريبها إلى 3 عقود. تشير "المخاطرة" ‏دائماً إلى المبلغ المالي الذي تكون على استعداد ‏لخسارته في الصفقة الواحدة. في هذه الحالة، ‏1R‏ ‏يساوي 1,000$. لاحظ هنا أن قيمة المخاطرة لا ‏ترتبط بحركة سعر الورقة المالية ‏—‏ بل هي قيمة ‏تحددها بنفسك. لا تقدم هذه الطريقة أي تفاصيل عن ‏مستوى الربح المستهدف أو المتوقع ‏—‏ لأنها ببساطة ‏تركز على إدارة المخاطر سواء بقيمتها المطلقة أو في ‏شكل نسبة مئوية عن طريق تحديد العدد الملائم من ‏العقود. يعود الأمر إليك في تحديد الربح المستهدف، ‏والذي قد يكون ضعف قيمة المخاطرة أو أي رقم آخر ‏تحدده بحسب قواعد الخروج في استراتيجيتك. إذا كنت ‏تخطط للخروج بربح يساوي ضعف المخاطرة ‏المتوقعة، عندها ستستهدف تحقيق ربح بقيمة 2,000$ ‏في هذا المثال، أي 200 نقطة، وعند تقسيمها على ‏ثلاثة عقود سيكون الهدف المتوقع هو 67 نقطة من كل ‏صفقة. وعلى مدى سلسلة طويلة من الصفقات، ستكون ‏محصلة تحقيق ربح أكبر من ‏R‏ في الصفقات الناجحة ‏وخسارة أقل من ‏R‏ في الصفقات الفاشلة هي الخروج ‏من التداول بأرباح صافية. ‏

لاحظ أن كتب وندوات ثارب تباع بأثمان باهظة. ‏كما لا تنسى أنك لست بحاجة لإتقان علم الإحصاء أو ‏البدء في إعداد جداول بيانات معقدة لإتباع طريقته. ‏تكمن الفكرة الرئيسية في إدراك أن تقييم مخاطر ‏الفوركس بشكل عاقل سوف يدفعك بالتأكيد إلى تقليل ‏حجم الصفقات، وهو ما يبرز حقيقة أن كثير من ‏المتداولين يتحملون مخاطر مفرطة عند تداول عدد ‏كبير من العقود، والتي قد تصل في بعض الأحيان إلى ‏استخدام الحد الأقصى من الرافعة المالية التي توفرها ‏شركة الوساطة. ‏

 

تقدم EarnForex حاسبتين لحجم المركز يمكنك استخدامهما في التداول: الأول، نموذج بسيط على الويب؛ والثاني، اكسبيرت ميتاتريدر قابل للتنزيل وغني بالعديد من الوظائف. كلا الحاسبتين متاحتين مجانًا وسوف تساعدك في التداول بأحجام الصفقات المثلى بناءً على درجة تحملك للمخاطرة.


اختبار

يجب عليك تغيير عدد العقود التي تتداولها وفقاً ‏لـ

تقضي معادلة كيلي بتحديد حجم مركز التداول ‏بحسب مهارتك مقسومة على الاحتمالات. ما المقصود ‏بالمهارة هنا؟

ما هي الاحتمالات؟

نتائج:
0 / 3
المزيد من الدروس
ما هي إدارة المخاطرة؟
التراجعات
المخاطرة إلى العائد
تحديد حجم مركز التداول
الطرق الشائعة لتحديد حجم مركز التداول
أهمية استخدام أمر إيقاف الخسارة
طرق إيقاف الخسارة
تكبير وتقليص مراكز التداول بشكل متدرج