مراجعة خطة التداول
الغرض الرئيسي من مراجعة خطة التداول هو معالجة المشكلات أو العيوب التي لم تلاحظها في البداية. قد يتضمن ذلك تغيير العملة التي تتداولها أو الإطار الزمني أو الرسوم البيانية أو المؤشرات أو حتى تغيير الوقت الذي تتداول فيه من اليوم، وربما أيضاً تغيير شركة الوساطة التي تعمل معها.
السبب الرئيسي الذي قد يدفعك إلى تغيير خطة التداول هو أن خسائرك أكبر أو أكثر تكراراً مما توقعته، ما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى انخفاض نسبة الربح إلى الخسارة أو حتى تحقيق معدل سلبي حين تتجاوز الخسائر الأرباح المحققة. يتعين عليك أيضاً مراجعة خطة التداول حتى إذا كنت تحقق معدل مقبول للربح مقابل الخسارة. ففي نهاية المطاف، نحتاج دائماً إلى تحسين هذه النسبة من وقت إلى أخر.
إعادة تقييم استراتيجية التداول
الخطوة الأولى في تقييم خطتك هو إجراء مراجعة أمينة وشاملة لصفقاتك الحالية. يوصي جميع خبراء التداول بالاحتفاظ بدفتر أو سجل للتداولات ولكن في واقع الأمر لا يتبع هذه النصيحة سوى أقل من 1% من المتداولين. برغم ذلك، يظل بمقدورك الحصول على هذه النوعية من البيانات من خلال الجداول والتقارير التي توفرها شركات الوساطة وتعرض كافة تفاصيل صفقاتك، بما في ذلك مستويات الدخول والخروج. يجب الفصل بين الصفقات الرابحة وتلك الخاسرة ثم وضع نقطة أو أي علامة أخرى على الرسم البياني لإظهار موقع كل منها.
حاول الآن تذكر السبب الذي دفعك إلى فتح كل صفقة— ما هو المؤشر الذي اعتمدت عليه عند اتخاذ القرار؟ على سبيل المثال، قد تكون العملة في منطقة ذروة الشراء فيما يتحرك متذبذب الاستوكاستيك إلى أسفل بالتوازي مع مؤشر القوة النسبية. قد تكون شمعة التداول غير واضحة وتأخذ على سبيل المثال شكل دوجي أو أي نموذج آخر يشير إلى انتهاء الحركة الصاعدة. تعد تلك إشارة على الخروج من صفقة الشراء ولكن هل تعتبر أيضاً إشارة على صفقة بيع؟ في هذه الحالة يجب التأكد من عدم الدخول في صفقة بيع ضمن حركة مؤقتة ولهذا يجب استخدام مؤشر قوي يعطي إشارة حاسمة بحدوث انعكاس هبوطي.
كم عدد الصفقات التي يجب أن يشملها تحليلك لخطة التداول؟ يقول الإحصائيون أنك بحاجة إلى 30 عينة للوصول إلى حكم صحيح بشأن أي موضوع. وبالتالي يمكننا الاستعانة بـ 30 صفقة لهذا الغرض، ولكن ستلحظ في الممارسة العملية أنه يمكنك اكتشاف الأخطاء بمجرد النظر إلى أول 10 صفقات، وفي حالات أخرى قد تحتاج إلى 50 صفقة.
إعادة تقييم العملية التحليلية
يمكنك دائماً الاختيار بين استخدام أمر وقف عادي وينتهي الأمر عند هذا الحد، أو إيقاف صفقة الشراء والدخول في صفقة بيع في نفس الوقت. إذا اكتشفت أن استراتيجية الوقف و عكس الصفقات تتسبب في ظهور عدد كبير من الصفقات الخاسرة، عندها يجب التوقف عن إتباع هذه الاستراتيجية. ربما ترغب في مواصلة نفس النهج إذا كان يحقق لك صفقات رابحة، ولكن عليك إمعان النظر في الاتجاه السائد والذي ربما يخبرك أنك بذلك تتخلى عن اللحاق بركب اتجاه صعودي مستمر قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تحويل صفقة البيع إلى صفقة خاسرة. بعبارة أخرى ستجد صفقاتك عالقة في ارتدادات سعرية مؤقتة. وهذا هو الدرس الثاني الذي قد نستخلصه من دراسة الصفقات السابقة — وهو أنك قد تفشل في رؤية الصورة الكبيرة للاتجاه السائد. للتغلب على هذه العقبة يمكنك إضافة إطار زمني أوسع للرسم البياني للحكم بشكل صحيح على مدى جدية الانعكاسات السعرية.
وبالإضافة إلى النظر على عدة أطر زمنية للحصول على أفق أكثر اتساعاً، قد تحتاج أيضاً إلى إعادة تقييم المؤشرات ذاتها. هل تحقق هذه المؤشرات نتائج جيدة بالنسبة لك؟ ربما يكون هذا هو الاختبار الأصعب الذي تحتاج إلى إجراؤه. ربما تكون مغرماً بشكل أو بآخر بالفكرة التي يستند إليها المؤشر الذي تستخدمه، مثل ارتدادات فيبوناتشي. برغم ذلك، حاول أن تفكر في فرضية أنك ربما قمت بوضع أرقام فيبوناتشي على الرسم البياني بطريقة غير صحيحة وبالتالي قد تبنى صفقاتك على تحليلات خاطئة. سكون هذا الافتراض خطير للغاية إذا كان صحيحاً، لهذا يجب أن تمتلك القدرة على الإحساس بالاتجاه السائد في السوق حيث يتيح ذلك فهم أفضل للإشارات التي تعطيها مؤشراتك. من الوارد أن يعطي أي مؤشر إشارات خاطئة في بعض الأوقات، ولهذا ستستفيد حقاً إذا حاولت التعرف على سيكولوجية السوق حيث ستساعدك في اكتشاف مثل هذه الحالات التي يفشل فيها المؤشر. تميل بعض المؤشرات إلى إعطاء إشارات كاذبة في حالات معينة، على سبيل المثال مؤشر الاستوكاستيك والذي لا يتسم بالدقة عندما يتحرك السعر في اتجاه صعودي طويل الأمد. هذه هي طبيعة المؤشرات التي تستخدم معامل ثابت في تحديد الفترات الزمنية الداخلة في حساب المؤشر حيث تعطي إشارات خاطئة عندما يتجاوز حجم الحركة السعرية نطاق هذه الفترات. لست بحاجة إلى معرفة المعادلة الدقيقة لحساب المؤشر حتى تعترف بوجود هذا القيد المتأصل. ستلاحظ هذا العيب في كافة المؤشرات حتى برغم صعوبة تقبل هذه الفكرة بالنسبة للبعض.
إعادة تقييم التكتيكات المستخدمة
يعتبر تقييم نقاط الدخول والخروج هو جوهر مراجعة خطة التداول. قد تساعد بعض التغييرات الطفيفة التي تحدث لسبب أو لآخر في تحسين نسبة الربح مقابل الخسارة. المكونات الرئيسية لأي خطة تداول تنصرف بالأساس إلى نقاط الدخول والوقف وأهداف الربح. قد تؤدي استراتيجيتك إلى اختيار نقاط دخول متأخرة للغاية وبرغم ذلك تظل قادراً على تحقيق المكاسب وتجنب الخسائر لمجرد الخروج من الصفقة في الوقت الصحيح. يرى بعض الخبراء أن نقاط الوقف هي العامل الأكثر أهمية، ولكن ما لم تكن قادراً على تجنب الدخول في الارتدادات المؤقتة، تماماً كما يفعل المتداول طويل الأجل، فسوف تحتاج للخروج في الوقت والمكان المناسبين سواء كان القرار يستند إلى قاعدة إيقاف الخسارة أو أخذ الربح. تذكر أنك غير معرض لأي مخاطر عندما تكون خارج السوق كما أنك لست مضطراً أبداً إلى فتح كل الصفقات التي تصادفك.
القاعدة التكتيكية #1 هي عدم فتح الصفقات سوى تلك التي من المتوقع أن تحقق عائد إيجابي (رابحة).
في مثال الوقف والانعكاس أعلاه، لا يكفي إلغاء جزء الانعكاس من استراتيجية التداول لأن هذا الإجراء لن يخبرك أين ولماذا يجب عليك عكس الصفقة أو إعادة الدخول. سيضعك هذا القرار في المربع رقم 1 مرة أخرى لتكتفي بالنظر إلى الرسم البياني كما لو كانت الصفقة التالية هي صفقتك الأولى، حتى برغم أنه سبق لك تحليل كافة الظروف الظاهرة على هذا المخطط البياني.
تستدعي هذه الحالات إعادة النظر في التكتيكات المستخدمة. فقد تكون بحاجة مثلاً إلى إضافة صفقات مشروطة. على سبيل المثال، إذا كان متذبذب الاستوكاستيك يعطي إشارة بيع، يمكنك بدلاً من الهرولة لفتح هذه الصفقة على الفور وضع أوامر مشروطة لبيع العملة إذا تراجع السعر دون إحدى المستويات الهامة. بعبارة أخرى، أنت في هذه الحالة تضع محددات رئيسية لتأكيد صحة قرار البيع وبالتالي مدى جدوى الصفقة من عدمه. قد تحتاج في نفس الوقت إلى وضع صفقة ثانية مشروطة بحيث تدخلك إلى صفقة شراء إذا ارتفع السعر أعلى إحدى المستويات الرئيسية أو تجاوزه بعدد محدد من النقاط. قد تجد بعض الصعوبة في وضع الصفقات المشروطة بشكل صحيح إلا أنها تظل خيار مثالي لإنقاذك من التردد أو الصفقات المتسرعة أو حتى التكتيكات شديدة الصرامة (مثل استخدام طريقة الوقف والانعكاس بشكل دائم).
التنويع
إذا كانت خسائرك أكبر كثيراً من أرباحك، فأنت في هذه الحالة تتبع استراتيجية محفوفة بقدر هائل من مخاطر الخسارة. تبدو هذه المقولة بديهية بأكثر من اللازم إلا أنها تعكس حقيقة عدم إيلاء الاهتمام الكافي لمخاطر الخسارة المصاحبة لصفقاتك الخاسرة بحسب ما يظهره سجل أدائك. وفي هذا الصدد يمكن القول أن تنويع الأصول والاستثمارات هي الطريقة الأفضل للحد من المخاطر وبالتبعية تقليل الخسارة إلى أدنى حد ممكن. إضافة عملة أخرى لا ترتبط بعلاقة قوية مع عملتك الرئيسية يعني أن لديك مصدر آخر لتحقيق الأرباح. ولكن لاحظ أنك إذا أضفت مثلاً زوج NZD/USD إلى محفظة تتضمن زوج AUD/USD، فأنت في واقع الأمر لا تقدم أي درجة من التنويع للمحفظة. ينطبق نفس الأمر على زوجي EUR/USD و— USD/CHF لأن كلا الزوجين يتحركان بشكل متزامن بدرجة أو بأخرى. لهذا يمكنك إضافة الدولار الأسترالي مثلاً إلى محفظة تتضمن الباوند البريطاني، أو إضافة اليورو إلى محفظة تحوي صفقات على الين الياباني.